حديث في تصريح رياض المالكي

تابعنا على:   20:51 2020-09-12

رامز مصطفى

أمد/ بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأخير ، والذي انتهى إلى بيان لم يتضمن قراراً بإدانة الاتفاق الإماراتي مع الكيان الصهيوني التطبيعي ، بعد أن تمّ إسقاط المشروع الفلسطيني . لفتني ما صرحّ به وزير خارجية السلطة السيد رياض المالكي ، الذي ترأس الاجتماع ، بأنّ " دولة فلسطين خرجت من اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أكثر قوة " . تصريح يدعو إلى الاستغراب ، إن لم نقل إلى الإستهجان ، فكيفّ خرجّ الوزير المالكي بهذه الخلاصة ؟ . وعلى ماذا بنى كلامه ؟ .

التصريح محاولة غير موفقة في التخفيف إلى ما خلُصّ إليه البيان ، الذي حمل مؤشرات الإنفكاك الرسمي لجامعة الدول العربية ، وانفضاضها من حول القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني . ومؤسساً إلى مرحلة جديدة للتعاطي الرسمي العربي مع القضية من خلفية أنها لم تعد مركزية لتلك النظم . وبالتالي ، أي البيان هو اختراع لانتصارات وهمية على الطريقة الدون كيشوتية إن صحّ التعبير ، لم تلقى آذان صاغية لها ، بل هناك تحميل للمسؤولية في فشل خارجية السلطة في استشراف أنّ الواقع الرسمي العربي ذاهب بأغلبيته في الاتجاه المعاكس ، لِمَ يتطلع إليه الشعب الفلسطيني ، في الإبقاء على احتضان وحماية قضيته بعناوينها الوطنية ، في مواجهة مؤامرة تصفيتها من قبل الثنائي الصهيو أمريكي ، والتي تسير بخطى حثيثة ، بسبب التهافت على عقد الاتفاقات مع كيان العدو الصهيوني .

من دون أن نغش أنفسنا ، نحن اليوم لسنا في وضع يتيح لنا أن نفرض رؤيتنا على الآخرين ، والدليل البيان البائس لجامعة الدول العربية . وليس صحيحاً أنناً أقوياء ويحسب حسابنا ، ولم نخرج أقوياء أو منتصرين فقط لمجرد أنّ البيان لم يرحب بالاتفاق ، وأكد كذباً التمسك بما تسمى ب" المبادرة العربية للسلام " ، التي كانت حصان طراودة لمشهد تهافت المبّطعين ، ووقوفهم بالدور الواحد تلو الآخر .

ما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب مساء الجمعة ، عن التوصل إلى اتفاق بحريني مع كيان الاحتلال الصهيوني لتطبيع العلاقات بينهما ، إنما يُدلل على عكس ما صرحّ به رياض المالكي وزير خارجية السلطة ، أننا خرجنا أكثر قوة . فيا حبذا لو أنّ المالكي خرجّ على الشعب الفلسطيني مسمياً الأشياء بأسمائها ، ومُقراً أننا فشلنا في دفع وزراء الخارجية العرب إلى إصدار بيان يدينوا الاتفاق الإماراتي ، ولكن وإن فشلنا ها هي البحرين تلحق بالإمارات ، فكم هي الدول التي ستلحق بهما ، إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية .

كلمات دلالية

اخر الأخبار