هذه أم جبر وشاح ،، يا قليل الأصل و الفصل

تابعنا على:   11:38 2020-06-19

د. ياسر الشرافي

أمد/ اليوم الخميس بتوقيت مكة أو القدس تم الاعتداء على إحدى أيقونات فلسطين ، مناضلة محفور اسمها في قلب كل حر ذات شرف و أخلاق ، تلك المرأة عندما نكتب عنها ترتجف الاقلام و تقشعر الكلمات.

إمرأة بحجم وطن ، إمرأة صابرة ، إمرأة بارة بأبناء وطنها العربي من مشرقه حتى مغربه ، فصل طويل من التغريبة الفلسطينية تجسدت بين خطوات تلك الأم الرائعة الجميلة التي تعثرت بين ظلمات الليل و أحلكها سواداً ، حتى تقصد زيارة أبنائها الذين ليست من رحمها ، لزيارتهم على مدار عشرات السنيين دون أي مقابل معنوي أو جاه هنا أو هناك ، لتجسد لنا المثل الأعلى في الانتماء و الانصهار الكلي في حب فلسطين و العروبة ، ونكران الذات من أجل فلسطين و كل الفلسطينين.

تلك المرأة تقدمت كل الفلسطينين في احتضان أسرانا العرب في السجون الفلسطينية ، لرد جزء من الجميل لما قاموا به تلك الرجال العرب من أجل فلسطين ، لتخفف عليهم من وطأة عذاب السجان في بعدهم عن أسرهم خاصة الأم و الأخت ، فكانت لهؤلاء الأسرى نعمة الأم و الأب و الأخت و الجدة ، و كانت تقدمهم في محبتها و احتضانها لهم عن أبنائها الحقيقيين.

وزد على ذلك وجودها المستمر مثل الصلوات الخمسة في وقفات التضامن من أجل الأسرى في مقر الصليب الأحمر في غزة و أماكن أخرى هنا و هناك ، هذه أم جبر وشاح يا أبناء قلة الأصل و الفصل ، هذه أم جبر وشاح يا أبناء قلة الأخلاق و الشرف ، تلك المرأة التي أُعتدي عليها من أيدي مشبوهة ، يجب قطعها وبتر أفكاراً سوداء قد تسللت خسة بين أفراد شعبنا المرابط.

فيجب على الكل الفلسطيني دون مواربة تقديم هؤلاء السفلة الموتورين و المشبوهين إلى محاكمة غير عادلة و عدم الرأفة بهم ، و رفع الغطاء الوطني و الأخلاقي على من أرسلهم وحرضهم على تلك الجريمة التي تهتز لها السموات ، فبدل أن نكرم تلك الايقونة و نضع لها تماثيل في ميادين فلسطين كل فلسطين ، يعُتدى عليها ، فبدل أن نضعها في حدقات أعيننا ، نتركها لهؤلاء البناديق ينهشوا من لحمها ، فعار كل العار اذا نامت غزة هذه الليلة دون أن تطيب بخاطرها و أن نقبل حذائها من أجل ان تسامحنا و تغفر لنا عما أصابها في لحظة غدر ظن من أرتكبها أنه سوف يمر عنها دون أن يدفع الثمن اليوم أو يوم غد .

أم جبر وشاح ، فلسطين تحبك و نعتذر لك و لكل أبنائك أيتها البهية العزيزة النبيلة .

اخر الأخبار