أصدقاء الشاب العجوري: سليمان لم ينتحر ... أنتم قتلتموه - فيديو

تابعنا على:   00:02 2020-07-05

أمد/ غزة - خاص: لم يعد للصمت قيمة أمام دموع تلك الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن إمّا انتحاراً بالشنق أو الحرق أو القتل أو تناول مواد سامة، فلا الكلمات قادرة على وصف الوجع الذي بداخلهن، ولا حتى الألم يستطيع أن يعبر عما يعانيه وما يدور من حكايات مريرة داخل قلوبهن.

شبان بعمر الورود لجأوا إلى قرار إنهاء حياتهم بغمضة عين، تاركين خلفهم غصة في قلوب أماتهم، وبائعين الدنيا التي حرمتهم من أبسط الحقوق وأقلها، حتى بات الانتحار لديهم مثل "شكة دبوس" لا يشعرون بوجعها إلّا من اكتوى بنار فراقهم.

الشاب العشريني "سليمان العجوري" من منطقة أبراج الشيخ زايد شمال قطاع غزة، غادر الدنيا وفارق أحبابه، بسبب الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة، ولكن الغموض الذي ظهر في حديث أصدقاءه جميعهم كان لهم بعض التحفظات على وفاة صديقهم بعد سماعهم لخبر انتحاره الصاعق.

قبل يوم واحد من وفاته، قابل الشاب رمزي محمود سليمان أمام منزله، وكانت لحظة الوداع بينهما، حيثُ أكد أنّ نفسية سليمان كانت محطمة، بسبب الظروف التي يعيشها أهل غزة، ولكن أخر ما أتوقع أن يفعلها سليمان وينتحر"، هكذا بدأ حديثه رمزي واصفاً صديقه بالطيب الذي لا عداوة له مع أحد.

وتابع، سليمان كان جبل المحامل وأقوى شخص بيننا، ولكن يبدو أنّه تظاهر بالقوة من أجلنا، وبداخله محطم كلياً، مكملاً حديثه عما كان يعانيه سليمان من اعتقال ومداهمة لمنزله من قبل الأمن الداخلي وشرطة حماس في غزة، وخاصة في فرح شقيقته، الذي لم ينساه سليمان طوال حياته.

شاهر الهباش 25 عاماً، غادر غزة قبل عدة أشهر وهو صديق مقرب للشاب "العجوري"، حيثُ تحدثنا معه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلاً: لم أتوقع وفاة سليمان، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، شاب طيب افترى عليه أمن حماس في غزة، واعتقلوه عدة مرات، وهاجموا منزل عائلته كثيراً، وتمت إهانته خلال التحقيق معه داخل سجون غزة".

وقال شاهر لـ"أمد للإعلام"، إنّ " سليمان دبر ثمن "فيزا تركية ثم سحبها، وأكثر ما يزعجه هو اقتحام الأمن الداخلي لمنزله وخاصة حينما اقتحموا منزلهم في فرح شقيقته، وهرب منهم ليحضر الفرح، ومن ثم سلم نفسه".

ونوّه، إلى أنّ "الفترة الأخيرة، أغلب شبابنا هاجرنا وبقي سليمان وكم شب في غزة سليمان، وتغيرت نفسيته للأسوأ، بعد اتهامه من قبل شباب حراك بدنا نعيش بأنه مندوب لحماس".

محمد الدواهيد 27 عاماً، تلقى وفاة صديقه "سليمان" بصدمة لم يتوقعها هو الآخر، والسبب كما قال لنا: لم أتوقع أن يعملها"، مضيفاً تقابلنا في مطعم رابعة بمخيم حالياً قبل فترة وكان يضحك دائماً".

وأوضح الدواهيد، أنّ "سليمان لا يعمل ذلك، وهناك أمر غريب، مضيفاُ لم أصدق الخبر عندما شاهدته عبر المواقع التواصل الاجتماعي".

أمّا صديق "سليمان" الشاب محمد أبو دغيم الذي كان برفقة سليمان قبل أسبوع، تحدث لـ"أمد للإعلام"، عن الصدمة التي تلقاها فور سماعه الخبر، مكذباً كل ما سمعه، ولكنه تأكد من الخبر عندما تواصل مع أصدقاءه، مؤكداً: كانت صدمة كبيرة جداً، فسليمان شاب طيب وخلوق ومتعلم، وأنا على ثقة أنّه لا يفعلها".

انتحار الشاب العجوري، به سراً لا يعلمه سواه وعلى الجميع البحث والكشف عن هذا السر، هذا ما تحدث به غالبية أصدقاء "سليمان"، رغم الصدمة التي وقعت عليهم برحيل صديقهم طيب القلب بلمحة بصر.

البوم الصور

اخر الأخبار