غزة وأهلها.. وشهر رمضان المبارك

تابعنا على:   21:53 2020-04-22

وفيق زنداح

أمد/ يطل علينا شهر رمضان المبارك ... في ظل ظروفنا الاستثنائية وحالة الانقسام ما بين شطري الوطن ... وغياب الكثير من الأحبة من أهل غزة أهل فلسطين فمنهم الشهيد ومنهم الجريح ومنهم الأسير ومنهم المهجر ... هذا الانقسام الحاصل ما بين المسلمين والموحدين والمؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله داخل هذه البقعة من الأرض..... المنقسمين على أنفسهم وغير الملتزمين بكافة أحكام الدين والأحاديث النبوية الشريفة .... هذا الحال المؤسف والمحزن الذي تعيشه غزة المتناقضة بأولوياتها واجتهاداتها .... غزة التي تخلط ما بين السياسة والدين .... وما بين الأولويات والأهداف .
وبعيدا عن السياسة التي أقحمت نفسها في لحمنا وعظمنا ودمائنا ....... أقحمت نفسها في تعليمنا وصحتنا وخدماتنا .... هذه السياسة المتعارف عليها علميا (بفن الكذب) والتي تعلم منها البعض كيفية النفاق والكذب ..... وكيف يمكن التحويل والتحوير ..... والخداع والتضليل..... تعلموا منها التكفير والتهجير والتبرير.... تعلموا من السياسة الافتراء والتزوير والتشويه.... هذه السياسة الملعونة التي تتناقض مع قراننا الكريم وسنة رسوله.....و التي تفرق ما بين القلوب ..... وتشتت العقول ..... وتعكر النفوس .... وتهيج المشاعر والأحقاد ... وتعمق الأزمات وفقدان الثقة .... هذه السياسة التي تفرق حتى تسود ..... ولا توحد لأنها ستزول.... السياسة التي تمرر المقلوب وتحرف ما هو حق وحقيقة ........ حتى يسهل السيطرة و إحكام القبضة ......... وحتى تكون الأرض خصبة لزرع بذور الفتنة والتشكيك والفرقة .... هذه السياسة وبعيدا عنها التي تبطن عكس ما تقول ..... وتقول عكس ما تبطن....... السياسة التي تبرر كافة الوسائل حتى ولو تجاوزت المحرمات من اجل المصالح والنفوذ والسيطرة .... سياسة عمياء لا تبصر...... سياسة لا تستمع لاحد .... ولا تستمع إلا لنفسها ..... سياسة تدفعنا إلى حيث لا تدري بل إلى حيث الهلاك والضياع والدمار.... سياسة فاقدة للقيم والمبادئ التي تربينا عليها.
سياسة أضعفت الإيمان .... و أحدثت الاهتزاز ..... بثقتنا بأنفسنا....... وزادت من مساحة الشك فيما بيننا.... هذه السياسة الدخيلة في إضعاف الإرادة والقدرة ..... وفي تشتيت الطاقات وتعميق الهوان والخنوع ..... والقبول الأعمى بما نسمع...... بعكس ما نرى دون معارضة لخطأ أو خطيئة ..... ودون الصراخ للتنديد والشجب والاستنكار لما يقع من أخطاء وخطايا..... وحتى التصفيق للصواب أو ما يفرح .....لأي حدث عابر في هذا الزمن المؤلم .
غــــــــــــــــــــزة ........ التي تعيش الحزن مع كل مناسبة ........
غــــــــــــــــزة تبكي مع كل حدث وحديث ........ غزة التي تدمي القلوب مع كل ما يطل علينا من تصريحات تشتت ولا توحد ....... تصريحات تبدد الآمال وتزيد من الهموم والأحزان والأوجاع .
غـــــــــــــــــــزة ......... المحاصرة .......... وفي واقع الانقسام ما بين شطري الوطن ببحرها وسمائها........ بأرضها و أهلها........ بتضحياتها وعطائها ودماء أبنائها......... أصبحت لا حول لها ولا قوة .......... بجرحها النازف ......... وآلامها و أحزانها....... غـــــــزة الصابرة على جراحها ........ المتمسكة بوفائها لشهدائها....... شهداء كل الوطن ......... غـــــــزة الملتزمة بشرعيتها وعلى رأسها الرئيس محمود عباس .
