بين المناضل المتقاعد والمناضل الساخر وطن يضيع

تابعنا على:   23:34 2020-09-17

نجاة فواز

أمد/ يقوم البعض منا بكتابات وتركيب صور ساخرة من وزير خارجية الأمارات من شكله وحركاته والسخرية من نظراته وملامح وجهه ليس دفاعا عنه ولا تحببا بشكله الذي لا يهمني اصلا لكن التركيز على شكله وحركاته البهلوانية، وتجاهل الخطوة التي يُلزم بالقيام بها، كل هذا يقول:" أننا نحن عاجزون عن إنجاز تقدم بقضيتنا.

لو فرضنا أن هذا الوزير كان يشبه الفنان حسين فهمي بالثمانينات، او كان بدهاء عمرو بن العاص، كنا سنتقبل كونه يوقع إتفاقية مسخرة مع دولة الاحتلال؟ الدولة التي تشردنا وتطلق الرصاص علينا عند حواجزها البغيظة، وتحجز جثامين الشهداء بثلاجتها الكريهة.

ان اسلوب السخرية من شكل الوزير، ما هو الا تفريغ وجداني لظاهرة نقص نعاني منها نحن وليس هو. اجل اننا بتنا نعيش حالة من النقص والعجز والهوان لدرجة صارت السخرية ملاذنا، ووفق علم النفس فأن اسلوب السخرية حالة مرضية يتوجب علاجها.

بلاد هذا الوزير الذي يرى الكون من خلال حفنة المال التي بجيب دشتاشته ليست تحت الاحتلال، بلاده ليست فقيرة، بلاده لا تعاني من مشاكل إقتصادية ولا جغرافية ولا شعبه مهجر.

نحن من نعيش هذه الحالة. نحن من نعاني ونعتقل ونقتل بدم بارد ونشرد، ونموت مليون مرة أمام بندقية جندية تمضغ علكتها وتحدق بعيوننا الخائفة.

ليس مطلوب من هذا الوزير إنقاذنا، ولا مطلوب من دولته التعاطف معنا، بل علينا ان نخجل اذا قامت الدول العربية قاطبة بتحريرنا، وإطعامنا وتوفير الملبس لنا.

علينا ان نبقى عراة وعطشى لغاية ان ننهي الإحتلال بأنفسنا بطاقتنا وبقوتنا، نحن الشعب الذي علم الكون فن النضال، متى خرجنا للتقاعد من مهنتنا ومهمتنا المقدسة تحرير بلادنا ووطنا وإعادة شعبنا لأرضه؟ متى أسقطنا من دفتر يومياتنا حق العودة والإتكال على جهلة وحفاة ان يحرروا لنا آسرانا ويعيدون لأطفالنا إبتسامتهم وبراءتهم؟!

لا تهمني دولة الإحتلال مع من توقع أتفاقات سلام او إستسلام، يهمني أن ينتهي الإحتلال، إحتلالها لوطني وتشريد شعبي...

بين المناضل المتقاعد المناضل السخر لن يرجع وطننا، لا النضال يحتمل التقاعد والتقاعس ولا المقاومة تحتمل السخرية والعجز....

كلمات دلالية

اخر الأخبار