يرشون السكر على موتنا؟!

تابعنا على:   07:23 2020-05-19

د. حسين المناصرة

أمد/ انتصارات حماس على الكيان الصهيوني تشبه رش السكر على الموت في المثل الشعبي الدارج...!!
المسألة المهمة أن علاقتهم بالدين هي علاقة براغماتية، تهدف إلى تنفيذ برامج سياسية إخوانية، سعت وتسعى إلى تخريب الدول المدنية، بل تكفيرها، ومن ثمّ دفع شعبنا تضحيات مجانية في تصور أي مقاومة وطنية شريفة.
إنّ التغني بكثرة الشهداء من الناس الغلابة أمر لا يمكن تصديقه؛ ألهذه الدرجة صارت دمائنا رخيصة في عرف هؤلاء الراكبين لموجة الدين السياسي، وبيع الضمائر للدافعين، حتى لو كانوا الصهاينة بطريقة غير مباشرة..!!
إذا كانوا حريصين على تحرير ألف أسير؛ فالأولى أن يحرروا آلاف الشهداء الذين يقدمونهم لآلة الدمار الصهيونية بدعوى المقاومة، والانتصار، والتهديدات التي لم تجر على شعبنا سوى الخراب والدمار!!
وإذا كانوا حريصين على تحرير ألف أسير، فالأولى أن يحرروا حياة الناس من آلة الاجتياح الصهيوني، التي تركت عشرات الآلاف من المعوقين والجرحى والمضطهدين نفسيًا بسبب عنجهية الاحتلال وعنجهيتهم، عندما تصبح غزة محتلة من احتلالين: الاحتلال الأكبر الصهيوني، والاحتلال الأصغر الحمساوي!!
مقاومتهم بصواريخ إيران الكذوبة تشبه رش السكر على الموت، وأغانيهم الثورية الإسلامية التي تزعم أن غزة محررة والضفة محتلة عار، وفضائياتهم النجسة، تجعل عدوهم الوحيد الشعب الفلسطيني؛ لذلك قرروا أن يشكلوا ميلشيا إجرامية، لتقمع حراك شعبنا في مواجهة الظلم والقهر والسجن... غزة مختطفة، وهي تحكم بالحديد والنار وأموال الربا والعهر وتجارة المحرمات!! هؤلاء هم حلفاء حزب الله، والحشد الشيعي، والحوثيين، وداعش، وكل ما يمكن أن يؤذي شعبنا باسم الاسلام المزور والمزيف في جيوبهم!!
هؤلاء صناع الفتنة، والتمسك بالرذيلة التي تهدم الوحدة الوطنية.. عندما يتحدثون باسم الوطن يكذبون؛ لأن الوطن بالنسبة لهم هو الكفر.. هؤلاء تكفيريون حتى أخمص رؤوسهم، وإن كان كلامهم في ظاهره ناعمًا منافقًا، يقصدون من ورائه خداع العوام، وانتهاز الفرص لتنفيذ ما يريد أعداؤنا!!
الحمد لله على نعمة الإيمان بعيدًا عن طرقهم التي تتهجى الفتنة، والتملك، والتحالف مع الشيطان وأعوانه المجوس. الحمد لله أن خلقنا الله مسلمين ومسيحيين في غير هذه الدائرة الإرهابية لأهلنا قبل أعدائنا...!!
أعيدوا غزة إلى ما قبل اختطافكم لها؛ لأنكم أفسدتم تاريخ فلسطين النظيف لأكثر من مئة عام!! أعيدوا غزة إلى الاحتلال الصهيوني ، حتى لا يستمر هذا الاحتلال في اتقتل والتدمير وهدنة الخزي والعار، وإعلان انتصاراتكم السكرية على جثث مواتانا، ودمار بيوتنا، وتجويع أهلنا... الاحتلال الصهيوني لن يقمع حراك (بدنا نعيش)، وقد قمعتموه بدكتاتورية تكفيرية مجرمة ولعينة!!
أعيدوا غزة، وفككوا خرافاتكم، حتى لا تبتلعوا صفقة القرن، وأنكم الدولة الفلسطينية الموعودة باختيارات الكيان الصهيوني!!
عليكم أن تتنصلوا من برامج أسيادكم الخبثاء، وتعلنوا لشعبنا أنكم اقترفتم خطيئات بحق الشعب عندما اعتقدتم أنكم جزء من اتفاقيات أوسلو، فاختطفتم الانتخابات، واختطفتم شاليط الذي قدم لكم، وجررتم ويلات الاحتلال والحصار والموت والدمار على رؤوس شعبنا!!
إلى الجحيم، أنتم نقمة لشعبنا، لأنكم عارنا الذي يتحالف مع أعدائنا، أوعيتم ذلك أم لم تعوه... أنتم غراب البين الذي يقودنا إلى التهلكة، وقد قال فيكم الشعراء:

إذا كان الغراب دليل قوم ** سيهديهم إلى دار الخراب
***
إذا كان الغراب دليل قوم **فلا فلحوا ولا فلح الغراب
***
إذا كان الغراب دليل قوم ** يمر بهم على جيف الكلاب
***
إذا كان الغراب دليل قوم ** فذاك العهد عهد الانقلاب

اخر الأخبار