علائقك مع الناس

تابعنا على:   11:04 2020-06-04

نادرة حامده

أمد/ حين تتفحص الحياة من حولك جيدا بعد ان تمضي فيها عمرا تتبنى في الغالب تغيير المسار، وحين تقول في ثانيتين جملة من كلمتين مفادها علمتني الحياة، معناها أنك تلقيت في مدرستها الدروس الصعاب ،التي في واقعها كلفتك ثمنا باهظا ، كان نتيجة علاقاتك بالناس،  فهذه العلاقات لا تخرج عن كونها إحدى هذه المعطيات، إما أن ترفعك مقاما، او تنصبك جورا ، او تكسرك قهرا، او تجزمك خرسا، او تشرطك قسرا ، او تردفك تبعا، أو تعطفك جبرا، او.تضيفك زودا، او تستثنيك أمدا، او تبدلك صرفا ، او تنعتك ظلما ،او تحيلك فرطا، او ترفضك ظرفا.
وما أقسى أن تتلقاها من الذين ربطتك فيهم معان جميلة وأواصر متينة.ما ظننتها يوما أن تنتهي و تباد ، فعندها لابد من التوقف و الإمعان، وأن تتبع مبدءا معتدلا في دائرة علائقك مع المعارف أيا كان، سواء كانوا اهلا اوأقاربا او اصدقاءا او زملاءا و حتى جيرانا ، مبدءا يقيك نفسيا من الصدمات، وتصنع به لروحك.سدا منيعا يحميك من فيض الغدرات ، ففي هذا المبدأ  تحافظ على خطوط متساوية و متوازية.من حسن الأدب والاحترام مع الجميع دون استثناء، ولكن.من غير تعلق بهم أو ادنى انزلاق، اجعلهم  يظنوك قريبا جدا منهم من روعة تعاملك و رقي الإحساس ، بالرغم من حذرك أن يصيبك منهم واحدة من تلك المعطيات،.و لهذا انت .محتاط، دع.احدهم سعيدا  بمعرفتك ولا  تسمح له ولا لنفسك من الدنو من بؤرة الخصوصيات، فكثيرا اؤلئك الذين يظنون أن القرب يعني أن ينكشف الستار عن كل ما هو خاص، وما هذا إلا صورة قبيحة لفضول بشع في مجتمعنا قد شاع، و كثيرا ما تلسعك مسموعات الحياة عن غدر الناس، و قد تكون انت قد اكتويت بجمر هذه اللسعات ، فمجالسنا اصبحت لا تخلو من الغيبة والنميمةو القيل والقال، و انت في غنا ان تكون اخبارك الخاصة لهي الزاد، والأكثر حماقة ان.يكون لسانك هو أصل هذا الزاد، حتى حين تحتاج أن تفضفض مع مقرب منك لترتاح ، يجب ان تتعقل وتتجنب المغامرات والمراهنات ، فكم من نصيحة استنصحتها صاحبها سرا قد انتشر صيتها و ذاع ، ظواهر مؤسفة حقيقة في مجتمعاتنا التي هي محسوبة على الاسلام ..ولكن بالرغم.من كل هذا لا تنعدم الاصالة والوفاء و الاخلاص و تجدها وأكثر مجموعة في الاخيار ، تجليهم أمامك المحكات والازمات ، فتفرض عليك قيمهم الانسانية النبيلة واقعا جديدا بقوة ،كان من قبل هذا محال ، تلاقي في اخلاقهم تماثلا في نفسك فتلتحم معها روحك في الحال ، فإذا هي  تخرجك معهم عن فلسفتك التعاملية في دائرة التوازي والمساواة.، فتنفتح لهم مغاليق الفؤاد.وتنحني لهم إكبارا وإجلال، ويمتلئ لهم صدرك بالدعاء ،بينما في المقابل تضطرك حقارة بعض الناس ونذالتهم أن تلفظهم من حياتك لفظا كقيء الغثيان

اخر الأخبار