تقرير.. مواطنو الخليل بين طوارئ "كورونا"وقرار "بينيت" وإشكاليات أمن "السلطة"!

تابعنا على:   22:31 2020-05-04

أمد/ الخليل - خاص: الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، معلما إسلاميا خالصا تحاول إسرائيل بكل الطرق والأساليب السيطرة علية بشكل كامل ولا تتوانى عن العمل باستمرار من أجل تحقيق هدفها، سيطر الاحتلال الإسرائيلي على الجزء الأكبر من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بـالضفة الغربية، والذي بات مخصصا لدخول اليهود دون سواهم منذ عام 1994 إثر مذبحة ارتكبها المتطرف باروخ غولدشتاين، راح ضحيتها 29 فلسطينيا.

قوات الاحتلال تقيم سلسلة من الحواجز العسكرية حول المسجد الإبراهيمي، فارضة بذلك إجراءات مشددة وتفتيشا دقيقا على دخول المصلين المسلمين.

وتقوم سلطات الاحتلال بمنع رفع الأذان من خمسين إلى سبعين مرة شهريا، ترتفع في أوقات الأعياد اليهودية إلى تسعين مرة شهريا، كما يعيق الاحتلال عمليات الترميم ولا يسمح بإدخال مواد ترميم الحرم إلا بالتنسيق معه.

هذه المضايقات المستمره لن تنتهي حسب القرارات والاجراءات الإسرائيلية التي لا تتوقف ولا تنتهي، هذا التقرير يرصد ردود فعل المواطنين عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول مصادقة نفتالي بينت وزير  جيش الاحتلال، على مشروع استيطاني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يتضمن الاستيلاء على أراض فلسطينية، لإقامة طريق يمكن المستوطنين اليهود من اقتحام الحرم الإبراهيمي، فضلاً عن إقامة مصعد لهم.

وسمح بينت، لـ "مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي"، بممارسة سلطاته لاستكمال جميع إجراءات التخطيط مقابل بلدية الخليل، على الأراضي الفلسطينية الخاصة التي سيتم الاستيلاء عليها لتنفيذ المخطط الاستيطاني، الذي يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة في محيط الحرم الإبراهيمي.

وبالإضافة لبطش الاحتلال، قامت الأجهزة الأمنية في الخليل مساء يوم الأحد، بإزالة البسطات من شوارع وساحات مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وذلك منعاً للتجمعات وحماية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقالت مصادر محلية أنه قد: "تخلل ذلك مناوشات وإطلاق للرصاص وقنابل الصوت في باب الزاوية بالخليل"، وأشارت إلى أنه تم الاعتداء على مدير الشرطة في المدينة زياد الشاعر وطعنه في رقبته.

المواطنة مرفت أبو شعبان كتتب عبر حسابها على موقع الفيس بوك "يجب فتح الحرم الإبراهيمي والصلاة فيه"، مخاطبة بذلك الحكومة في رام الله لرفع حالة الطوارئ التي أعلنتها لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

مواطن آخر  كتب بشكل مقتضب جدا"خليها تمر أهون منكم"، معبرا بذلك عن غضبه من إجراءات قامت بها بلدية الخليل مساء يوم الأحد تجاه بائعي البسطات في وسط المدينة.

وفي ذات السياق كتب المواطن مصعب أبو سنينة "انتو مش شغل تصدي انتو كبيركم تزيلو بسطات الغلابة"، أبو سنينة عبر من خلال تعليق له على صفحة بلدية الخليل عن غضبه لإجراءات البلدية في ظل الظروف التي يتعرض فيها الحرم الإبراهيمي للتهويد.

المواطن هاني أبو خليل قال"مددوا حالة الطوارئ نجوع وراح الحرم عشان تحافظ على الصحة شو بدها تعمل البلدية انزلوا بالطفاية اتصدوا"، هاني يعبر عن بالغ غضبه وسخريته من إستمرار حالة الطوارئ ومنع المصلين من الذهاب للحرم من أجل منع مخططات الاحتلال التي ترمي للسيطرة الكاملة عليه.

المواطن يعقوب أبو شعبان كتب عبر حسابه على موقع الفيس بوك" أشعر بالقلق الشديد من القرار الإسرائيلي داعيا للتصدي له".

المواطنة رنا سلام كتبت تقول" نفسي أفهم مين الى سمح لليهود يصلو داخل الحرم من سنين وكيف الشعب قبلها...ومين سمحلهم بعد مجزرة الحرم ياخدوا نصه وقبل بتقسيم الحرم بينه وبينهم؟؟؟؟وكيف الشعب قبلها..ومرقها.... إذا قابلين على حالنا حد يتحكم بالحرم حتى بالأذان ويمنعه متى شاء والنا سنين على ها الحالة جايين تحكو شعارات فارطة اليوم".

