قضية المرأة 

تابعنا على:   16:28 2020-06-25

ناصر شبات

أمد/ غسان 3 
قضية المرأة متوغلة في وجدان غسان ، بل ومأساته التي كان يشق طريقها بحكمة الموهوب المبدع ، بل كانت الحد الاول والفاصل والمشتبك في شخصياته ، ومثلت قلب القضية لدى كاتب كان واستشهد ومازال يعيش القضية ويمثلها افضل تمثيل ،ان الكارثة التي لحقت بشعبنا وبكل فئاته قد ادركها غسان مبكرا ، وذلك استوقفه مفكرا ( كيف لشعب ان يتحول في ليلة وضحاها الى شعب لاجيء لا يملك غير الخيمة ومن طفل كان يلعب في فناء البيت الى طفل يبيع الكعك امام دور السنما ، كيف تم كل ذلك ، اين ذهبت الاحلام والامال والممتلكات ) ففي عرض وتناول قصص وروايات وكتابات غسان ومسرحياته لا تستطيع حسمها في مقال او تقرير صحفي يقرأه القراء ، فقد احتلت المرأة اكثر من موقع عند غسان وكانت الادوار تتنوع وتختلف بين هذه وتلك وفي نص فكري معقد ، ابرزها ام سعد ومريم فيما تبقى لكم وصفية عائد الى حيفا ، ومن قتل ليلى الحايك بالاضافة للعديد من الاسماء التي وردت في قصصه مثل ( نادية في ورقة من غزة ) فغسان كان ينتمي للمدرسة الاشتراكية القومية العربية والذي عبر فكريا ووجدانيا عن جدلية الترابط بين حسه المغترب وتأثير الاغتراب على كينونة شعب باكمله ، فربط قضية الام بالارض وليلى بالمثقفة وناديا بالجيل العصامي والواعي لنتائج الهزيمة وكما جاء في ام سعد حين قال ( هذه المرأة تلد الأولاد فبصيروا فدائيين وهي تخلف وفلسطين تأخذ) وفي اطار هذه الدلالة ووسطها تدور المعركة الباسلة من الوعي العميق لدى غسان في ابراز الوعي الشعبي والبسيط والجاهل الى النضوج المتدرج في الوعي العالي والمنظم وهذا يجعلنا ان نبدأ في رواية ( الاعمى والاطرش ) . 
يقول غسان كنفاني ( ان المعجزة ليست اكثر من الحنين الذي ينمو في رحم اليأس ثم يولد على غير توقع من احد ليمضي جزأ من الاشياء تبدو ثمة ناقصة بدونه ) 
بهذه العبارة العميقة اراد غسان الموهوب ان يقدم روايته الغير مكتملة ، ذات الحوار الفكري بين رموز وشخصيات الرواية ، فهو يفسر الاشياء ويفكفكها بطريقة اكثر نضجا من الموروث المرتبط بالجهل والتخلف ، انه يبرز الام التي استسلمت من خرافات الطب والعلم في اعطاء حلولا لابنها الاعمى ، لتلجأ للاولياء والصالحين كما يسمى وطلامس الخرافات ، فالمرأة التي لفت الشوارع والقرى بحثا عن امل دون جدوى هي جزء من المسؤولية بحكم انماط وطبيعة البيئة التي تعيشها و المركبة والشاقة ، انها المرأة الفلسطينية الفلاحة البسيطة الغير واعية والغير متعلمة والتي تحملت وحملت موروثا متعاقبا يكرس الجهل اكثر ( عكس موقف نادية الطفلة الواعية لنتائج الهزيمة ) لم يخفي غسان امنيات ودعاء الام في ان يشفى الله ابنها ، وفي كل مرة تتمنى لمن يدلها على واليا جديدا ليساعدها في ان يشفي الله ابنها ويعيد بصره ، ( ان العلاقة بين اثقال الموروث الجاهل والمتخلف التي يكرسه المجتمع بعاداته على المرأة ويبين حجم الازمات الضاربة في عمق المجتمع والتي تدفع المرأة فيه ثمنا كبيرا ) انها تقدم كل ما تملك من اموال ومقتنيات في سبيل اعادة نظر ابنها ( انه العمق بين رغبة الاستسلام وارادة البحث عن الخلاص في علاج ابنها ) المراة ارادة تحدي وتصميم مهما كلف الثمن ، بل تنظيم للوعي ، ومن هنا كان على الروائية روضة عاشور أن تأخذ بعين الاعتبار البيئة والعامل الزمني التي كتب به غسان

كلمات دلالية

اخر الأخبار