الشباب حاضر مُدمر ومستقبل مجهول

تابعنا على:   21:13 2020-08-12

معتصم الأخرس

أمد/ يصادف اليوم الثاني عشر من آب اليوم الدولي للشباب الذي أقرته الجمعية العامة للأمم  المتحدة  بعد المؤتمر الدولي حول المناخ المنعقد في لشبونة 1998 إحتراماً وتقديراً لدور الشباب واإدمامجهم في مجمل القضايا الوطنية والإقليمية والدولية ، ولنجد بعد هذا المؤتمر طفرة وقفزة نوعية طرأت على دور الشباب وإنخراطهم في الحياة العامة على كافة الصعد، لتسجل الشابة إبنة الرابعة والثلاثين الفنلندية سبقا تاريخيا في تمجلُسها على كرسي رئاسة الوزراء في فنلندا والتي قالت بعد ترؤسها الحكومة ( لدينا الكثير ما نفعله) ولحقت بها  سباستبان كورتس النمساوية إبنة السابعة والعشرين كوزيرة للخارجية والهجرة في النمسا في الوقت الذي أصبح فيه غابرييل يكستروم إبن التاسعة والعشرين  وزيراً للصحة والرياضة في السويد ثم الفرنسية من أصول مغربية نجاة بلقاسم 37عام وزيرة للتربية والتعليم في فرنسا .
العالم يتجه نحو التشبيب ويمنح الشباب دورهم في الحياة السياسية والعامة إيماناً راسخاً ونهجا عمليا ينتهجه حكماء المجتمعات المتقدمة المقتنع قولاً وفعلاً بإن الشاب هم قادة المستقبل  وأن المراهنة على تمكينهم من لعبهم لأدوار قيادية في المجتمع من أهم عوامل إستقرار المجتمعات وإزدهارها لما يحمله الشباب من  طاقات متدفقة وإرادة  حية تواقة  لرسم معالم المستقبل على قاعدة منح الفرصة وجني ثمار التنشئة الاجتماعية السليمة تعزيز الانتماء كما ورد في أدبيات عالم الاجتماع الفرنسي إيميل دوركايم ، وبالتالي لم يكن مفاجئاً الخطوات الجريئة للمجتمعات الغربية التي  تدفع بالشباب نحو القمة وتسيّد المفاصل الرئيسية في الدولة .
بعد هذه المقدمة ماذا يمكن لنا أن نقول للشباب الفلسطيني ؟ وبإي لسان حال يمكن أن نخاطبهم ؟ وهم الذين يعيشون الصدمات والانتكاسات تباعاً  بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من عمر الإنقسام الفلسطيني الذي حصد أرواحهم وغيّبهم عن الحاضر  ودمر مستقبلهم في ظل العنتريات و غياب الرعاية الرسمية  التي تركت الشباب  أمام عثرات المستقبل التي تتربص  بهم مخلفة جيوش من الخريجين دون وظيفة  وعمال ُُصُفدت في وجوههم السبل،  والأشد مرارة  هو اإحالة الالاف من الشباب الى التقاعد المبكر  وحرمانهم من الأمان الوظيفي وهم في ذروة عطائهم  ولم  تُبقِ حكوماتنا الرشيدة والسديدة أمام الشباب الا خيارات  الهجرة نحو المجهول عبر قوارب الموت أو الوقوع فرسية  للمخدرات  والإدمان  وجرائم السرقة  والقتل والإنتحار أو الذهاب للأشد سوءاً وهو السقوط في وحل الخيانة والعمالة  بعد المساومة على رمق العيش .
في اليوم العالمي للشباب  ماذا يمكن أن نقول  لشاب لم يجد فرصة عمل ولم يستطع تكوين أُسرة ؟ وكيف يمكن أن نبرر العنوسة  لشابة كالريحانة فقد الأمل بحُلم الأمومة  ؟! 
آن الاوان  لقيادة هذا الشعب أن تُعيد حساباتها  وأن تعمل على دراسة حالة لسياستها الرعناة وتبني تقديرات مواقفها إستنادا لإفرازت سياستها الإسبرطية في إدارة البلاد  وأن تضع الإستراتيجات الوطنية الحاضنة للشباب  ومبادراتهم و الذي لسان حالهم يقول ( yes we can) وأن تأخذ بايدي الشباب نحو الأمل والمستقبل الواعد بعيداً عن العنجهية والسياسات اللاوطنية المدمرة التي حصدت أرواح شبابنا  وأعدمت مستقبلهم .... لا خير في أُمة ضيّعت شبابها بناة الغد وأمل المستقبل.

كلمات دلالية

اخر الأخبار