المواطن بهاء جابري علق مستهزئا "الموضوع تكلل بالنجاح والله ولي التوفيق وبتحكو دولة فلسطين الأصح أن يقال حارة فلسطين"، هذا التعليق من المواطن جابري يدلل على عمق الغضب في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني من القرارات الإسرائيلية بالتأكيد ومن مرادفتها الفلسطينية التي لم ترتقي لحجم الخسارة التي يمكن أن يتعرض لها الشعب الفلسطيني إذا ما تحققت الرغبة الإسرائيلية في السيطرة الكاملة عليه.

من جانبه، طالبَ رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته اتجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أنّ القانون الدولي ينص على عدم السماح لقوى الاحتلال بالتغيير في معالم الأرض المحتلة، مشدداً على أنّ كل مخططات الاحتلال التي تضرب المواثيق الدولية بعرض الحائط لن تصادر حق الشعب الفلسطيني بالوجود على أرضه والدفاع عن مقدساته، وعلى الاحتلال أن يدرك تماماً خطورة الخطوات التي يُقدم على تنفيذها والتي من شأنها جر المنطقة إلى حالة من الغليان، مضيفاً:(على القاصي والداني أن يعلم أنّ كل حجر من جدران الحرم الإبراهيمي وما حوله هو ملك خالص للفلسطينيين وللأمة الإسلامية جمعاء، وإرث حضاريٌ للأمم كلها).

وشدّد أبو سنينة على أن البلدية لن تقف موقف المتفرج أمام هذه الانتهاكات الصارخة والتي تمس الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة، وأنّ البلدية ستتخذ كل الإجراءات القانونية وستجند كل علاقاتها الدولية للحفاظ على الإرث الفلسطيني وعدم المساس به.

وزارة الأوقاف في حكومة رام الله أدانت القرار الإسرائيلي، محذرة من خطورة قرار المصادقة النهائية الصادرة من  قبل حكومة الاحتلال على مشروع استيطاني في الخليل يتضمن الاستيلاء على أراض لإقامة طريق يمكن المستوطنين والمتطرفين اليهود من اقتحام الحرم الإبراهيمي .

وأكد وكيل وزارة الأوقاف حسام ابو الرب، في بيان للوزارة، يوم الإثنين، ان هذا التصعيد من قبل قوات الاحتلال تجاه الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة والتعدي على صلاحيات الأوقاف مستمر بوتيرة كبيرة وسريعة وإن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية، وذات أطماع ونوايا خبيثة تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم خطوة خطوة بعد أن استولت على غالبيته وتحكمت به.

وزارة الخارجية في حكومة رام الله اعتبرت في بيان لها، أن قرار وزير جيش الاحتلال يمثل أبشع استغلال عنصري لانشغال العالم والشعب الفلسطيني في مواجهة جائحة كورونا لتنفيذ هذا المخطط الاستعماري التوسعي، كفصل جديد من فصول الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للبلدة القديمة في الخليل، وامتدادا لحملة تهويد بشعة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سواء من خلال زياراته وأركان حكمه الاستفزازية للمدينة العتيقة، او عبر إطلاق وعود وقرارات بمصادرة أجزاء واسعة منها مثل سوق الحسبة والملعب البلدي وكامل المنطقة المحيطة بالحرم.

ورأت الوزارة أن الانحياز الأميركي للاحتلال ومشاريعه الاستعمارية الذي عكسته ما تسمى صفقة ترامب، أعطى الضوء الأخضر لليمين الحاكم في إسرائيل للتمادي في عمليات الاستيطان وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية بما فيها الحرم الابراهيمي الشريف، وهو ما يعتبر جزءا لا يتجزأ من دعوات الضم التي ينادي بها نتنياهو.

حركة فتح"م7"، أكدت أن استيلاء إسرائيل على أراضي في محيط الحرم الابراهيمي وشق الطرق وتركيب مصعد للمستعمرين، داخل الحرم الابراهيمي الاسلامي الخالص، هو استكمال لمجزرة الحرم الابراهيمي التي ارتكبها الارهابي غولدشتاين في العام 1994 والتي راح ضحيتتها مئات الشهداء والجرحى.

الحرم الإبراهيمي ليس الأول ولا الأخير في مخططات التهويد الإسرائيلية، ناقوس الخطر سمعته الآذان منذ زمن بعيد ولكن خطورته تشتد يوما بعد يوم، إسرائيل لا تترك فرصة من أجل تنفيذ مخططاتها على كل الأرض الفلسطينية المحتلة، الإدارة الأمريكية الداعم الرئيسي لها إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تعترض على أي من السياسات التهويدية للأرض الفلسطينية، المواقف العربية غائبة والمواقف الدولية ضعيفة وغير مؤثرة، رد الفعل الفلسطيني لا يتعدى الكلمات التي تملأ البيانات، الأهم هنا هو المواطن الفلسطيني الذي لا يملك إلا مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه في ظل استمرار حالة الطوارئ التي أعلنتها حكومة رام الله منذ مايزيد عن شهرين.

اخر الأخبار