إياكم أن تقولوا أن الدنيا ليست بخير؟!

تابعنا على:   20:42 2020-07-21

د. ناصر الصوير 

أمد/ ما سمعته بأذني وما رأيته بأم عيني يؤكد أن الدنيا بخير وبخير جداً كمان ؛ اتصل بي مكتب المليونير كريم أبو الكرم الغزاوي وطلب مني الحضور لقصر المذكور حالاً وسريعاً، ذهبت مهرولاً للقصر المنيف فمن أنا حتى أرفض طلب هذا المليونير؟! وصلت للفيلا فوجدت أكثر من مائة شخص غيري تلقوا نفس الدعوة ولم يكن أي واحد منهم يعرف سبب الدعوة ! بعد فترة دخل علينا هذا المليونير على كرسي متحرك وتظهر عليه علامات الإعياء والإنهاك والمرض الشديد لدرجة أن معظمنا لم يعرفه للوهلة الأولى !! بصوت مرتجف ومنهك رحب الرجل بنا وقال: أنا أملك أكثر من 50 مليون دولار سيولة نقدية وضعفها أراضي وعقارات ومصانع ومتاجر وشركات ، وكما ترون أنا أعيش بوضع صحي صعب جداً لذلك قررت جمعكم لأنكم تمثلون واجهة مشرقة في هذا المجتمع النفعي المظلم ، وأضاف: قررت التبرع بمبلغ ثلاثين مليون دولار للعائلات الأشد فقراً في القطاع خصوصاً المنهكون بالديون والقروض بمعدل خمسة آلاف دولار للعائلة الواحدة ، أي أنني أريد توزيع هذا المبلغ على ستة آلاف عائلة موضحاً أنه يريد منا أمرين : الأول تحديد المستفيدين بعدل وحق وضمير ، والثاني تحديد كيفية وصورة استفادة كل عائلة من هذه المساعدة ، واستحلفنا الرجل أن نكون على قدر هذه المهمة الإنسانية وأن ننجزها بأقصى سرعة ممكنة ! وأعلن الرجل أنه أودع المبلغ كاملاً في البنك وإنه الآن تحت تصرف اللجنة ! خالطتني مشاعر متضاربة فأنا غير مصدق لما سمعته وشاهدته ، ولكني سعيد لأن ستة آلاف عائلة تضم على الأقل ثلاثين ألف إنسان معدم ستستفيد من هذه المساعدات ..  فعلاً بدأنا العمل و انطلقنا لتوزيع المال.... أبو محمود أبو محمود إصحى استيقظ قوم يا زوجي العزيز قبل أن تفوتك صلاة الفجر !! وأنا ذاهب للوضوء سألت نفسي لماذا لا يتحول مثل الحلم الى حقيقة؟! كم مليونير في قطاع غزة يملكون الملايين ويبخلون حتى على أقرب أقاربهم من الفقراء والمساكين والمعدمين صدقات بسيطة تسد جوعهم ورمقهم؟! ماذا لو تكفل كل غني يملك أكثر من مائة ألف دولار بفقير أو فقيرين هل ستنهدم ثروته ويتبعثر حاله؟! إنه كان ظلوماً جهولاً ... الإنسان!!

اخر الأخبار