أذرع إسرائيل الخارجية

تابعنا على:   13:45 2020-07-24

خالد صادق

أمد/ تتباهى «اسرائيل» دائما أن أذرعها ممتدة في المنطقة, وأن يدها تطال كل من يناكفها, وانه لا حصانة لاحد في المنطقة, «فإسرائيل» لا تكتفي بممارسة طغيانها وتنفيذ مؤامراتها ومخططاتها داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة, لكنها تعبث في محيطها الاقليمي, وتحاول خلق حالة من الفوضى تسمح لها بتمرير سياساتها بالكيفية التي تشاء, فهي تعبث في الساحة السورية وتقوم بعمليات قصف ممنهجة داخل الاراضي السورية, دون ان تطالها انتقادات او لوم لا من المجتمع الدولي ولا من الدول العربية فإسرائيل تدخّل في كل صراع داخلي وكل حرب أهليّة في الوطن العربي (وخارجه) منذ إنشاء الكيان العام 1948. لقد تدخّلت اسرائيل في صراع اليمن وفي مجازر أيلول الأسود في الأردن، وفي حرب ظفار والحرب الأهليّة في السودان وفي الصحراء الغربيّة بين الجزائر والمغرب، وفي الحروب الأهليّة في لبنان وفي تحرّك الأكراد شمال العراق وفي ليبيا ومصر قبل الثورة وبعدها, فدورها قائم على اثارة الازمات وتفتيت المنطقة وبث الفرقة في اوساط العرب والمسلمين, وهي كيان لا يصلح ان يقوم وينشط الا وسط الازمات, ولا يتعايش الا في ظروف يصنعها الاحتلال لنفسه تلائم تكوينه والغرض الذي وجد من اجله, ولا يقتصر دور «اسرائيل» عليها فقط في تسميم الاجواء وبث الفرقة واثارة الفوضى والنعرات انما تستعين بقوى خارجية دول قوية لتأمين نفسها وضمان عدم ملاحقتها قانونيا.

«اسرائيل» التي لا تحترم اتفاقيات ولا معاهدات, وهي تعبث مع دول عربية لها معاهدة سلام معها كمصر والاردن, فدور «اسرائيل» في مشكلة سد النهضة القائمة الآن بين مصر واثيوبيا وصفه وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، فقال إن «إسرائيل» تتلاعب بشكل خفي في أزمة سد النهضة، بمساندتها لإثيوبيا، من أجل التضييق على المصريين في نهر النيل. وأضاف علام، أن «العدو الاستراتيجي يستخدم جميع أدوات سياسة العصا والجزرة في أزمة سد النهضة، حيث قالت بريطانيا منذ زمن بعيد، إن نهر النيل أهم شيء للمصريين، وإذا أردت أن تضيق عليهم الخناق «إقفل الحنفية»، وهم يريدون حاليا استخدام هذا السلاح». وكان الرئيس المصري الراحل انور السادات طرح عقب التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، فكرة الترويج لمشروع تدفق مياه النيل من مصر إلى «إسرائيل» كبادرة لتقريب «القلوب بين الشعبين» حسب الباحث بمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أوفير فينطال, الذي يرى أن الظروف الإقليمية اليوم تتيح للبلدين فرصة لإحياء هذه الرؤية والفكرة التي تم التحفظ عليها في القاهرة، مبينا أنه يجب على «إسرائيل « تشجيع المبادرة, وهذا يثبت دور «اسرائيل» والواضح في دعم اثيوبيا بإقامة سد النهضة, ولا يخفى على احد العلاقة الوطيدة التي تربط بين الرئيس الاثيوبي آبي احمد بنظيره الصهيوني بنيامين نتنياهو .

إزالة الأردن من على الخريطة أو إسقاط النظام الأردني وإقامة كونفيدرالية بين فلسطين والأردن، كانت هذه خلاصة الخطة التي كشفت عنها صحيفة هآرتس العبرية, وتتلخص الخطة في إسقاط الملك الأردني الملك عبدالله الثاني حسب تقديرات اسرائيلية، وذلك عقب ضم غور الأردن في الضفة الغربية، وتنفيذ هدف إسرائيلي قديم بجعل الأردن هي فلسطين أو الوطن البديل للفلسطينيين، من خلال إقامة كونفدرالية بين السلطة الفلسطينية و «الأردن الفلسطيني»، وفيما يخص الساحة اللبنانية فان «اسرائيل» تعمل بقوة لضرب حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان, وكشف ما يسمى بقائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أمير برعام أن تفكيك معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» واحد من الأهداف التي يجب أن تعمل عليها «إسرائيل» في مواجهة قوة حزب الله, واللافت في الخطة أنه في وقت يدعو فيه إلى الضغط على الحكومة اللبنانية، يشدّد على ضرورة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والخدمات المدنية بهدف سلب حزب الله فرصة تعبئة هذا الفراغ, ويدعو برعام الى ضرورة وقف الولايات المتحدة، وغيرها من الدول، «تمويله ودعمه» بسبب العلاقات الوثيقة بينه وبين حزب الله, وبخصوص العراق فإن «إسرائيل تريد العراق ساحة حرب وليس إيران»، «فإسرائيل وأمريكا جربوا ذلك ولا يزالون، يوم صنعوا داعش وسلسلة المنظمات الإرهابية المتطرفة .

ولا زالت اذرع اسرائيل الممتدة تعبث في اليمن وليبيا وبلاد الخليج والسودان بشكل واضح, فنتنياهو قال بوضوح ان كل العواصم العربية مفتوحة امام «اسرائيل» وستقيم علاقة معها الا سوريا فقط, ويبدو ان العلاقة مع «اسرائيل» ليست كلها طوعا, انما طوعا وكرها فأمريكا لا زالت تشهر عصاها الغليظة في وجه العرب والمسلمين.

كلمات دلالية

اخر الأخبار