وماذا بعد الانتخابات الامريكيه ؟

تابعنا على:   07:27 2020-11-09

غازى فخرى مرار

أمد/ غمرت السعادة شعبنا الفلسطينى فى الوطن والشتات . ليس لان هذا الشعب يتوقع تقديم الحلول لقضيته على طبق من فضه من قبل القادم الجديد الى البيت الابيض , فقد تقلب فى هذا البيت العديد من الرؤساء ولم نحصل على حقوقنا . لان الحقوق لا تقدم طوعا وانما تنتزع انتزاعا . ونحن اليوم وقد راقبنا ما يدور فى الساحات الامريكية وكان املنا ان يحرم ترامب من فرصة ثانية يعيث فيها ظلما وفسادا وجبروتا فى هذا العالم يقف ضد حرية الشعوب فى تحقيق كرامتها وحريتها , وقد نلنا النصيب الاكبر من هذا الظلم والتجاهل لحقوقنا ومخالفة كل الشرائع الدولية وكافة القرارات التى اتخذها مجلس الامن والامم المتحده لصالح قضيتنا , وقف الرئيس الامريكى المنصرف يمنح كل ما لديه من مطالب صهيونية ضد شعبنا وقضيتنا , وحرمنا من ابسط الحقوق التى نناضل من اجلها على مدى مئة عام , قدمنا فيها الاف الشهداء والاسرى والجرحى والمعوقين وما زال شعبنا صامدا يؤمن بحتمية الانتصار وانهاء الاحتلال وطرد الغزاة من ربوع هذا الوطن . لم نتردد يوما عن هذه الحقيقة ولم نشك ولو فى غفلة عن ان هذا الوطن هو وطننا من راس الناقورة الى رفح ومن النهر الى البحر وان اخطا البعض يوما وردد غير ذلك فان شعبنا كان مع الثوابت فى فلسطين التاريخية وحقنا فى كل حبة رمل من ترابها .
واليوم وقد انتهى عهد وجاء عهد فماذا نحن فاعلون ؟ واين ستتجه بوصلتنا ؟ من يتوقعون ترياقا ياتيهم من العراق اقول لهم انتم مخطؤؤن , وكما قال الزعيم الخالد بعد نكسة حزيران : ماا اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة , ولم يقف على ابواب الامريكان او الصهاينة ينتظر التحرير كما وقفنا مع الاسف . ولم يتنازل كما تنازلنا فى اوسلو وبعد اوسلو بل قال فى الخرطوم التى تطبع اليوم فى اول مؤتمر قمة بعد النكسة والهزيمة مخيمة على الامة : قال عبد الناصر : لا صلح , لا اعتراف , لا مفاوضات . قالها لانه كان يؤمن بهذا الشعب العظيم وبقى يعيد قواته تسليحا وبناء وخاض بعد اسابيع معارك راس العش وانتصر وكانت رسالة اننا فى طريق ازالة اثار العدوان وبدا فى حرب الاستنزاف ودخلت قوات الصاعقة فى اعماق سيناء تحقق الانتصارات وتسوق قوات الصهاينة كما تساق الاغنام الى سوق الجمعة . وكانت حرب الاستنزاف مقدمة لنصر اكتوبر والعبور الكبير . كان عبد الناصر يقول : القدس لنا وسنعود الى القدس . قلت من يريدون الانتظار من جديد على ابواب لامريكان والصهاينة سينتظرون كثيرا فلا بايجن ولا غيره سيعطينا قطعة من ارضنا واعتقد ان البعض من القيادات الفلسطينية اغلذين راهنوا على اوسلوا يدركون هذه الحقيقه , تنتصر الشعوب عبر التاريخ حينما تنتزع حقوقها وتفرض ارادتها هذه حقيقة دروس التاريخ عبر كل الثورات ولا اريد ان اعددها , وشعبنا الفلسطينى يدرك هذه الحقيقة ويسبق قياداته فى فهمها راينا ذلك فى انتفاضته الاولى وانتفاضته الثانية وابان الثورات الفلسطينية عبر مئة عام من النضال والمقاومة , ليس المطلوب الان ان نزداد شكوى واستنكارا وتبقى فضائياتنا تردد كل صباح ومساء اعتداءات الصهاينة على الارض والاهل والزرع قتلا ونهبا واسرا واذلالا ونسفا لبيوتنا وانتهاكا لحرمات بيوتنا وقرانا ومدننا . ليس هذا ما شمرت فصائلنا عن سواعدها من اجله وتعهدت ان تقوم به يوم تصاعدت المؤامرة الصهيو امريكية علينا وزادت اقتحامات الصهاينة لارضنا ومقدساتنا , تعهدتم امام الشعب ان تنهوا الانقسام ولم تكونوا صادقين , تعهدتم ان تلتقوا فى شوارع فلسطين تقاومون مقاومة كل الشعب , ولم تصدقوا القول , اصدرتم بيان رقم1 وكان بيانكم هزيلا دون معنى او قيمه , وبقى ابو مازن ينتظر خطاب حماس وهى تستقبل ملايين الدولارات على ايدى الموساد الصهيونى وتفسير ذلك انه مكافاة لغرضين : الاول استمرار التهدئة الطويله بين حماس والعدو الصهيونى والثانى : تحقيق مطالب العدو الثلاثى تركيا وقطر والعدو الصهيونى للابقاء على الانقسام وقد وفر هذا الثلاثى مطالبكم فى توفير الاموال التى تذهب الى جيوبكم والى مصالحكم ولا تذهب الى شعبنا الذى فقد الثقة بكم فالقيادات لا تدير مقاومة من قصور الرجعية واعداء الشعب والامة العربية .
شعبنا يا اشباه القادة فقد الثقة بكم وبوعودكم ونحن قد فقدنا الثقة بكم منذ زمن يوم قمتم بالانقلاب وكان الربيع العربى قد بدا فى قطاع غزه , وكنتم تعدون مع جماعتكم الاخوان المسلمين ان تكونوا الولاية الاسلامية فى فلسطين . وما زلتم تحلمون بتحقيق هذا الحلم فى وضع ايديكم على ما بقى من فلسطين حتى ولو وضعتم يدكم فى يد الصهاينة والامريكان .
انا ادعو شعبنا ان لا ينتظر هؤلاء حتى يحققوا ما وعدوه به فكانت وعودهم كاذبة هم ليسوا فى خندقنا , ولا يعنيهم حرية الوطن او انهاء الاحتلال , ما زالوا يلهثون وراء مصالحهم الشخصية والفئوية . لا بد من الصمود وتحالف كل الرموز الوطنية فىى هذا الوطن ومع الاحرار فى امتنا العربية وشعوب العالم التى تقف مع حقوقنا وصمود شعبنا . لا بد ان نصعد من مقاومتنا والتصدى للمستوطنين ونجسد مقاومة الشعب بمقاومة كل الشعب ونصمد فى وجوه هؤلاء المجرمين الصهاينه . لا بد ان ننتزع النصر ونفرض ارادتنا على حكام امريكا حتى يعترفوا بحقوقنا لا نفاوض من جديد , فالقوى يفاوض من مواقع القوة والانتصار كما فاوض الفيتناميون والجزائريون .
هذا برنامجنا فى العهد الامريكى الجديد : مقاومة كل الشعب صمود كل الشعب فى الوطن والشتات .
التحية لشعبنا , والنصر لامتنا

اخر الأخبار