باريس الشرق أصابها الخراب

تابعنا على:   13:25 2020-08-05

فارس أبو شيحة

أمد/ كم هو مؤلم ومحزن وأنت تشاهد الصور والفيديوهات عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي للعاصمة بيروت العروس التي تغنى بها الشعراء والأدباء العرب وغيرهم بسرد الأبيات والحكايات والقصص عن جمالها كعروس في ليلة زفافها بأجمل بهية تكون، لكن هذه المرة تختلف فقد أصابها الجلل في مينائها الرئيسي الذي يعد عصب الحياة الاقتصادي لها لتصبح العروس شهيدة في ليلة عرسها.
فليست هذه بيروت بشواطئها الجميلة ونسيم هوائها المعتدل الذي يطلع على البحر الأبيض المتوسط، لتصبح منطقة منكوبة وكارثية أمام أنظار العالم بعد حادث الانفجار الضخم الذي وصل صوته إلى شدتهِ إلى جزيرة قبرص اليونانية، ويسقط إثر ذلك المئات من الضحايا ويصاب الألاف من أبناء شعبها رحمهم الله، ناهيك عن المفقودين تحت ركام المباني والدمار والهول الكبير الذي خلفه هذا الحادث الأليم علينا كعروبة.
فبيروت بعد تلك الحادثة تمر في مرحلة صعبة وكارثية عليها اقتصادياً، حيث تقدر حجم الدمار ما يفوق المليار دولار وربما تعلن حالة الإفلاس والعجر إذا ما تدخلت الدول الصديقة لها بعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب لطلب المساعدة والدعم، حيث أن الحكومة اللبنانية قد عجرت عن حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد مؤخراً، فما بالكم بعد هذه الكارثة التي قسمت ظهر البعير عليها.
فمرفأ بيروت الذي أصبح مدمر بشكل كامل وشبيه بمنطقة الخراب، إلى جانب المرافق والشوارع المحيطة به على بعد 250 كليو متر حسب مطالعتي للأخبار والتقارير عبر وسائل الاعلام المختلفة، بالإضافة إلى أن الميناء يساهم ب 80% من حجم التبادل التجاري بين ثلاث قارات وهي أسيا وأفريقيا وأوروبا ما بين بين التصدير والاستيراد، رغم إعلان المجلس الأعلى للدفاع اللبناني عن استبداله وتحويل ذلك إلى مرفأ طرابلس خلال مؤتمر صحفي له بعد مناقشة تداعيات الانفجار الضخم الذي حل بالعاصمة بيروت.
أما سياسياً، فقناعتي التامة بلا ريب ولا شك في ذلك، بأن المستفيد الوحيد من هذا كله هو الكيان الصهيوني رغم نفيهم، فبذلك كما نقل المحللون العسكريون الإسرائيليون عبر وسائل إعلامهم أن ما بعد الكارثة التي حلت ببيروت، وحالة التوتر الشديدة التي شهدنها بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني وتهديد الأخير بتوجيه ضربة عسكرية على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام1948م بعد اغتيال أحد عناصره في غارة جوية في سوريا الأسابيع الماضية، ستجعل حزب الله أما سناريوهات إما أن يؤجل الرد في الوقت الحالي لأنه أمام كارثة إنسانية داخل بلاده وعدم الرد على ذلك، وأما الأخر فهو أن يجعل المواطنين اللبنانيين يذهبون إلى الحدود اللبنانية لتصدير أزمتهم وكارثتهم رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعشيها البلاد، لتأتي هذه الكارثة وتصيبهم في عقم دون علاج له.
فإذا كان برئيس وزراء يعلم بالرواية التي بدأ بها حديثه عن وجود مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في مستودع داخل الميناء منذ عام2014م دون حل لها، هذا كفيل بحالة الفساد المنتشر في لبنان والضعف من جان الحكومة على معالجة الأمور في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها، فالأولى لها أن تستقيل، وليس أن ترمي التهم على البعض، وتشكل لجنة تحقيق لمتابعة حثيات الانفجار وأسبابه الحقيقية الكامنة والغامضة وراءه، فهل قادرة اللجنة أن تنهي ذلك خلال 5 أيام لتحدد الأسباب والنتائج المنطقية، دعونا ننتظر ؟!
وفي ختامي، تعازينا الحارة لشعبنا الشقيق وأسرة ضحاياهم على هذا الجلل المصاب لهم، في ظل ما يمرون به من ظروف وضنك الحياة المعيشية الصعبة وعجز الساسة وأصحاب القرار على حلها والوقوف بموقف اللامبالاة اتجاه مطالبهم المشروعة لهم.

اخر الأخبار