فيدرالية الإمارات

الإمارات فيدرالية الدولة الواحدة

تابعنا على:   20:13 2020-12-05

د. ناجى صادق شراب

أمد/ اليوم فيدرالية الإمارات بعد 49 عاما أقرب إلى نموذج الدولة الواحدة بما حققته من إنجازات على مستوى البنية السياسية للدولة ، والبنية المجتمعية ، وبخلق مكونات ومؤسسات الدولة الواحدة ، وأهمها القيادة الواحدة بما يمثله المجلس الأعلى ورئاسة الإتحاد من إطار مؤسسى لصنع القرار والسياسة العامة . والركيزة الثانية التي تقوم عليها نجاح الدولة في خلق المواطن الإتحادى بهوية إتحاديه تجب ما دونها من هويات دون أن تلغيها لتخلق نموذجا من الهوية الجامعة. وتمتين اللحمة الوطنية القوية التي يعبر عنها بالعديد من المناسبات الوطنية ،ويأتي على راسها وقمتها اليوم الوطنى لدولة الإمارات، ويوم العلم الوطنى ويوم الشهيد. وغيرها من المناسبات الوطنية التي تعمق مفهوم الوطنية والمواطنة الواحدة.والركيزة الثالثة توسيع دائرة المشاركة السياسية وتوسيع مجالات المساهمة العامة في صنع حاضر ومستقبل الدولة ، وهذه المشاركة أحد أهم إنجازات القيادة الرشيدة ومن شأنها أن تشعر المواطن ان هذا الإتحاد ملك للجميع ومنافعه تعود للجميع، وهذه خاصية خاصة بالنموذج الفيدرالي الإمارات الجمع بين المنفعة العامة والخاصة وهى التي تفسر لنا الحرص على هذا الإتحاد والدفاع عنه وتعميق الولاء والإنتماء له ، بما شكله من إطار لهوية المواطن الذى بات يعرف عالميا بهوية دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا يذكرنا بالنماذج الفيدرالية ألأخرى كالنموذج ألأمريكى وما يعرف ببوتقة الإنصهار الأمريكي اى صهر كل المواطنيين في بوتقة واحده. هذا ما نره في دولة الإمارات وما شكلته من بؤرة إنصهار سياسية حققت درجة عالية من الإندماج الكامل بين مواطني الدولة حولتهم لمواطنه واحده في دولة واحده، من ناحية أخرى في تحقيق التكامل بدرجة غيره مسبوقة في أي نموذج فيدرالى آخر تنفرد به دولة الإمارات في التكامل بين أكثر من مائتى جنسية تعمل فى دولة الإمارات وتربطهم بها عوامل الإرتباط والحفاظ على الدولة ، وهذا ما عبر عنه تصريح سمو الشيخ محمد بين زايد للمواطن والوافد بقوله لا تشيلوا هم انتم في دولتكم.والخاصية الأخرى التي تقوم فيدرالية الإمارات عليها أنها لم تفرض بالقوة وألإكراه وإنما بالإقناع والإقتناع والتوافق ،وان لا بديل للإتحاد إلا الإنقسام والضعف والفشل، وهذا ما يفسر لنا إستمرارية الإتحاد عبر 49 عاما من الإنجاز ، الكل يتفانى ويتنافس من أجل الإتحاد، فعلى مدار هذه السنوات لم نسمع عن أى محولة للخروج من الإتحاد، ولا بإنشقاقات داخليه كما رأينا في أكبر النماذج في العالم كالنموذج ألأمريكى ، وما يحدث اليوم في الولايات المتحده من تفسخ مجتمعى ، وفى الهند من بروز قوى للشعبوية والقومية الهندية الجديدة. في الإمارات البديل لذلك التسامح والتعايش المشترك وخلق ما يعرف بروح ألأمة الواحده "النحن" وليس ال "انا". ولعل ما ساهم في هذا الإحساس الوطنى ما زرعه المؤسس الشيخ زايد وأخيه الشيخ راشد من مبادرة وقدوة لباقى الحكام ، واليوم تشكل هذه الثنائية في الحكم في إطار من الجماعية إطارا مميزا لفيدرالية الإمارات . كان بمقدور الشيخ زايد بحكم رئاسته لأكبر إمارة مساحة والأغنى نفطا ان يؤسس لدولة مستقله على غرار الدول الخليجية الأخرى البحرين وقطر ، لكنها رؤية القيادة المؤسسة ،وهذا ما يذكرنى دائما برؤية المؤسسون الفيدراليون في أمريكا او ما يعرف بالإتحاديون في مواجهة الكونفدراليون الذين يسعون للإنفصال. عرف ماذا يعنى الإتحاد وماذا يعنى الإنفصال. وعرف حجم التحديات والتهديدات التي كانت وقتها كفيله بإفشال الوليد الإتحادى ، أطماع
إيرانيه تمثلت في إحتلال الجزر الثلاث، وفى التنافس على المياة الدافئة , وعظمة هذه القياده كيف نجحت في ان تحول الجغرافيا لدافع قوى في قيام الإتحاد وإستمراره وتمتينه . وبقى العامل المهم الإنجاز الإقتصادى والتنمية ورفاهية الموطن وفرص التنمية المتساوية والمتكافئة بين الإمارات ، فالإنتقال من إمارة لأخرى لا يشعرك بان هناك فوارق ، كلها تشكل وحده واحده سياسيا وتنمويا. واليوم تبرز هوية الدولة في شتى المجالات داخليا وإقليميا وعالميا من خلال الجواز الإماراتى الذى تعترف به كل العالم، والتمثيل الدبلوماسى والتواجد في كافة المنظمات الدولية والإقليمية وفى الحضور الإنسانى . وهذا الإتحاد ما كان يستمر لولا منظومة القيم التي تشكل الأساسس القوى لأى بناء بشرى ، قيم التسامح والحوار والتعايش والسلام والتي تعبر عنها في العديد من الصور، فبات إتحاد الإمارات معروفا بخاصيته هذه التي تميزه وتوفر له مقومات الإستمراريه والديمومة ومن اهم سماته المرونة السياسية ، فهو ليس نموذجا متشددا صلبا ، بل يرعى الفروقات من إمارة إلى أخرى ويشجع على التنافسية والمقارنة والإبداع بينها. و وأخيرا نموذجا يقوم على الجمع بين كل مقومات النجاح من قياده ومؤسساتيه وهوية وطنية وتنموية مستدامه، ليتحول النموذج إلى حالة من التوالد ذاتى الإتحاد يولد الإتحاد والقوة تولد القوة لتصبح الإمارات حقيقة سياسية عابرة للجغرافيا والزمن ولتتحول لحقيقة فضائية ,

كلمات دلالية

اخر الأخبار