ردود فلسطينية منددة لتوقيع "الاتفاق الثلاثي" في واشنطن

تابعنا على:   23:06 2020-09-15

أمد/ رام الله: بعد توقيع  اتفاق السلام مع الإمارات و البحرين قد ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، توالت الردود الفسطينية الرافضة والمنددة واصفاه "بإتفاق العار".

قالت الرئاسة الفلسطينية، إن كل ما جرى في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، من توقيع اتفاقيات بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وسلطة الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة، طالما لم تقر الولايات المتحدة الأمريكية وسلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمتواصلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية من جديد، وفق بيان أصدرته، أنها لم ولن تفوض أحداً بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأضافت: إن المشكلة الأساس هي ليست بين الدول التي وقعت الاتفاقيات وسلطة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال .

وحذرت القيادة، من جديد بأنه لن يتحقق سلام أو أمن أو استقرار لأحد في المنطقة، دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كما تنص عليها قرارات الشرعية الدولية .

كما حذرت من أن محاولات تجاوز الشعب الفلسطيني وقيادته المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية سيكون له تداعيات خطيرة تتحمل الإدارة الأميركية وسلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح(م7) جبريل الرجوب، إن توقيع الاتفاقية بين الإمارات والبحرين واسرائيل برعاية أميركية في البيت الأبيض "عار"، وإن فلسطين ستسقط الصفقة والعار والتاريخ سيحاكمهم المتخاذلين.

وأضاف، خلال مقابلة على تلفزيون فلسطين، لم يكن أحد يصدق أن يقف زعيم عربي أمام نتنياهو ولا يذكر القدس، مخاطبا الموقعين على الاتفاق بالقول: "أنتم مثار احتقار لكل عربي يعرف مكانة فلسطين وأهميتها للاستقرار في المنطقة".

وأشاد برد فعل الشارع العربي والعالمي الرافض للتطبيع، داعيا الشعوب العربية إلى أن تنتفض وترفض التطبيع.

ولفت إلى أن الغياب الدولي عن الحضور لتوقيع الاتفاقية بين البحرين والإمارات وإسرائيل برعاية أميركية دليل على إيمان العالم بضرورة حل الصراع وفق الشرعية الدولية.

وقال: فلسطين ستقلب الطاولة على من يعتقد أنه قادر على أن يتجاهل شعبنا العظيم في كل مكان.

وأوضح أن ترمب كشف اليوم حقيقة كنا نعرفها بأن كوشنر طلب وقف دعم السلطة الفلسطينية لكسر ارادتنا، ولحل وتصفية قضيتنا وحصرها في مسائل معيشية. وأن الاتفاقيات الموقعة التي ترعاها أميركا هي أهداف انتخابيه لترمب، وتخدم نتنياهو الذي يواجه جرائم فساد.

وعن الدولة فلسطينية المزدهرة التي تحدث عنها بن زايد، قال رجوب: ان بن زايد قال عن دولة فلسطينية دون الحديث عن أنها ضمن أي رؤية، ولا نعول على ما قاله، ولن نسمح لأي أحد ان يستخدم الورقة الفلسطينية لتغطية خيانته.

ووجه الرجوب تحية للشعب الفلسطيني الذي يناضل نيابة عن العرب والمسلمين، معربا عن أمله أن لا يتسرب اليأس إله، وأن على هذا المشهد أن يحفز على الاستمرار والصمود وانجاز الوحدة الوطنية.

وبدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، يوم الثلاثاء، إن ما حدث في البيت الأبيض هو توقيع الإمارات والبحرين على خارطة ترمب الخاصة بصفقة القرن.

وأضاف عريقات في حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي، أن "خارطة صفقة القرن تشمل ضم 33% من الضفة الغربية بما فيها شواطئ فلسطين على البحر الميت وضم المستوطنات وضم القدس الشرقية المحتلة، وعبر عن خشيته أن تكون دولتا البحرين والإمارات قد وافقتا أن يكون المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية."

وقال:" إن وزير خارجية الإمارات ذكر أمرين الأول وقف ضم الأرض الفلسطينية، ولكن نتنياهو رد عليه في كلمته أن السلام يتحقق وفق رؤية صفقة القرن، والثاني أن الحل يقوم على مسار دولة فلسطين، دون ذكر حقوق دولة فلسطين، معقبا عريقات على ذلك بالقول: إن أي أحد يتحدث عن دولتين دون حدود 1967 ودون ذكر القدس هو يتحدث عن الدولة الفلسطينية التي وردت مقوماتها في صفقة القرن."

وأوضح عريقات، أن صهر ترامب ومبعوثه جاريد كوشنر لا يمكن ان يسمح بكلمة دولة فلسطينية على حدود 1967، وما جرى اليوم هو توقيع اتفاق اعتراف بدولة إسرائيل.

وتابع: "لو جاءت إسرائيل وترامب بكل دول العالم لفتح سفاراتها في القدس، فإن ذلك لن ينهي الأمر، فمشكلة الاحتلال لا تزال قائمة، وما حدث في البيت الأبيض خطير جدا، ولكن شعبنا سيبقى صامدا فوق أرضه، مؤكدا أن مفتاح الأمن والسلام في المنطقة هو عبر تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي."

وأوضح أن ما جرى الليلة في البيت الأبيض هو أن المعادلة أصبحت تقوم على مبدأ السلام مقابل حماية.

وقال عريقات:" إن كل ما جرى اليوم هو وارد في خطة الرئيس دونالد ترمب بعنوان علاقات إسرائيل العربية والتعاون الاقليمي، وتحديدا في صفحة 36 من النسخة الانجليزية لخطة صفقة القرن."

