بوضوح انتقاد السلطة ما بين التشفي واوهام الزعامة ودعاوى الإصلاح ..!

تابعنا على:   10:57 2020-08-12

د. محمد صالح الشنطي

أمد/ بوضوح ودون لفّ أو دوران سأقول كلمتي حتي يستريح ضميري ؛ وليس في مقدور أحد أن يتّهمني بأني سحّيج أو أنتمي إلى جوقة المطبّلين ؛ فأنا لست منتميا لأي فصيل ، وقد بلغت من العمر ما يشفع وما يشهد بأن ليس لي مطمح في منصب ولا جاه ولا شهرة ، ثم لست من المشتغلين بالسياسة ولا أملك أي نفوذ ؛ وليس لي أي علاقة من قريب أو بعيد بذوي الجاه والسلطان في أي بلد كان ؛ ثم إنني كنت من المعجبين بالأخ نبيل عمرو بوصفه رجل دولة وإعلاميا ؛ ومحللا سياسيا وقائدا ؛ فهو يملك ناصية الحديث متكلّم بارع ؛ ولكن ما يستوقفني حقا هذه (الأنا) الفارهة التي يتمتّع بها ؛ وهذه القدرة الفائقة على توجيه الحديث الوجهة التي يراها ، و فوق ذلك كله (إشكالية الالتزام بالضبط والربط وهي أولى صفات كوادر أي تنظيم سياسي) بوصفه منتميا لفتح اختلف معها فاستلّ قلمه ليقوّض سمعة قادتها الذين كان واحدا منهم وما زال ، وحديثه الموجه للجمهور كان ينبغي أن يكون حديثا مع أركان قيادتها وليس مع الجمهور؛ وتوجُّهه إلى الجمهور الذي لا يملك إلا الخروج علي هذه القيادة وهدم المعبد على من فيه يعني ببساطة تامة التحريض ، وكأنه يحفز الثور الرابض في الأعماق لكي ينهض ويحطم دكان الخزف على من فيه ، يقول نبيل عمرو في الفيديو الأخير الذي نشره على موقعه - وأسلوب الفيديوهات أقصر الطرق للتعبئة والفتنة والتحريض ويعلم الأخ نبيل إن هذا أسلوب لا يليق به وهو القائد السياسي ورجل الدولة مهما التمس من أعذار ، وهو – أسلوب بعض (وليس كل) الإعلاميين المأجورين الذين سخروا أحاديثهم للدعايات المغرضة والفتن مدفوعة الثمن تخدم أجندات بعينها وهم للأسف كثر – يقول ويؤكد في ذلك الفيديو تحت عنوان (السلطة والناس ... من الانتقاد إلى الكراهية) - هكذا وكأنه توجيه قاطع لا يحتمل النقاش واستنتاج لا يأتيه الباطل

- تراجع سمعة السلطة من الانتقاد إلى الكراهية

- شعبية السلطة في أحسن الأحوال لا تتجاوز 20% ويقسم على ذلك. بكسر الهاء (واللّهِ) أنه لو أجري استفتاء لكان حصولها على تلك النسبة شيئا ممتازا وكأنه يمثل الشعب كله أو حباه الله قدرة فائقة على معرفة الغيب أو زعيما أوحد لا يتيه الباطل.

- لقد حلّ الخوف من السلطة محل المحبة.

- الاستهزاء بالسلطة والتمرد عليها أمر واقع.

- عدم الولاء لها والخروج على أوامرها والاستخفاف بها.

- لأن قراراتها قائمة على الارتجال.

- لافتقادها المؤسسات (المحترمة) التي تقرر والابتداء دون انتهاء.

- السلطة حالة ميئوس منها فهي تتحمل مسؤولية الانقسام في غزة ويجب أن تحاسب عليه

- السلطة حافلة بالصراع الداخلي والاقتتال على المناصب.

- الطعن بماضيها منذ مؤسسها الأول حيث اكتسبت الشعبية بناء على الوعد بتحرير فلسطين وإقامة الدولة وتحويلها إلى سنغافورة ، وقد فشلت فشلا ذريعا.

