"الحجر أم الاختراع"..

الفلسطيني "محمد الرضيع" يصنع دراجة مائية ترفيهية تنقذ الغرقى داخل البحر

تابعنا على:   19:00 2020-10-18

أمد/ غزة- سماح شاهين: حين يصبح الحجر أم الإختراع، لا يبقى أمام تحقيق الفكرة أي عقبات.

شاب فلسطيني من سكان قطاع غزّة المحاصر، يصنع دراجة مائية، حيثُ استعان بالخُردة الحديدية والبلاستيكية، مستغلاً فترة الحجر الصحي بسبب "كورونا"، ليسجل التجربة الأولى في هذا الابتكار للترفيه داخل بحر غزة، وإنقاذ الغرقى في وقت أقل.

محمد الرضيع "24 عاماً"، يقول في حديثه مع "أمد للإعلام"، إن بداية فكرته في صناعة الدراجة المائية جاءت خلال ذهابه الدائم مع أبناء عمه إلى بحر بيت لاهيا، إذ أنهم كانوا يسبحون ويصطادون السمك، ولكنه في كل مرةٍ يجلس أمام الشاطئ دون عمل أي شيء، خاصةً أنه لا يستطيع السباحة والصيد، ينتظرهم حتى يخرجوا من البحر مصطحبين السمك الذي اصطادوه.

بدأ محمد بالبحث عن فكرة بعد أن راهن أحد أقربائه من الذين يجيدون السباحة والغوص داخل البحر، لصناعة آلة سريعة تساعده في الوصول لمسافة أبعد من تلك التي يصل إليها سباحةً.

ويضيف الرضيع لـ"أمد للإعلام"، أنه لديه ورشة حدادة ولكن العمل فيها توقف بسبب حالة حظر التجول في غزة بسبب جائحة "كورونا"، فأراد في تلك الفترة استغلال الوقت، والعمل في داخلها بتصنيع الدراجة المائية.

ويشير إلى أنه، عندما قرر تنفيذ فكرة "الدراجة المائية" كان لا يملك المال الكافي لصناعتها، فبدأ بشراء أنابيب بلاستيكية مستخدمة من المحلات والخردة بسعر رخيص، ومن ثم قام بشراء دراجة هوائية لا تعمل، لاستخدام هيكلها الخارجي فوق الدراجة المائية التي سيصنعها، وبعد ذلك استمر في جمع الأدوات البسيطة التي ستساهم في صناعة الدراجة.

واستخدم الرضيع، في صناعة الدراجة المائية، قطعًا حديدية وبلاستيكية من الخردة، إلى جانب إعادة تدوير قطع أخرى لجعلها صالحة للاستخدام مجددًا، وأدخل بعض التعديلات وقطع الغيار المختلفة على الدرّاجة، حتّى تطفو وتسير على المياه بسهولة.

ولفت إلى أنه في ظل توقف عمله وانعدام مصدر رزقه، واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ 13 عامًا، استغرق تصنيع الدراجة أكثر من أسبوع، بتكلفة لا تزيد عن 100 دولار، مشيرًا بأنه قد تصل تكلفتها بأدوات جديدة غير مستهلكة إلى حوالي ألف دولار.

وكشف بأنه ساعد 3 أشخاص كانوا قد علقوا في البحر، من خلال التمسّك بجسم الدرّاجة التي نجحت في سحبهم إلى الشاطئ بأمان.

وعن الصعوبات التي واجهته، تحدث بأنه واجه العديد من الصعوبات منها انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وعدم وجود دعم مادي، وعدم قدرته لشراء ماتور لتعمل بشكل أفضل، حيث إن الدرّاجة مرّت بأربع تجارب، حتّى حققت هذا النجاح بعد عام ونصف، في الدخول إلى عرض البحر.

ويشارك الرضيع الآخرين في متعة تجربتها والدخول إلى البحر بسهولة، حيث أنه لاقى إعجاب عدد من الزائرين الذين لم يترددوا في تجربتها، وخوض الرحلة البحرية.

ويوضح الرضيع، لـ"أمد للإعلام"، بأن المشروع ممكن أن يساهم في خدمة البلديات في قطاع غزة، بالإضافة لخدمة الصيادين بحيث يكون متحرك وسريع في العمل.

ويعرب، عن شعوره بالسعادة بعدما كسب الرهان مع أقاربه، ونجاحه في الدخول إلى البحر، متحدياً مخاوفه في السباحة، الذي لازمه منذ الطفولة من دخول البحر.

ويطمح الرضيع، بصناعة دراجة مائية تقبل تنقل خمسة أشخاص وأكثر، لكنه لا يجد أي دعم من قبل المؤسسات أو نقابة الصيادين.

ويطالب المؤسسات الداعمة الاهتمام بجميع مبتكري قطاع غزة، لافتا إلى أن المبتكر يحاول في إيجاد حلول لمشكلات يعاني منها وطنه، وسيستفيد الجميع من هذا الابتكار.

اخر الأخبار