بعد لقاء هنية ونصرالله.. دوائر ترصد تحركات بعض الفصائل في لبنان والنقاش حولها

تابعنا على:   00:00 2020-09-07

أمد/ القاهرة - أحمد محمد: أبرزت بعض الصحف والتقارير الإعلامية الجدال الحاد، الذي صاحب اللقاء الذي عقده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله، وتفجر مع تخوف قوى سياسية من أن يؤثر هذا الاجتماع على مستقبل لبنان، ويدخلها في أزمات عسكرية أو حتى سياسية لا تقدر عليها في ظل حالة التوتر التي تشهدها البلاد منذ فترة كبيرة، والتي تصاعدت منذ تفجير مرفأ بيروت حتى الان.

اللافت أن هذا الجدال بات واضحًا منذ إعلان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان عن عقد هذا اللقاء عبر قناة الميادين اللبنانية، وهو ما أثار انتقادات واسعة عبرت عنها بعض من الصحف اللبنانية، وفي مقدمتها الجمهورية واللواء اللتان تخوفتا من تأثير عقد هذا اللقاء على لبنان.

وأشار التليفزيون الفرنسي في تقرير له، إلى أن عددا كبيرا من الساسة يرون أن التعاون بين حزب الله وحماس في لبنان، ورغبتهما في أن تكون لهما جبهة عسكرية على الحدود الجنوبية للبنان، يشكل خطورة على أمن واستقرار لبنان، خاصة في ظل النقاش حول سياسات حزب الله المتهم بأنه يخدم فقط المصالح الإيرانية سواء على الصعيد الأمني أو الاستراتيجي وليس المصالح اللبنانية.

وحول الاجتماع، قال الباحث السياسي الفلسطيني ماجد كيالي، "إن هذا اللقاء ليس باسم الفلسطينيين"، مضيفًا " لا أعرف ما الذي يتوهمه أو يتوخاه زعيم حماس إسماعيل هنية من لقائه بنصر الله زعيم حزب الله".

وقال كيالي عبر صفحته على فيس بوك: "أولًا، المقاومة متوقفة عند حزب الله منذ العام 2000، للتذكير فهو لم يطلق رصاصة على إسرائيل ابان الانتفاضة الثانية من 2000-2005، ولا ابان الحروب الوحشية الثلاثة التي شنتها إسرائيل على غزة في 2008، و2012، و2014 (باستثناء خطف جنديين اسرائيليين في 2006 لحسابات حزب الله بحتة بعد اغتيال الحريري، والخروج السوري من لبنان)، وحتى الآن حزب الله، وراعيته إيران، يتلقيان ضربات إسرائيل في سوريا والعراق وإيران دون أي رد، إذًا قصة المقاومة مجرد ادعاء ولا تبرر الاجتماع".

وأضاف: "ثانيًا، هذا الاجتماع يضرب عرض الحائط بمشاعر السوريين واللبنانيين، فحزب الله يقتل ويشرد السوريين دفاعًا عن نظام الأسد الاستبدادي، منذ عشرة أعوام تقريبًا، واللقاء يأتي بعد انفجار مهول في بيروت واضحة بصمات حزب الله في المسؤولية عنه، ومع وقوفه ضد الحراك الشعبي في لبنان سد النظام الطائفي والطبقة السياسية الفاسدة".

وتابع كيالي: "ثالثًا، حزب الله يشتغل كحزب طائفي بحت وكذراع إقليمية لإيران، فهل هذا يعني أن حماس تحاول تمثله في هذا وذاك؟ وهل هذا يعني توهي مصالحة مع نظام الأسد أيضًا؟ أو تبييض صفحة إيران التي أفادت إسرائيل أكثر مما أضرتها بتقويضها بني الدولة والمجتمع في سوزيا والعراق ولبنان؟ منذ أن صارت الفصائل غاية في ذاتها، وبات همها مجرد تغذية موازناتها ورواتب منتسبيها ضاعت قضية الفلسطينيين وضاعت حركتهم الوطنية".

وأنهى كيالي حديثه بالقول: "لا أعرف كيف سينظر هنية إلى عيون السوريين أو اللبنانيين. لكن ما يحصل ليس باسمنا كفلسطينيين وليس باسم المقاومة."

اللافت أن هناك الكثير من النقاش صاحب اجتماعات الفصائل الفلسطينية منذ انعقادها حتى الان، وهو ما نبهت إليه بعض من الصحف ووسائل الإعلام العالمية.

وقال التليفزيون الألماني في تقرير له: "إن بعض من هذه القوى انتقدت تواجد حركة حماس البارز في لبنان، فضلًا عن انعقاد مؤتمر القوى الوطنية الفلسطينية في لبنان بالتزامن مع رام الله في آن واحد، الأمر الذي دفع بهذه القوى إلى اتهام حركة حماس وبعض من الفصائل الفلسطينية الأخرى بالإساءة إلى لبنان وتحميلها الكثير من الضغوط السياسية.

ويأتي ذلك مع ظرف دقيق تعيشه لبنان، وهو ما نبهت إليه صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي كشفت في تقرير لها، إلى أنه وبعد شهر على انفجار مرفأ بيروت فإن التحقيق يشير إلى إهمال السلطات، الأمر الذي سيثير أزمة سياسية واضحة بالمستقبل بين مختلف القوى السياسية.

ونبه تقرير اللوموند، إلى أن رد هنية على هذه الانتقادات جميعًا بإنكارها، مشيرًا في ذات الوقت إلى عدم وجود أي نية للحركة بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.

ويتزامن هذا التقرير مع تقرير آخر للتليفزيون الفرنسي، أظهر فيه وجود خلل كبير في منظومة عمل مرفأ بيروت، وهو ما سيزيد من حدة الاحتقان الشعبي في مختلف الأوساط السياسية اللبنانية.

من جانبها أشارت صحيفة "دي فيلت" الالمانية، إلى أن إصدار هنية تصريحًا عقب لقائه برئيس مجلس النواب "نبيه بري" في 2 سبتمبر / أيلول الماضي، وهو التصريح الذي كان مفاده أن الفلسطينيين عمومًا في لبنان وتحديدًا في مخيمات اللاجئين ليسوا منخرطين في أي قضايا تمس الداخل اللبناني، فضلًا عن أن أي تعاطي لهم في مختلف القضايا المتعلقة بهم لن تؤثر على أمن لبنان أو حتى استقراره.

ونبهت الصحيفة، إلى أن ما سبق يأتي في ظل اشتعال الكثير من التصريحات التي أدلت بها المعارضة اللبنانية، والتي قالت إن نشاط حماس في لبنان بات يؤثر سلبًا على استقرار البلاد، زاعمين أن الفلسطيني منخرط في السياسة الداخلية اللبنانية فقط لخدمة المصالح الفلسطينية، بدون أي هدف أخر.

كما ويعتبر تواجد قيادات حركة حماس في لبنان هذه المرة بات يختلف عن تواجدها عن أي مرة، في ظل التطورات التي تعيشها لبنان خلال الفترة الحالية.

اخر الأخبار