الكورونا تنزع بهجة القيامة

تابعنا على:   18:14 2020-04-18

عمر حلمي الغول

أمد/ يحل هذا العام عيد القيامة، أعظم وأهم اعياد المسيحية (او العيد الكبير) والحزن يغطي وجه البشرية كلها نتاج الجائحة الكونية "كوفيد 19"، التي تحاصر شعوب الأرض قاطبة دون تمييز، أو إنحياز لدين على حساب دين آخر، أو ترجيح كفة عرق على آحر، أو جنس على جنس، أو حاكم على محكوم. ما يزيد على 2 مليار إنسان يلازموا بيوتهم في حجر منزلي إرادي لمواجهة أخطار فايروس الكورونا، مما أطفأ شموع الفرح بقيامة السيد المسيح بعد ثلاثة ايام من صلبه وموته، كما جاء في العهد الجديد، وأفقد الأطفال والعائلات بهجة توزيع البيض الملون كما قوس قزح، وحرم اتباع الديانة المسيحية من كل الطوائف، رغم الإفتراقات النسبية البسيطة في شكل الإحتفال بالعيد المجيد بعد صوم 55 يوما، المقسمة لثمانية اسابيع، لكل منها إسم: أحد الرفاع، احد السامرية، والمخلع، والتناصير، والشعانين، وال العيد ثم اسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المتواصل في السنة الطقسية اربعين يوما حتى عيد العنصرة.

وطيلة اسبوع الآلام تكون هناك صلوات قبل القيامة بالأيام الثلاثة . وهناك من لا يأكل شيئا تضامنا مع آلام السيد المسيح، عليه السلام، ويلي ذلك العيد الكبير، او القيامة او عيد الفصح المجيد.الذي يعتبر بمثابة تحقيق رسالة رسول السلام والمحبة والتسامح، وعادة ما تتم الترانيم عند اتباع الطائفة الأرثوذكسية بالكلمات التالية: المسيح قام من بين الأموات، ووطىء الموت ووهب الحياة للذين في القبور." 

لكن عيسى عليه بركات الله يبدو هذا العام غارقا في الألام والأحزان، لم يبرحه وجع المؤمنين من كل الديانات وخاصة المسيحيين نتيجة فرقتهم، وفجورهم، وتغولهم على إنسانيتهم، وغضبه غير المسبوق من صعود رجل معتوه، يدعي انه ممثل الكنيسة والمسيحية عموما، مع انها والسيد المسيح براء منه ومن إدعاءاته الكاذبة. ونتيجة حزنه على تعاليمه السمحة والنبيلة، التي إنتهكتها الغالبية العظمى من الدول والشعوب، وإزداد رفضه وقنوطه من مواصلة إستعمار الصهاينة من اتباع الديانة اليهودية، او بتعبير آخر خاطفوها أرضه وأرض شعبه العربي الفلسطيني، وحرمان شعبه شعب الألام والنكبات من العيش بسلام وأمن إسوة بشعوب الأرض، ويتعاظم سخطه وغضبه من مواصلة تدنيس مهده وكنيسته، وكنيسة القيامة وقبلها البشارة وكل دور العبادة الإسلامية والمسيحية.

لذا جاءت الكورونا لتغطي بآلامها ومآمسيها ولعناتها فرح الأيام والأعياد، وتخطف البسمة من شفاة الأطفال والنساء والشيوخ، وأدخلت الكنائس في وحشة غير طبيعية، لم تشهدها منذ زمن طويل، فغابت اصوات اجراس الكنائس والترانيم والقداديس والصلوات وموسيقى الفرح والصعود إلى السماء، وحتى الصيام جاء معتما وموحشا، واسكن الناس في ظلام اللحظة ولعنة الإغتراب والحيرة والخشية من المجهول. وألقت (الكورونا) سمومها، وفجور من اوجدها، وعممها في ربوع الأرض لتقبض ارواح الأبرياء، وترمي البشرية بوحشيتها داخل زنازين بيوتها، ولتحرمهم من حياتهم الطبيعية، ومن دورة العمل والحب والعطاء، ليس هذا فحسب، بل انها أرجعتهم للقرون البائدة. لا سيما وانها ما زالت تقبض ارواح المرضى بعشرات الألاف، وتصيب الملايين بحاربها الجرثومية. وتمهد الطريق لما هو ابغض وأكثر سوداوية.

لكن السيد المسيح بعظمته ونبل رسالته، وقربه من الخالق جل وعلا، سيحمل بيده بلسم الشفاء للإموات والمصابين، وسيواصل قيامته بأجلى صورها، وسينقذ البشرية من لوثة العتاة المتوحشين، الذين ابتليت بهم البشرية أمثال ترامب ونتنياهو ومن لف لفهم من القتلة والمجرمين. وعلى السيد المسيح نعمة الله، ولروحه المحبة في الأعالي، وعلى الأرض السلام ، وكل عام وأتباع الديانة المسيحية بخير. ورغم المعاناة الماثلة الآن على كل البشرية، غير أن الأمل قادم مع قيامة متجددة لرسول المحبة والتسامح بعودة الكنائس والأديرة والمعابد تصدح بترانيمها وموسيقاها، وسيعم السلام عما قريب أر ض السلام خصوصا والعالم عموما.   

كلمات دلالية

اخر الأخبار