في ذكراه الـ(16).. عرفات "أيقونة النضال" يغادر جسداً ويبقى روحاً لدى الفلسطينيين

تابعنا على:   08:30 2020-11-11

أمد/ متابعة: تصادف يوم الأربعاء، الذكرى الـ16 لرحيل الشهيدة القائد والمعلم الأول ياسر عرفات أبا عمار، والذي اغتيل بوضع السم عن طريق الطعام. 

محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، سياسي فلسطيني لعب دورًا محوريًا في النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، وهو عضوٌ مؤسس في حزب فتح السياسي.

كان عرفات قائدًا سياسيًا فلسطينيًا ورئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية من 1969 إلى 2004 ورئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية من 1994 إلى 2004 .

من الناحية الفكرية، كان قوميًا عربيًا، وكان عضوًا مؤسسًا في حزب فتح السياسي، الذي قاده من عام 1959 حتى عام 2004. يُعتبر عرفات واحدًا من أهم الرموز في النضال الوطني الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي ومن الشخصيات العربية المحورية في الصراع العربي الاسرائيلي.

بدايات ياسر عرفات

وُلد في 4 آب/ أغسطس 1929 في القاهرة، والده تاجر نسيجٍ فلسطيني، ووالدته من عائلةٍ فلسطينية قديمة في القدس، توفيت عندما كان ياسر يبلغ من العمر خمس سنوات، وأُرسل ليعيش مع عمه في القدس، وما يذكره من طفولته أنه في صغره اقتحم الجنود البريطانيين منزل عمه بعد منتصف الليل وضربوا أفراد الأسرة وحطموا الأثاث.

بعد أربع سنواتٍ في القدس، أعاده والده إلى القاهرة، حيث كانت شقيقته الكبرى تعتني به وبأخوته، ولم يذكر عرفات والده الذي لم يكن قريبًا من أولاده، كما لم يحضر عرفات جنازة والده عام 1952.

في القاهر وقبل أن يتم عرفات السابعة عشر، عمل في تهريب الأسلحة إلى فلسطين لاستخدامها ضد البريطانيين واليهود. وفي سن التاسعة عشرة وخلال الحرب بين اليهود والدول العربية، ترك عرفات دراسته في جامعة الفؤاد (جامعة القاهرة لاحقًا) لمحاربة اليهود في منطقة غزة.

هزيمة العرب وإقامة دولة إسرائيل جعلته يشعر باليأس، إذ أنه طلب الحصول على تأشيرةٍ للدراسة في جامعة تكساس، واستعاد روحه واحتفظ بحلمه في وطنٍ فلسطيني مستقل، ثم عاد إلى جامعة فؤاد ليتخصص في الهندسة، لكنه أمضى معظم وقته كقائدٍ للفلسطينيين.

إنجازات ياسر عرفات

تمكن من الحصول على شهادته في عام 1956، وعمل لفترةٍ وجيزة في مصر، ثم أُعيد توطينه في الكويت، وكان يعمل في البداية في قسم الأشغال العامة، وقضى كل وقت فراغه في الأنشطة السياسية.

في عام 1958، أسس هو وأصدقائه شبكة فتح، وهي منظمةٌ شبه عسكرية تسعى إلى تفكيك إسرائيل واستبدالها بدولةٍ فلسطينية، كما أنّها شبكةٌ سرية من الخلايا السرية. بدأت في عام 1959 بنشر مجلةٍ تدعو إلى الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وفي نهاية عام 1964 م غادر عرفات الكويت ليصبح ثوريًا بدوامٍ كامل وينظم غارات فتح على إسرائيل من الاردن.

شغل عرفات منصب رئيس الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين من 1952 إلى 1956 ، وفي عام 1964 م أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية تحت رعاية الجامعة العربية، ضمت المنظمة عددًا من المجموعات التي تعمل جميعًا على إعادة فلسطين للفلسطينيين، وقد استخدمت الدول العربية سياسةً أكثر تصالحية من فتح، ولكن بعد هزيمتها من قبل إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 م، خرجت فتح من تحت الأرض كأقوى وأفضل تنظيمٍ للمجموعات التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية.

في عام1969 أصبح عرفات رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولم يعول على الدول العربية رغبةً منه في الحفاظ على الهدوء الفلسطيني. وجعلها منظمةً قوميةً مستقلة مقرها الأردن.

وضع عرفات منظمة التحرير الفلسطينية داخل دولة الأردن مع قواتها العسكرية الخاصة، لكن وبعد تكرر هجماتها على اسرائيل انطلاقًا من الأردن، قام الملك حسين بطردها من بلاده.

سعى عرفات إلى بناء منظمةٍ مماثلة في لبنان، ولكن هذه المرة قابلها الغزو العسكري الإسرائيلي، ولكنه أبقى على نشاط المنظمة عن طريق نقل مقرها إلى تونس، وكان بذلك قد نجا بنفسه وهرب من الموت من حادث تحطم طائرة، ونجا من أي محاولات اغتيال من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وتعافى من سكتة دماغية خطيرة.