وأضاف:" إن تسمية الاتفاق باسم اتفاق ابراهيم يهدف لربط الشعب اليهودي بالمنطقة العربية لان الاسرائيليين يفكرون بكيفية شرعنة دولة إسرائيل."

وبين عريقات أن "الضغوطات الهائلة الممارسة على الشعب الفلسطيني لن تغير موقفه، والرئيس محمود عباس يتصرف وفق احتياجات شعبه"، موضحا أن الرئيس محمود عباس التقى ترامب أربع مرات، ولكن فجأة في 6-12-2017 اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، وأجابه الرئيس عباس ما معنى أن تكون فلسطين دون القدس عاصمة لها وقَطَعَ العلاقات مع أميركا.

وقال عريقات، "لا نستطيع أن نتصور أن يوافق أي عربي على أن تكون القدس عاصمة لدولة إسرائيل إلى أن جاء التوقيع اليوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين، كيف يمكن لمنظومة أمن عربية ذراعها تصبح إسرائيل".

ولفت إلى أن صناع القرار في الإمارات يعرفون ما قاموا به من سلام مقابل حماية، لأن مبدأ الرئيس ترامب هو توفير الحماية مقابل البقاء في السلطة، واليوم الخيار المطروح من أميركا ومن بعض الدول العربية أن تكون الجامعة العربية انعكاس لأعضائها، ولم نستطع أن نحصل على إدانة لمن خرجوا عن مبادرة السلام العربية، وذهبوا ووقعوا على أن القدس تحت سيادة إسرائيل".

وأكد أن "شعبنا على ثقة بأنه شعب عظيم يضم 13 مليون تمثله منظمة التحرير الفلسطينية، سيتخذ قرارات تاريخية، واتخذ قرارات تاريخية، وآخرها القيادة الوطنية الموحدة، وسنستمر في القرارات التاريخية لحماية شعبنا وتثبيته فوق أرضه."

وأوضح أن الإمارات تقاطع دولة فلسطين وشعب فلسطين منذ العام 2011 للوصول للحظة اليوم من أجل التوقيع على اتفاق التطبيع، وما حدث اليوم في البيت الأبيض سيدفع الشعب العربي البحريني والشعب العربي الإماراتي لرفض هذه الاتفاقية.

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمين عام جبهة النضال الشعبي، أحمد مجدلاني، إن قوى اليمين المتطرف في إسرائيل انقضت على مشروع السلام والحل التاريخي الذي وقعه رابين وكان ذلك باغتياله.

وأضاف مجدلاني، في تصريح صحفي، إن فشل إدارة ترامب في تمرير صفقة ترامب من قبل شعبنا وقيادته، دفعها للتعويض عن ذلك بعقد اتفاقات إذعان مع بعض الدول العربية للإيهام بأنه من الممكن تحقيق سلام في الشرق الاوسط دون الفلسطينيين ودون الانسحاب وإنهاء الاحتلال.

وأكد، إن جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فلا أمن ولا سلام ولا استقرار دون الانسحاب من الأرض المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

وتابع، نتنياهو يوهم الاسرائيليين بأنه يصنع سلام مع الإمارات والبحرين، اللتان لم تحاربا إسرائيل في يوم من الأيام، في حين أن الصراع القائم والدائم والمستمر هو مع الفلسطينيين ولن يجد الاسرائيليون الاستقرار والأمن دون السلام مع الفلسطينيين.

من ناحيتها، ادانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مساء يوم الثلاثاء اتفاق العار، الذي وقعته كلاً من البحرين و الامارات مع الاحتلال الاسرائيلي برعاية امريكية في البيت الابيض.

وقالت الحركة في بيان صادر عنها وصل "أمد للإعلام" نسخة عنه: "إن ما جرى التوقيع عليه ليس اتفاقًا للتطبيع ، إنما إعلان الانتقال من التطبيع إلى إقامة حلف يكرس واقع الهيمنة الأمنية والاقتصادية على المنطقة ويفتح الباب أمام توسع استعماري صهيوني جديد" .

وأكدت الجهاد، أن هذا الاتفاق تهديد لهوية المنطقة وتهديد لمستقبلها ، وبالتالي فإن المسؤولية تقع على الجميع لمواجهة هذا الاتفاق الذي يحاولون من ورائه العبث بكل شيء وبدورنا الحضاري والرسالي.

وأضافت جهاد: "إن اتفاقات الخيانة والعار هذه ليست إلا لعنة ستطارد من وقعها مع كيان العدو، ولن تحقق أي استقرار، بل ستدفع بقوى المقاومة والشعوب العربية والإسلامية لمزيد من الفعل الجهادي لأنها اتفاقات ظالمة مع عدو محتل".

وبينت الحركة أن اتفاقيات الذل هذه ستعزز تمسكنا بحقنا الكامل في كل فلسطين وبكل ثوابتنا ومقدساتنا.

ودعت كل شعوب أمتنا العربية الإسلامية وقواها الحية إلى إعلان رفضها الكامل لهذا الحلف الشيطاني مع الكيان الغاصب للقدس وفلسطين، وفتح مرحلة جديدة من الحراك الثوري لاستعادة فلسطين من الاحتلال، وتحرير الشعوب من ربقة هذه الأنظمة الظالمة والعميلة.

وأكد الجهاد بأنها لن تسمح لهذا الاتفاق بأن يمس بأي من حقوقنا وثوابتنا ، ولن يكون أبدا على حساب وجودنا الأبدي على هذه الأرض المباركة التي لن يكون للغرباء والطارئين مقاما على ترابها ولا في سمائها ولا هوائها ولا بحرها.

وشهد البيت الأبيض في الولايات المتحدة مساء يوم الثلاثاء، توقيع اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين و"إسرائيل" برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اخر الأخبار