حديث مخيف عن السلام

تابعنا على:   16:02 2020-06-29

أحمد طه الغندور

أمد/ ربما يكون حديثنا اليوم في إطار "فض النزاعات" وليس ضمن "نظرية المؤامرة"، فهذا ما قصدته الندوة الحوارية التي نظمها مركز "ليون شارني لفض النزاعات" مساء يوم الأربعاء الماضي؛ وهو مركز إسرائيلي يتبع جامعة حيفا، وكانت الندوة تحت عنوان؛ " النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني في زمن الكورونا"!
ويأتي اسم المركز تيمناً بالمحامي الراحل "ليون شارني"، وهو محامي أمريكي عاش في الفترة بين (1938 ـ 2016)، وهو صاحب كتاب "باب القنوات الخلفية، ثمن السلام" الذي صدر في العام 2011 والذي يسرد فيه "شارني" سيرته الذاتية واصفاً نفسه بأنه "جاسوس من أجل السلام"، فهو "العراب" الحقيقي لمحادثات "كامب ديفيد" التي جرى التوقيع عليها في سنة 1978، وهو أول الشخصيات الأمريكية التي أدارت حواراً مع الراحل الرئيس " ياسر عرفات "!
وقد كان المتحدث في الندوة البروفسير "بيتر جونز" أستاذ الدبلوماسية وفض النزاعات في جامعة أوتوا الكندية، ولعل أهم ما ركز عليه "جونز"؛" أنه خلال هذه الفترة وحتى منتصف السنة القادمة 2021 سيبلغ عدد المصابين بالكورونا في المنطقة ـ اليمن، دول الخليج، الأردن، فلسطين، سوريا ولبنان، بالإضافة إلى مصر" تسعة ملايين شخص؛ قالها وأكد عليها بطريقة تفوق قراءات الأستاذ/ طلال أبو غزالة، أو تخرُصات "ميشال حايك"!
وأضاف أن الكساد أو الانهيار الاقتصادي بالتالي سيضرب "المنطقة" بعنف؛ وليس هناك متسع لتقديم أية مساعدات ذات قيمة يمكن أن تُقدم من الجهات الدولية، لذلك سيكون الباب جاهزاً للحديث بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر الوسطاء!
لذلك هو يرى أن "وباء الكورونا" فرصة جديدة للسلام؟!
وأن الخطر الوحيد على هذه الخطة للسلام؛ هو قيام "ناتنياهو" بتنفيذ خطته لضم الأغوار و"المستوطنات" في الضفة الفلسطينية؛ لأنها ستعرقل خطوات تسوية جديدة؟!
هذا الكلام المباشر حقيقةً؛ يدفعني لمناقشة العديد من الفرضيات التي تحتاج ربما إلى مراكز أبحاث للإجابة عليها!
أولاً: هل الوباء الذي بات يضرب بشكل خطير في فلسطين، وضمن أرقام متصاعدة لم يسبق لها مثيل، هل هو أمر طبيعي؛ أم أنه "أمر مبرمج" لتفشي الوباء؟! وهل مرافقة ذلك بالعقوبات الاقتصادية؛ جزءً من الخطة؟!
وهل لدينا القدرة والإمكانيات للتعامل معه؟!
ثانياً: ماذا عن سيناريوهات "خطة الضم"، التأجيل، الضم الجزئي، والضم الكلي، ما هي درجات التوافق والتعارض بينها، وبين "سلام الكورونا"؟!
ثالثاً: من "العراب" لهذا السلام؟! وهل الخطوات التي تقوم بها "الإمارات" ـ صاحبة المعونات الطبية ـ تُرشحها لتكون "العراب" لهذا الدور؟!
أخيراً: هل يمكن القبول بفرضية "الموت، والدمار، والكساد الاقتصادي، والتنكيل بالأبرياء" هي بوابة للسلام بين الأعداء؟!
وهل من المقبول والمعقول أن نؤمن بهذا السلام "المغموس بالدم"، ونحن لم نشفَ حتى الأن من "سلام أوسلو"؟!
وهل ما تعرضون يأتي ضمن برامج "فض النزاعات" أم "نظرية المؤامرة"؟!

اخر الأخبار