ماذا بقي إذن سوى أنها يجب أن ترحل .. وقد كنتَ واحدا من أهم رجالاتها ، وحين لم يحالفك الحظ في انتخابات اللجنة المركزية في المؤتمر السادس تركت الجمل بما حمل، وكنت الناطق الرسمي باسم المؤتمر يا أخ نبيل وفجأة تبخّرتَ (فص ملح وذاب) وتقول أن كوادر فتح في غزة خذلتك ، كيف؟ وهل أنت استثناء ، وأين شعارك لنحتكم إلى صناديق الاقتراع ؛ فإذا جاءت النتيجة على غير هواك عملت على هدم المعبد على من فيه أيها الديمقراطي الليبرالي العريق ؛ وهل تعتقد أنك يجب أن تنجح بالحق الإلهي ؟ ماذا فعلت بقائدك ياسر عرفات وهو محاصر في المقاطعة ، تمرّدت عليه في أحلك الظروف ، خرجت تتحدث عن ديكتاتوريته بل فساده ، ولن أنسى ولعل أبناء جيلي من المهتمين لا ينسون موقفك و قد انتفشت كالطاووس أمام كاميرا الجزيرة التي طالما كِلت لها الانتقادات لتعلن أمام مدير مكتبها وليد العمري انتقاداتك العلنية لقائدك المحاصر في أسوأ أزمة مرت في تاريخ فلسطين ؟

هل تنسى أخي نبيل أنك كنت واحدا ممن استثمرتهم الجزيرة في الهجوم على رئيسك أبو مازن عند صدور قرارات جولد ستون عام 2009

لقد كنت أكبر منتقدي الجزيرة، و فجأة خرجت على شاشتها ملبيا رغبتها في الهجوم على السلطة في أسوأ خذلان لها، وأنت تعرف أن قرار تلك اللجنة لا يقدم ولا يؤخر وأن ذلك الهجوم كان ظالما حقا . ولكنك استثمرت الموقف لتصفي حساباتك مع القيادة إن لم يخنّي حدسي.

ومع احترامي لتاريخك مناضلا وقائدا وطنيا فإنني أسألك وقد تسلمت سفارة دولة فلسطين في مصر: ماهي منجزاتك ؟ لقد خرجت من السفارة ولك أن تسأل طاقمها عنك وعن أسلوب تعاملك معهم ، وأسأل الجالية الفلسطينية في مصر ، أنا لا أعرف ولا أشهد ولكنني أسمع.

ماذا قدمت في قناة الفلسطينية ؟ ما منجزاتك التي تعتد بها؟ مرة ثانية لا أعرف ولكنني أسمع وأشاهد.

لقد كان في تاريخك الإعلامي قبل ذلك ما يشفع لك ولكنك سرت خلف أوهامك، وسيأتي - يوما ما - باحث جاد ليقرأ ما بين سطور الحوارات التي أديرت معك ليقدم شهادة للتاريخ عنك.

أخي نبيل : قد لا تلقي بالا لما أقول فلست من أصحاب النفوذ ولا من ذوي الشهرة في السياسة والإعلام ؛ ولكنها تذكرة ...

أيتها الديمقراطية كم أنت مظلومة!

أيها الوطنيون اتحدوا فهذا زمان الفتن التي تتوالى كقطع الليل المظلم.

وتنبهوا فإنه ينتظركم الكثير وحالكم يصلح فيه القول:

ألقوه في اليم مكتوفا وقالوا له حذار حذار أن تبتلّ بالماء

كنت أنتظر تحليلا علميا لأوضاع السلطة في ظل تحدّيات غير مسبوقة: كورونا ونتنياهو ومشروع الضم والحصار والانقلاب والطابور الخامس والخذلان وافتعال الأزمات ومحاولة إشاعة الفلتان الأمني وعبث الأجهزة الخفية وأجندات العواصم والقواصم.

ولكن لا يسعني إلا الاستشهاد بقول المتنبي :

وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل.

د. محمد صالح الشنطي

اخر الأخبار