عن السودان والتطبيع المشوه لمواقفه القومية

تابعنا على:   00:10 2020-10-01

محمد جبر الريفي

أمد/ على الفريق أول البرهان الذي هو الآن على رأس النظام في السودان بعد الإطاحة بنظام البشير ذي التوجه الإسلامي عليه إلا يشوه موقف السودان القومي  التاريخي من القضية الفلسطينية وذلك  بالهرولة وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري العدواني الغاصب وذلك  مقابل اغراءات مالية وغيرها  واشتراطات مذلة تتناقض مع استقلال السودان وكرامته الوطنية التي هي دائما محل حرص شديد من كافة فئات الشعب السوداني  

ففي الخرطوم العاصمة السودانية انطلق   شعار اللاءات الثلاثة لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع الكيان الصهيوني وهي التي أقرت بالإجماع في  مؤتمر القمة العربية الذي أنعقد   بعد وقوع  هزيمة يونيو حزيران 67 القاسية على المشاعر الوطنية والقومية وكان شرفا للسودان برئاسة الرئيس إسماعيل الأزهري  أن يحتضن هذه القمة النوعية الهامة في سجل التاريخ السياسي العربي  المعاصر  ..

اما في عام 48 عام النكبة فقد  اشترك السودان ضمن الجيش المصري مع الجيوش العربية الأخرى  في الحرب ضد العصابات الصهيونية وسقط العديد من الجنود السودانيين شهداء على أرض فلسطين وقد كانت القوات المصرية التي دافعت عن الفالوجة وعراق المنشية وعن الكثير من القرى والمناطق  الفلسطينية هي  بقيادة اللواء السوداني طه بيه الملقب بالضبع الأسود الذي أرعب قادة العصابات الصهاينة بسبب خططه العسكرية الناجحة التي أوقعت خسائر فادحة في الجانب الصهيوني  وكانت كتيبة المقدم  جمال عبد الناصر آنذاك التي صمدت في دفاعها أثناء حصار الفالوجة  تحت امرته ....

وبعد انتهاء الحرب التي أسفرت عن هزيمة الجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية المدربة والمسلحة تسليحا جيدا والمدعومة من قبل حكومة الانتداب البريطاني خضع قطاع غزة للحكم العسكري المصري وبقيت كتيبة الهجانة السودانية ضمن تواجد القوات المصرية على حدود القطاع مع الكيان الذي أطلق عليه اسم خط الهدنة وقد تعرضت هذه الكتيبة السودانية في عام 55 من القرن الماضي لهجوم غادر مباغت  شنته ليلا  الفرقة الإسرائيلية101 وكان  يقودها حينذاك الإرهابي  شارون وقد أسفر الهجوم عن استشهاد العديد من الجنود السودانيين الذين دفنوا في مقبرة الشهداء بمدينة غزة  ...

هذا هو السودان الذي يعرفه شعبنا الفلسطيني .. قطر عربي شقيق دافع عن عروبة فلسطين واشترك جنوده البواسل في القتال ضد العدو الصهيوني وسقط منهم الشهداء وعلى الفريق أول البرهان أن لا يشوه  هذه المواقف من تاريخ السودان بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تامر يوما على وحدته الوطنية التي أدت إلى تقسيمه بانفصال الجنوب بهدف اضعافة كقطر عربي كبير واعد بإمكانياته الاقتصادية ..

إن  الامل  كبير في الشعب السوداني الشقيق الذي يمتلك وعيا سياسيا متقدما عن كثير من الشعوب العربية  وفي أحزابه السياسية المناضلة التي أعلنت مواقفها الرافضة للتطبيع  أن يفوت هذا الشعب العربي المسيس الفرصة   على الكيان الصهيوني وعلى إدارة ترامب المتصهينة  من تحقيق مكسب سياسي آخر بعد تطبيع الإمارات والبحرين  اللتان خرجتا بخيانتهما العظمى  للقضية الفلسطينية  على سياسة التضامن و الإجماع العربي  ...

كلمات دلالية

اخر الأخبار