نلوم انفسنا ... وليس غيرنا !!!

تابعنا على:   21:38 2020-09-14

وفيق زنداح

أمد/ قد نأخذ منحى جديد ... لكنه ليس غريبا ... ومتعارضا مع الكثير مما كنا نقوله ... ونكتب عنه بالعشرات من المقالات ... وعبر العديد من المواقع والصحف والمجلات .

ولأننا لا نقرأ ... وليس من المفيد ان نتحدث عن تاريخ ما قمنا بكتابته ... او ما حذرنا منه ... فالأفضل ان نتحدث من منطلق اليوم ... مع شواهد التاريخ واحداثه ومنعطفاته ... والتي ندلل من خلالها ... على ان ما يحدث ليس غريبا ومستهجننا ... لكنه أقرب من تسلسل الاحداث وشواهدها ... وما يمكن ان نراه بالقريب ... وانا كنا لا نتمنى .

ليس هناك مثالية بالسياسة ... بل هناك مصالح قطرية ... سياسية ... اقتصادية ... أمنية .. لكل دولة والتي لها ان تحدد مصالحها وفق ظروفها .
اما ان نحاول ان نلوم غيرنا ... ونعيد تكرار تجربة ماضية ومحطات عديدة ... لا يوفر لنا الظروف الافضل ... ولا حتى العلاقات التي نتمناها ... ولا يحسن ويقوي من اوراقنا السياسية ... لانه ليس لصالحنا بالمطلق !!!!

هناك الكثير مما كنا نردده ... دون حقيقة سياسية واوراق قوة محسومة ... ولا حتى معطيات ومتطلبات قوة على الارض ... ولا حتى اوراق يمتلكها العرب يمكن من خلالها ان يساعدونا بدرجة حسم الصراع وتحقيق المشروع الوطني .
كنا نردد كما غيرنا ان القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى !!!!

وان مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت بالعام 2002 تعتبر الحد الادنى والثابت للموقف السياسي العربي المجمع عليه !!! .
كما كنا نعتقد ان اتفاقية اوسلو الموقعة بالثالث عشر من سبتمبر بالعام 91 كمرحلة انتقالية واعلان مبادئ ... ستكون بداية الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من جزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ... كتسوية نهائية وفق مشروع حل الدولتين .

التحول الاستراتيجي بالصراع العربي الاسرائيلي كانت بدايته اتفاقية كامب ديفيد ... واتفاقية وادي عربة ... واتفاقية اوسلو ... وحتى المفاوضات السرية بما عرف بوديعة رابين .

أي ان المشهد السياسي برمته كان متجها نحو العمل السياسي بالنسبة للعرب خاصة نحن ما بعد الخروج من بيروت بعد حرب حزيران 82 والمشاركة بمؤتمر مدريد على ارضية قرارات المجلس الوطني بالدورة التاسعة عشر التي عقدت بالجزائر ... كان مدخلا سياسيا واستراتيجيا وبحضور وموافقة عربية ودولية .

فما هو عنصر المفاجأة الكبرى والحدث الكبير والخطير لاتفاقيات بعض الدول التي ليس لها علاقة مباشرة بحالة الصراع !!!! ... ولم تقدم شهيدا واحد لأجل فلسطين وحريتها !!!! ... كل ما يمكن ان تقدمه بعض الدولارات والمساعدات .

اذا مجريات الامور السياسية منذ حرب اكتوبر وحتى اتفاقية اوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية كان يتجه الى مشروع حل الدولتين والاستناد لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية .

التحول الاكبر كان بما حدث من فوضى خلاقة بزعامة امريكية اسرائيلية وبأدوات وشخوص عربية ذات ارتباط ومصالح خاصة !!! ... مما وفر المزيد من عوامل الضعف ... والهوان ... والتدخل السافر والاكبر للولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل .

أي ان المشهد السياسي بمحطاته المختلفة ... قد اوصلنا الى ما نحن عليه في ظل سيطرة اليمين الحاكم في اسرائيل ... وفي ظل المماطلة والتسويف وسياسة الاستيطان والدعم الامريكي المطلق ... جعل من كافة الاوراق السياسية .... وقد اختلطت على غاربها وشرقها ... شمالها وجنوبها ... ولم يعد بالإمكان ... في ظل الرياح العاتية والعواصف والتقلبات امكانية الامساك بورقة قوة ... يمكن من خلالها اعادة عقارب الصراع الى ما كانت عليه ... والى حيث كان التمني والرغبة الاسرائيلية في القبول العربي بإسرائيل !!!! ... وحتى القبول الفلسطيني بإسرائيل !!! .

هذا هو المشهد بكل احزانه والامه ومنزلقاته ... والذي يحتاج الى اعادة ترتيب الاوراق والاولويات ... وان لا نجعل من ردة فعلنا غضب على الاشقاء العرب ... ولا حتى غضب على انفسنا بفعل افعالنا وسوء تقديرنا وانقسامنا الاسود ... ولكن اعادة موضوعية ومتوازنة نعمل من خلالها على تحسين ظروفنا ... وترتيب اوراقنا ... وتعزيز مقومات صمودنا ... والاتفاق على خطاب سياسي واعلامي بمفردات ومرتكزات خارج سياق الماضي والاسلوب الشعاراتي الذي لم يعد له من فائدة مرجوة ... حتى ولو طال الانتظار !!!!
الكاتب : وفيق زنداح

اخر الأخبار