رسالتان ولا زالت الثالثة في الإنتظار

تابعنا على:   12:55 2020-11-26

عائد زقوت

أمد/  بعد سقوط ترامب وقرب انتهاء فترة حكمه التي اتّسمت بالعنجهية والغطرسة في جميع الاتجاهات، فمن موقفه من أوروبا وحِلف النيتو، مرورًا بالصين ثم الانسحاب من اتفاقيتي المناخ والتجارة العالمية وتعريجًا إلى الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل وضمّ الجولان، وصفقة القرن والضرب بالقيم السياسية والديمقراطية في الداخل الأمريكي والتي أذكت شعلة العنصرية والعرقية، فجميع هذه السياسات أشعلت العالم بأسره وبات يتطلّع إلى عودة الاعتدال للسياسة الأمريكية، وهذا الاعتدال المُتوخّى للحقبة السياسية الجديدة برئاسة بايدن انعكس على القضية الفلسطينية فبدأت الرسائل تأتي تباعاً على الرئيس عباس وأُولاها كانت من الحكومة الإسرائيلية التي تلتقط في العادة إشارات التغيير على السياسات الدولية في المنطقة وتتفاعل معها بأقصى سرعةٍ ممكنة، للحفاظ على مكتسباتها التي تراكمها يوما بعد يوم، فكانت الرسالة التي أرسلتها الحكومة الإسرائيلية بوساطة منسق المناطق الميجر جنرال كميل أبو ركن، تؤكد فيها استئناف إسرائيل لتحويل أموال المقاصة بناءً على الاتفاقيات الموقعة سابقًا وهذا يشير إلى عودة إسرائيل إلى ما تبقّى من الجزء السياسي الشكلي من اتفاقية أوسلو تمهيدًا للمتغيرات التي قد تطرأ على السياسات الخارجية الأمريكية في المنطقة ولركوب محطة المفاوضات من جديد وهذه الرسالة ليس لها علاقة بالانتصار أو بالانكسار فلا يوجد داعٍ للتقليل أو التهويل من هذه الرسالة التي تؤكد أنّ دولة الاحتلال تعرف دائمًا من أين تؤكل الكتف .

وثاني الرسائل صدرت من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أثناء مشاركته في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والذي يُعنى بدعم المواقف الإسرائيلية في المنطقة، حيث دعا في رسالته الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى إعادة بناء الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ثم كرر طرح رؤيته السابقة بإيمانه بضرورة التعايش مع الفلسطينيين من خلال دولة واحدة لشعبين أو دولتين فلسطينية و أخرى اسرائيلية أو اتحاد كونفدرالي، وفي سياق هذا الطرح يجب ألا نذهب بعيدًا في تأويل وتحليل هذه الرؤية على أن هناك تغيير استيراتيجي طرأ على الموقف الإسرائيلي تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن هذه الرسالة لها أهمية بالغة ليس لكونها صدرت عن أحد ذهاقنة اليمين الإسرائيلي أو قبوله بمبدأ الدولة التي لم يتطرق إلى أهم أبجدياتها و هي الحدود للدولة الفلسطينية أو لدولتهم المزعومة التي لا حدود رسمية لها منذ إنشائها ولكن أهميتها تنبع من قناعة المحتل المطلقة أنه لا مستقبل له ولا أمان ولا سلام ما دام الشعب الفلسطيني لم يتمتع بحقوقه المشروعة على أرضه .

أليس من الأوْلى أن تلتقط الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس إشارات التغيير وتبادر بإرسال رسالةٍ إلى الرئيس عباس حرصاً على الإنسان الفلسطيني وعلى التراب الفلسطيني واحتراماً للتضحيات الجسام ولدم الشهداء، مفادها طيّ صفحة الخلافات والاختلافات والانطلاق و الالتفاف حول الحد الأدنى الذي يضمن وحدة الشعب الفلسطيني والتخلي عن إعلان الحرب وكأننا جوَقة نتصدّى لبعضنا ونهدر قوتنا، لِمَ هذا العداء المستحكِم من خوالج الأنفس وكأنكم في ميدان معركةٍ قادتها كما تتصورون ملائكة امام شياطين .

كلمات دلالية

اخر الأخبار