غـــــــــــــــزة ........ التي تأن ......... وتحتضر....... لان الألم اصبح اكثر من أن يحتمل ........ والمشهد اصعب من أن يتحمله غيور على هذا الوطن ........ يريدوننا........ غرباء ........ صامتين ........ وحتى دون تفكير ......... وحتى إلى درجة البلادة وعدم الإحساس.
لمن لا يعرف غزة ........ فهي لا زالت بجغرافيتها وتاريخها وثقافتها وموروثها النضالي ثابتة لا تلين مهما اشتدت العواصف العاتية ......... ومهما اشتدت القسوة والضغوط
غـــــــــــزة ........ لا زالت بأهلها و أحبتها وكرمها ........ لا زالت غزة المتسامحة الطيبة الصابرة المثابرة والمرابطة .......لا زالوا أهل غزة يتحملون بأكثر مما تحتمل الجبال .
غـــــــــزة ......... المؤتمنة على المشروع الوطني ......... المؤمنة بالله ورسوله .......... الموحدة والمتوحدة مع نفسها ووطنها وشرعيتها وقيادتها ......... ستبقى غزة هاشم الشطر الجنوبي من الوطن الفلسطيني ......... من فلسطين الدولة وعاصمتها القدس ........ هذه غزة لمن لا يعرفها ......... أما من يعرف غزة و أهلها فالحديث يطول ويطول......... فلن يكسرنا الجوع ولن تقهرنا الحاجة ولن يفقدنا توازننا أحوالنا البائسة ....... حقا نحن في غزة نتألم بكبرياء وعزة وأنفة ......... نجوع بقلوب مؤمنة بالوطن والقضية ........ نجوع و أرادتنا قوية صامدة ......... غزة تقف ثابتة شامخة على أرضية تاريخها و ماضيها...... واقعها و آفاق مستقبلها ......... غزة الأمل المتجدد والمتجذر....... في عقل وقلب كل مواطن لان غزة هي الخليل ...... ونابلس....... ورام الله........ والقدس ....... رفح وخانيونس........ كما طولكرم وجنين...... وسلفيت ....... هذه جغرافية الوطن بمدنه وقراه....... واحد موحد بقضيته وأهدافه وشرعيته....... موحد بصلواته وسجوده واستغفاره...... شهر رمضان المبارك يطل علينا ليس بذات الطعم المميز ....... وليس بذات المعهود في هذا الشهر الفضيل والمبارك ......... فليسامحنا رب العزة والجلالة على حزننا وآلامنا...... لكننا لن نقصر ولن نبتعد عن كافة شعائر هذا الشهر الفضيل من الصيام والإفطار واداء صلاة التراويح والقيام بصلة الرحم وسنؤدي الصلوات كلما استمعنا إلى نداء الله اكبر .
غـــــــزة ........ سيعلو صوتها مكبرة ورافعة أياديها إلى السماء ......... داعية رب العباد والكون بالهداية والمغفرة لمن اخطا ........ وان يهدي كل خطاء....... وان يستقيم كل معوج......... وان يهدي كل مذنب........ وان يغفر لكل من تاب توبة نصوحة .
شهر رمضان المبارك ....... شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار....... شهر بداية صفحة جديدة نأمل أن تغفر لمن اخطا ......لانه شهر التوبة والمغفرة .......فكل التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك لشعبنا العظيم ولقواه السياسية ولسلطتنا الوطنية وعلي رأسها الرئيس محمود عباس وللامتين العربية والإسلامية

فكل عــــــــــام وانـــــــتم بخــــــــــــــــير

كلمات دلالية

اخر الأخبار