فهمي: مقاربة أميركا لملف إيران والقضية الفلسطينية ستشهد تغيرات مع بايدن

تابعنا على:   14:39 2020-11-09

أمد/ القاهرة - سبوتنيك: توقع وزير خارجية مصر الأسبق نبيل فهمي، أن تشهد معالجة الولايات المتحدة الأميركية لملفات إيران وفلسطين والديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، تغيرات مع قدوم الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بادين رئيسا لأميركا.

وقال فهمي في تصريحات حصرية لسبوتنيك، إنه سيكون هناك اختلاف في التعامل مع الملف النووي الإيراني من قبل بايدن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب واصل "سياسة ممارسة الضغوط دون الصدام"، أما بايدن سيحاول أن يكون أكثر إيجابية تجاه إيران و"لكن لن نرى تحول سريع، لأن الجانب الإيراني أيضا أصبح يشك في مصداقية منظومة السياسة الأميركية وجدوى الاعتماد عليها، لذا فاستجابة إيران لأي تحرك من قبل الإدارة الأميركية الجديدة لن يكون سريعا".

وأضاف أن بايدن لن يكون سهلا عليه تغيير الموقف فيما يتعلق بإيران على وجه السرعة بسبب الوضع الأميركي الداخلي، "ترامب لم يدخل في صدام مباشر مع إيران، كذلك بايدن، إلا إذا تعرض بعض المواطنين الأميركيين لمخاطر، ترامب كان سيمارس ضغط ثم يسعى لصفقة، بايدن سيسعى لصفقة دون تخفيف سريع للضغط، ولا ننسى أن ترامب نفسه حاول التقاء الرئيس الإيراني في نيويورك قبل ثلاث سنوات بوساطة فرنسية، أي أن ترامب نفسه كان يسعى لصفقة مع إيران".

واعتبر أن التغيير الرئيسي في سياسة بايدن تجاه القضية الفلسطينية هو أنه سيسعى لإشراك الجانب الفلسطيني في التسوية وليس إهماله كما فعل ترامب، وأوضح "بالنسبة للقضية الفلسطينية سيكون هناك تغير بالتأكيد دون إلغاء ما تم، بمعنى، طرح ترامب بأنه يمكن تحريك الأمور دون إشراك الجانب الفلسطيني سيتغير، إدارة بايدن ستسعى إلى إشراك الجانب الفلسطيني في الطرح القادم، إنما يخطئ من يتصور أن بايدن يتبنى القضية الفلسطينية على حساب رصيده السياسي، أو أنه سيحاول التراجع عن خطوات اتخذها ترامب لصالح إسرائيل، مثل قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، وقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأوضح فهمي، أنه بالنسبة لقرار وقف دعم منظمة الأونروا "من الوارد جدا أن يغير موقفه منه، لأن هناك فرق بين التعامل الإنساني، والعامل السياسي فيما يتعلق بالجانب السياسي، الولايات المتحدة كانت لسنوات طويلة أكبر داعم مالي للأونروا، دون أن يترجم ذلك لدعم سياسي".

وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، أنه يعتقد أن بايدن سيتهم بالجانب الفلسطيني من المعادلة التفاوضية، لكنه لن يتراجع عن قرارات ترامب لصالح إسرائيل لأن هذا سيكون خصما من رصيده السياسي الذي يحتاجه "في ضوء انقسام سياسي في الداخل الأميركي"، داعيا إلى وجود فكر إبداعي وطرح متجدد حتى يجذب الجانب العربي أو الفلسطيني الجانب الأميركي لمسار المفاوضات ونجعله يتبنى مسار تفاوضي.

وأكد فهمي "هناك مسؤولية على عاتق الجانب العربي والفلسطيني، لأن هذه فرصة لتعديل المسار دون وضع بايدن في موقف لن يستطيع القيام به، بايدن لن يكون عربي أكثر من العرب، والحزب الديمقراطي عموما لم يكن أكثر ميلا للجانب العربي من الحزب الجمهوري دائما، ترامب هو الذي شذ عن كل هذا، ترامب سيكون قابلا لتبني حل الدولتين، ولكن المشكلة ستكون في اليمين الإسرائيلي، ترامب ليست مشكلته الإخلال بحل الدولتين، ولكن الإخلال بأسس عملية السلام، وهو أن الحل يجب أن يكون مبنيا على أساس إنهاء الاحتلال وكان على وشك إقرار ضم أراضي لإسرائيل، واعترف بضم الجولان لإسرائيل، وتحدث عن أي حل الأطراف وليس حل الدولتين، ثم اتخذ قرارات مخالفة للقانون الدولي بنقل السفارة الأميركية للقدس، بمعنى بدأ في هدم أسس عملية السلام، وهذا أخطر بكثير، مسألة رفض حل الدولتين مشكلة لدى اليمين الإسرائيلي وهو من يعرقل هذا الحل".

وفيما توقع فهمي أن يعلي بايدن من شأن قضية الديمقراطية والحريات في الشرق الأوسط، أكد أن الرئيس الديمقراطي المنتخب يخاطر بعلاقته مع دول المنطقة من أجل الديمقراطية، وأوضح "تعامل بايدن مع ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان سيختلف عن تعامل ترامب، ما سنشهده في المرحلة القادمة هو سعي بايدن لتأكيد اختلافه عن ترامب، وتبني سياسات مختلفة عنه، من ضمنها ما يتعلق بالشرق الأوسط، ولكن هذه خطوة تكتيكية وليست استراتيجية، أي أن التغير في العلاقة بالشرق الأوسط سيكون في بداية مرحلة بايدن، ولكن استراتيجيا، انخفاض اهتمام أميركا بالشرق الأوسط غير مرتبط بالرئيس ولكن مرتبط بتغير الاحتياجات الأميركية بالمنطقة، ولكن لأن أميركا دولة كبرى، لا يمكنها الاستغناء بالكامل عن المنطقة، سيتعامل مع المنطقة بإيجابياتها وعيوبها ولن يستطيع تجاهلها".

وأضاف فهمي "سنجد قضايا يعاد طرحها مجددا تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن لن تضحي أميركا بعلاقاتها مع الدول من أجل تلك القضايا، أتوقع أن يكون هناك توتر تكتيكي في ملفات الحريات وحقوق الإنسان، ولكن على المدى الاستراتيجي لن تضحي أميركا بهذه الدول، ويجب ألا نغفل أن أول من طرح فكرة تغيير الأنظمة كان الجمهوريين وليس الديمقراطيين، وترامب لا ديمقراطي ولا جمهوري، قدوم الحزب الديموقراطي بعد ترامب سيجعله يثير تلك القضايا لتوضيح اختلافه عن ترامب، ولكن لن دون أن يخاطر بعلاقات أميرا بالدول.

وبايدن كما أعرفه رجل سياسة منذ ما يقرب من خمس عقود، وهو بالأساس رجل عملي وليس أيدولوجي".

وهنأت القيادات في دول عديدة حول العالم الرئيس المنتخب جو بايدن على وصوله للمنصب الأعلى في الولايات المتحدة الأميركية، ومن بين تلك الدول إسرائيل وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من دول الشرق الأوسط مثل مصر والإمارات.

وأعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن، يوم أمس السبت ، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال إنه يتشرف بأن "اختاره الأميركيون لقيادة البلاد". وأضاف أن العمل الذي ينتظره رئيسا للبلاد "ليس سهلا"، مؤكدا أنه سيكون رئيسا لجميع الأميركيين.

اخر الأخبار