هنيّة في لبنان: إنجازات وإخفاقات

تابعنا على:   10:20 2020-09-26

مراد سامي

أمد/ لا تزال زيارة إسماعيل هنيّة زعيم حركة حماس إلى لبنان تثير ردود أفعال فلسطينيّة وغير فلسطينية. هذا وتُعتبر زيارة هنيّة سياسيّة بامتياز، إذ التقى فيها بعدد واسع من قيادات العمل السياسيّ في لبنان، على رأس هؤلاء ميشال عون رئيس جمهورية لبنان، وحسان دياب رئيس الحكومة، إضافة إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله، وغيرهم من قادة الفصائل الفلسطينية الناشطة في لبنان.

وبالنظر إلى موقف قيادات حماس من زيارة زعيمهم الأخيرة إلى لبنان، اعتبر معظم هؤلاء أنّ جولة هنيّة في لبنان قد عزّزت مكانته كزعيم فلسطينيّ وطنيّ له علاقات واسعة خارج غزة ويحظى بدعم سياسيّ وشعبيّ قويّ في لبنان، وهو ما يجعله مرشّحًا قويًّا للفوز بالانتخابات الداخلية القادمة في حماس. كما يعتقد قادة حماس أنّ هذه الزيارة ستنعكس إيجابًا على صورة حماس بالخارج، باعتبارها حركةً لها علاقات جيّدة بدول الجوار.

هذا من ناحية، من ناحية ثانية، يعتقد الكثير أنّ زيارة هنيّة لم تخرج عن طابعها الفلكلوري الاستعراضيّ، وأنّها على صعيد الواقع الملموس لم تعد بنتائج حقيقيّة للشعب الفلسطيني الذي يعاني في مخيمات اللاجئين هناك، إذ لم يخرج هنيّة بقرارات حقيقيّة متعلّقة بالتمييز السلبيّ تجاه الفلسطينيّين بلبنان ولا بأخبار عن مساعدات ماليّة معتبرة من شأنها تخفيف معاناة الفلسطينيّين هناك، وهو ما سبّب خيبة أمل واسعة لدى الكثير ممّن علّق آماله بمخرجات هذه الزيارة.

هناك حاجة حقيقيّة لتحسين أوضاع الفلسطينيّين القاطنين بمخيّمات اللاجئين، ورغم الوضع الاقتصاديّ والاجتماعي الصعب الذي تمرّ به الدول الحاضنة للشعب الفلسطينيّ، فإنّ بعض القرارات السياسيّة المناسبة ستدفع بالضرورة نحو تحسين الأوضاع ولو قليلا، وهو ما من شأنه أن يعطي الفلسطينيّين أملًا أنّ الغد قد يكون أفضل لهم.

اخر الأخبار