فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة مدعوّة اليوم في ظلّ سياسات الضّمّ لتحمّل مسؤوليّاتها

تابعنا على:   19:39 2020-07-06

د. احمد محيسن

أمد/ تقع اليوم على فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة مسؤوليّة تاريخيّة .. وقضيّة فلسطين تتعرّض للتّصفية ‏بإعلان دولة الاحتلال على ضمّ  أراضي غور الأردن ومساحات من الضّفّة الغربيّة المحتلّة .. تبلغ مساحتها 30 إلى 40% من أراضي الضفة الغربية ..

فلم يعد مقبولا من الفصائل المُنضوية تحت لواء منظّمة التّحرير الفلسطينيّة المُمثّل الشّرعي للشّعب الفلسطيني .. وهي تُتابع وتُراقب وترصد وتنتظر .. ضم أجزاء ومساحات من الضّفّة الغربيّة لدولة الإحتلال .. الّتي ستُفضي إلى نكبة وهجرة جديدة للشّعب العربي الفلسطيني .. وتُهدّد ‏وجود شعبنا على أرضه .. ‏وتُنهي حلم الشّعب الفلسطيني في قيام الدّولة الفلسطينيّة المُستقلّة ذات السّيادة الكاملة وعاصمتها القدس ..

‏إنّ فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة .. مُطالَبة اليوم بفرض وجودها بالفعل والإجراء وبأخذ زمام المبادرة .. في الدّعوة إلى اجتماع فوري شامل .. يضُمّ الإطار القيادي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة  وكلّ أطياف الشّعب الفلسطيني .. لمواجهة صفقة القرن وسياسات خطط الضّمّ المعلنة لدولة الإحتلال .. والتّحرّر من دكتاتوريّة ورحمة انتظار الدّعوة من محمود عبّاس ..

لا يمكن لشعبنا أن يبقى ينتظر قرار محمود عبّاس بالدّعوة إلى الإطار القبادي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..  لبحث سبل مواجهة تصفية قضيّتنا الفلسطينيّة المُعلَنة من دولة الإحتلال .. ‏ولا يمكن أن يبقى مثل هذا القرار  منوط فقط بمزاج ورغبة محمود عبّاس .. وشعبنا يُذبح كلّ يوم وتُقضم أرضه ويتعرّض للتّهجير .. ولإفراغ الأرض من أهلها بقوّة الاحتلال .. 

‏ولا يمكن أن يقبل شعبنا بأن تبقى مفاتيح الدّعوة للإطار القيادي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة ولقوى شعبنا .. بيد محمود عبّاس وتحت رحمته .. 

‏إن شعبنا يتساءل .. ما هو دور فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة وتأثيرها  في اتّخاذ مثل هذا القرار ..  بالدّعوة للإطار القيادي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..؟!

‏لا يمكن أن يقتصر دور فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..  فقط دوراً  شكلياً مكملاً ..  لتشكيل بهذا الدور غطاءً رسمياً لسياسات محمود عبّاس في الّلجنة التّنفيذيّة بإسم منظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..  وهو لا يُقيم وزناً لأيّ فصيل من هذه الفصائل .. ولا لغيرها من أبناء شعبنا .. 

‏إنّ الفصائل الّتي تدّعي تمثيل أبناء الشّعب الفلسطيني  وقضيّته .. مُطالَبة اليوم في الوقوف صفاً واحداً .. مع كلّ مكوّنات الشّعب الفلسطيني ..  للذّوْد عن قضيّتنا وعن أرضنا وعن أهلنا وعن مقدّساتنا ..  وهي تتعرّض للذّبح جهاراً نهاراً .. على يدي حكومة نتنياهو بغطاء امريكي وغربي .. وإلا فما معنى أن تدعي التمثيل القيادي لشعب يتعرض للتطهير العرقي على يد عصابات دولة الإحتلال ..؟! وما هو دور القيادة في مثل هذه الحالات وهذه الظروف ..؟!

‏فهل يُعقل أن يتمّ دعوة قيادة ‏منظّمة التّحرير الفلسطينيّة للإجتماع  والإستنفار .. عندما يتعرّض محمود عبّاس لوعكة  صحّيّة تُصيبه .. ولا يتم دعوتها ‏في مثل هذه الحالات والظّروف الحرجة المصيريّة المُتَوّجة  بإعلان سياسات الضّم لأراضي تمثل السلة الغذائية لشعبنا في الضفة المحتلة ..؟!‏

إن شعبنا يُدرك  ويُثَمّن التّصريحات والبيانات والرّفض اللّفظي المُعْلَن من الجبهتين الشّعبيّة والدّيمقراطيّة لسياسات السّلطة .. الّتي أوصلت شعبنا وقضيّتنا إلى هذه المحطّات بقيادة محمود عبّاس وهندسته .. ‏لكنّ هذا  الرّفض الّلفظي لسياسات محمود عبّاس من فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة .. لم يعد كافياً ولا مقبولاً .. ‏فلابُدّ من تحمّل المسؤوليّة في التّصدّي ومواجهة الإحتلال من كافّة الفصائل الّتي تدّعي تمثيل شعبنا.. وذلك بفرض واقع جديد على محمود عبّاس ومن معه .. بأخذ دورها وإثبات ذلك بالفعل وعلى الأرض .. بأنّها جُزء مهم من القيادة في المنظّمة الّتي تتحمّل المسؤوليّة في مواجهة تصفية القضيّة الفلسطينيّة.. ولها ما اقوله وما تفعله ولا تنتظر إذناً من سلطة أوسلو وملحقاتها وتوابعها 

‏فهل سيطول انتظار شعبنا .. ليرى ويحسّ ويشعر بخطوات عمليّة .. وبتحرّك تلك الفصائل .. تُجبر محمود عبّاس على الإذعان لصوت الشّعب وإرادته .. وهي تلك الفصائل الّتي اتّخذت من شعار رفعته بتحرير فلسطين واقترن  بإسمها ..؟!

اخر الأخبار