مالكم كيف تحكمون

تابعنا على:   01:30 2020-09-28

محمد عبد الكريم الاشقر

أمد/ عشية عودة اسطوانة الحديث عن الانتخابات تعود بعض وجوه الدمى الخشبية إلى طبيعتها الأولى، تكذب دون خجل وتعزف على أوجاع الناس أغنياتها المشروخة، وتعود معها لغة الأمنيات والوعود التي لا يصدقها إلا الحالمون، أو الذين لا يملكون سوى أن يصدقونها، كعطشى يهيمون في صحراء تجاربهم بحثاً عن الماء، فلا يجدون سوى السراب.

والحاكمون بأمر القرار كأنهم ليسوا أولئك الذين حكمونا لعقد ونيف من الزمان، سرقوا فيه قوت الصغار وأحلام العصافير بعد أن استلوا سيوف جشعهم على رقاب العباد، عقد ونيف من عمرٍ قوامه بضع عقود سرقوا فيه كل ما طالته أيديهم تحت صولجان قرار بقانون يملكه صاحب رأس المال في المقاطعة، حتى قوت العامل الذي يعيش يوماً بيوم سرقوه، فترى الحاكمون يوزعون ابتساماتهم البلهاء هنا وهناك ويُمنون البسطاء جنة عدن التي سيأتون بها، طمعاً في كسب الأصوات وبقاء مناصبهم. 

أليس هذا ما ينتظرنا في قابل الأيام والشهور، إن صدق الراوي؟

ولكن....

هل نسي أولئك أن ذاكرة الشعوب ليست ذاكرة سمكية، وأن جرح سيفهم الغائر ما زال يقطر من دمنا من وقع أيديهم وبطشهم وقراراتهم، وأن دمعة أباً فقد قوته أمام أطفاله، لا يساويها فخامتكم ولا سيادتكم وجنابكم ولا عطوفتكم ولا كل مناصبكم.

أعيدوا قراءة خطاباتكم التي ستلقونها علينا من جديد، فنحن لسنا ذاتنا الذين تركتموهم وسط المعركة، نحن لم نعد كما كنا وذاك إثر فأسكم في رؤسنا، وأنتم لستم أنتم الذين كنتم بيننا، فكيف نساويكم بمن مد يده لينتشل إخوته من قعرالبئر، كيف نساويكم بعد أن حاولتم أن تقطعوا عنا الهواء والماء، كيف نساويكم بمن مسح دمعة فقيرنا وساهم في علاج مريضنا بينما أميرتكم كانت تقتل مرضانا بسم عنصريتها، كيف نساويكم بمن مد يده لطلبتنا وجامعاتهم وجاب الأرض طولا وعرضا كي يحافظ على شعبه ووطنه.

كيف نساويكم برجال الوطن الذين ملأوا فراغ خذلانكم بكرامة عزهم وشرف إنتمائهم للوطن. 

ما لكم كيف تحكمون؟

اخر الأخبار