كانت حياته ملؤها السفر والانتقال من بلدٍ إلى آخر لدعم القضية الفلسطينية، ودائمًا كان يحافظ على سرية تحركاته، حتى زواجه من سها طويل، وهي فلسطينية، بقي سريًا لمدة خمسة عشر شهرًا.

وكانت الفترة التي أعقبت طرده من لبنان سيئة بالنسبة له ولمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن دعمت حركة الاحتجاج (الانتفاضة) عرفات من خلال توجيه اهتمام العالم إلى المحنة الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون. وفي عام 1988 م جاء تغيير السياسة، ففى خطابٍ ألقاه فى دورةٍ خاصة للأمم المتحدة عُقدت فى جنيف في سويسرا، أعلن عرفات أن منظمة التحرير الفلسطينية تخلت عن الإرهاب وتدعم حق جميع الأطراف المعنية بالصراع فى الشرق الأوسط فى العيش بسلامٍ وأمن، بما فى ذلك دولة فلسطين واسرائيل وغيرها من الجيران.

وفي الفترة من 1983 إلى 1993، أسّس عرفات نفسه في تونس، وبدأ في تحويل نهجه من الصراع المفتوح مع الإسرائيليين إلى التفاوض، واعترف في عام 1988 بحق إسرائيل في الوجود وسعى إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لقد أصبح أفق التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل أكثر إشراقًا عقب انتكاسة منظمة التحرير الفلسطينية التي دعمت العراق في حرب الخليج عام 1991، فبدأت عملية السلام والمفاوضات بشكلٍ جدي، وشملت مؤتمر مدريد لعام 1991 واتفاقات أوسلو لعام 1993 وقمة كامب ديفيد لعام 2000.

وفي عام 1994 عاد إلى فلسطين، واستقر في مدينة غزة، وعزز الحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية، وشارك في سلسلةٍ من المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية لانهاء النزاع بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية.

شملت الاتفاقات أحكامًا للانتخابات الفلسطينية التي جرت أوائل عام 1996، وانتُخب عرفات رئيسًا للسلطة الفلسطينية. وكان أسلوب حكم عرفات يميل إلى الديكتاتورية أكثر من الديمقراطية، وعندما جاءت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية إلى السلطة في إسرائيل عام 1996، تباطأت عملية السلام بشكلٍ كبير.

في العام 1994، حصل كلٍ من عرفات وشمعون بيريز واسحق رابين الاسرائيليين على جائزة نوبل للسلام، وفي العام التالي وقعوا اتفاقًا جديدًا عُرف بأوسلو الثاني، وضع أساسًا لسلسلةٍ من معاهدات السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، وبروتوكول الخليل (1997)، ومذكرة واي ريفر (1998)، واتفاقات كامب ديفيد (2000)، و خارطة الطريق للسلام 2002.

حياة ياسر عرفات الشخصية

تزوّج عرفات من أمينة مكتبه سها الطويل، وهي فلسطينية مسيحية من عائلةٍ ثرية كانت تعيش في فرنسا. كان عرفات يبلغ من العمر 61 عامًا وهي في السابعة والعشرين من عمرها. كانت ثمرة الزواج ابنة وُلدت عام 1995، سمياها "زهوة". حاولت سها خلال زواجها ترك عرفات عدة مرات، ولكنه لم يسمح لها. فقد رأت زواجها من عرفات خطأً، وقالت سها أنّها تعرب عن أسفها للزواج وإذا أعطيت الخيار مرةً أخرى فلن توافق، لكنّها بقيت معه حتى وفاته.   أما من حيث ديانة ياسر عرفات ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية

وفاة ياسر عرفات

في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، أصيب عرفات بأعراض مزعجة، وتم نقله إلى باريس، فرنسا لتلقي العلاج الطبي، وتوفي في الشهر التالي في 11 تشرين الثاني / نوفمبر.

وفي السنوات التي انقضت منذ وفاته، تفاقمت نظريات المؤامرة المتعلقة بالسبب الحقيقي لوفاة عرفات، وكثيرون يحملون إسرائيل المسؤولية، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، أصدر باحثون في سويسرا تقريرًا يكشف فيه أن الاختبارات التي أجريت على رفات عرفات وبعض ممتلكاته تدعم النظرية القائلة بأن الزعيم الفلسطيني الراحل قد سُمم، وتشير الأدلة الواردة في التقرير إلى أن البولونيوم المشع - وهو مادة شديدة السمية - قد استُخدم.

حقائق سريعة عن ياسر عرفات

أصدر عرفات وخليل الوزير صحيفة شهرية اسمها "فلسطيننا - نداء الحياة" عام 1959.

حصل عرفات على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بعد توقيعه اتفاق القاهرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

تقول أرملته سهى عرفات إن الرئيس الفلسطيني الراحل كان يستمتع بمشاهدة "توم أند جيري".

وفق أرملته أيضًا، لم يحب عرفات الاستماع إلى أغاني أم كلثوم ولا الموسيقى بشكلٍ عام.

كان يعامل الفلسطينيين معاملةً أبوية، ورفض الزواج في شبابه كي لا ينشغل عن القضية الفلسطينية، وقد لقّبه الفلسطينيون بعد أن كبُر في السن بـ(الختيار).

اخر الأخبار