استخدام الفزاعة وخرافة التهديد الإيراني للكيان الصهيوني ...!

تابعنا على:   19:12 2020-06-26

عبد الرحيم جاموس

أمد/ سوف يستمر قادة الكيان الصهيوني بإستخدام الدور الإيراني في المنطقة كفزاعة للتغطية على سياساتهم في إنكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، كما ستستمر إيران في العمل على مد هيمنتها ونفوذها في المنطقة والعالم العربي، بإسم العداء للكيان الصهيوني ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان .. والعداء للولايات المتحدة الأمريكية ..!

هكذا وعلى ضوء ذلك يحدد نتنياهو أمس الخميس في كلمة وحديث له في قاعدة جوية لسلاح الجو الصهيوني في فلسطين المحتلة حيث قال * أن إيران وتواجدها في سوريا تمثل التحدي الأكبر لكيانه، مؤكدا أنه يعمل على إخراج إيران وجيشها من سوريا ومنعها من تثبيت أية صواريخ دقيقة في لبنان. كما وصف إيران أنها تمارس الكذب على العالم وعلى منظمة الطاقة الذرية بشأن استخداماتها للطاقة الذرية، وقال لن نسمح لإيران بإمتلاك القنبلة الذرية ..!*

إيران تتلقى ضربات من سلاح الجو الصهيوني في الأراضي السورية وأحيانا العراقية واحدة تلوَ الأخرى باتت شبه يومية في الآونة الأخيرة، دون أي رد منها أو عليها سواء مباشرة أو غير مباشرة، من قبل وكلائها أو قوى المقاومة في لبنان أو في فلسطين وعموم المنطقة التي تهتف الموت لإسرائيل، ولم نرى منها سوى الموت للعرب ..!

أبو عبيدة الناطق بإسم قوى المقاومة الإسلامية في غزة يصرح من غزة ويعلن ويتوعد أيضا بالأمس *إن أقدم الكيان الصهيوني على ضم أراضي الغور والضفة فإنه يعد بمثابة إعلان حرب ..

وسوف يكون الرد عليه مزلزلا ...*

قال المخدوعون إذا صرح الملثم صدقوه..!

إلى متى يستمر هذا العبث والإستغلال ... واللعب الوقح من قبل الطرفين الصهيوني والإيراني على حساب الشعب الفلسطيني أولا وعلى حساب بقية الشعوب العربية ثانية ؟!

إذا كانت فعلا إيران تمثل تحدي وتهديد خطير للكيان الصهيوني، لماذا لا يتم الرَّد عليها داخل أراضيها كي توقف تمددها في كل من العراق وسوريا ولبنان وبقية الدول العربية، لما يمثله هذا التمدد من تحدي كبير وخطير للكيان الصهيوني؟

لماذا يقتصر الرَّد عليها فقط في الأراضي العربية والسورية تحديدا.؟

لماذا لم تطلق إيران ولو طلقة واحدة على الكيان الصهيوني ردا على اعتداءاته على قواعدها في سوريا وغيرها، وهي أي قواعدها لا تبعد عن حدوده سوى بضع كيلومترات ...؟

ماذا تنتظر إيران حتى ترد عليه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، عبر قوى المقاومة على أن تزودها بأسلحة وصواريخ ذات فعالية تدميرية حقيقية، تكون موجعة فعلا حتى يكون ردا مؤثرا ومزلزلا ورادعا حسب تعبير أبو عبيدة ..؟

كيف لنا أن نفهم دور قوى المقاومة المتحالفة مع إيران وفي نفس الوقت يتم توفير الدعم المادي لها بإنتظام من قبل الشقيقة قطر بتعاون وتنسيق علني ومباشر مع الكيان الصهيوني ..؟!

حقيقة نحن نشهد ونعيش في مسرح اللامعقول من الأحداث الغريبة والشاذة التي تشهدها منطقتنا العربية، لقد باتت فيها الطاسة ضايعة، كل ذلك للتغطية على جرائم الكيان الصهيوني في مواصلة سياساته القائمة على التوسع والإستيطان والضم والقضم والإنكار للحقوق الوطنية المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني وغير القابلة للتصرف في وطنه، في حدها الأدنى المتمثل في حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء الإحتلال للأراضي المحتلة في حزيران 1967م وحق تقرير المصير واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس ..

لقد آن الأوان لوقف هذا العبث المركب واللامعقول في المنطقة، على إيران التخلي عن لعب دور الفزاعة لدول المنطقة والتي دفعت بالبعض لطلب الحماية الخارجية ....، وقد وفرت الذريعة والغطاء للكيان الصهيوني للتمدد في بناء علاقات أمنية وعسكرية وتطبيعية وغيرها مع البعض من الدول في المنطقة لمواجهة فزاعة التمدد الإيراني، كما وفرت الغطاء للكيان الصهيوني للتهرب من الإستحقاقات الواجب عليه  تنفيذها من أجل أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة، حتى يسود الأمن والسلام في المنطقة..

إن استمرار هذه السياسات العبثية والعدوانية غير العقلانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني المتكامل مع دور الفزاعة الإيرانية، تمثل التحدي الكبير والخطير للأمن والسلم ولمستقبل شعوب المنطقة، يجب أن تتوقف وأن يوضع لها حد، حتى تستعيد المنطقة أمنها واستقرارها.

اخر الأخبار