آخر هرطقات نتنياهو: اتفاق سلام مع كُردستان العراق؟

تابعنا على:   17:25 2021-01-10

محمد خروب

أمد/ لا تمنع الأزمات المُتدحرجة التي تعصِف برئيس حكومة العدو الصهيوني, العنصري المتغطرس نتنياهو, من الذهاب بعيدا في صلفه (اقرأ وقاحته), ومحاولة زرع المزيد من الأسافين والألغام في الجسد العربي المُنهك والمُثقل بالمشكلات والأزمات البنيوية, المتأتية في معظمها من قصور في خيال معظم السياسيين، ناهيك عن علاقاتهم المُفخّخة بانعدام الثقة والشكوك, والرغبة المتزايدة لدى بعضهم بالإبقاء على خلافاتهم بهدف التخفّف من أعباء الالتزام الوطني والقومي, ومُغازلة قوى معروفة بعدائِها للعرب قومية وثقافة وحضارة, ما بالك إذا ما اقترنت ?لعروبة بالإسلام, الذي يتعرّض لحملة تشويه وكراهية غير مسبوقة, حتى بات شعار «كُل من يُؤدّي خمس صلوات... إرهابي», مرفوعاً في عواصم غربية عديدة. لم يسبِق أن تعرّض دين سماوي أو أتباعه, لحملات شيطنة وتحريض.. كهذه.

ما علينا..

نتنياهو الذي يُواجه انتخابات مَصيرية في آذار القريب، يُواصل الاستثمار في ما أحرزه من اختراقات واظبَ على وصفها بالتاريخية, على صعيد علاقات تل أبيب بدول في الإقليم وخارِجه, زعمَ أخيراً أنه «زار عدداً من الدول العربية والإسلامية سِراً», ليس فقط لزرع المزيد من الشكوك والريبة بين العواصم العربية والإسلامية, بل لرفع مستوى شعبيته وحزبه الفاشي الليكود، واندرجت كذلك زياراته لبلدات ومدن في الداخل الفلسطيني وسط حراسات وإغلاقات أمنِية مُشددة, دون تنسيق مع رؤساء بلدياتها في استعراض عنصري مَقيت, ولكن بِتزلّف فظّ, إذ ذه? ومعه لقاحات ضد كورونا طمعاً في نيل أصوات فلسطينية, علّها تُعوِّض النزفَ المُتواصل في شعبيته/ والليكود, ولكن استطلاعات أعقبت زياراته أكدّت أنه سيحوز على «صفر» أصوات.

أكثر هرطقات نتنياهو المُثيرة للاشمئزاز, هي ما كشفها موقِع (4040) العِبري، إذ أكّد المَوقِع أن نتانياهو أشار خلال سؤاله عن توقيع «اتفاق سلام» بين بلاده والأكراد (إقليم كردستان/العراق) بالقول: «لا أستطيع التوسّع في الأمر، لقد زُرتُ أخيراً دولاً عربية أخرى, ومثلما لم أستطع القول قبل وقت عن أي دولة عربية طبَّعت معنا لاحقاً، فلا يُمكنني الإشارة الآن إلى ذلك».

تَضُجّ بالمُراوغة إجابة نتانياهو... المُلتبِسة هذه. لكن..هل ثمَّة «احتمال» لخطوة كهذه مِن قِبل كُرد العراق؟.

بالتأكيد ليس وارداً... بل هو أَقرب إلى المستحيل في المَدييْن القريب والمتوسط. ليس فقط من وجهة نظر تحليلية بقدر استناد «جَزمِي» هذا, إلى تجربة ومعرفة شخصية مباشرة وحثيثة, بما جرى ويجري في كردستان العراق وحقيقة مواقف قواه السياسية والحزبية والشعبية. وكثيراً ما ناقشنا «مُعضلة» كهذه مع القوى الوازنة والفاعلة في كردستان العراق, والعلاقات التي اقاموها منذ ستينيات القرن الماضي مع دولة العدو. وقيلت حقائق وتبريرات وتفسيرات وقناعات, وأُخرى قيل انها جاءت رداً على محاولات طمس وإلغاء الهوية القومية الكردية. وهو أمر بات الآن محسوماً في العراق ولدى الكرد، ليس بعد الغزو الأميركي/البريطاني/الأطلسي, ولكن ضمن قراءات جديدة لمشهد عراقي آخذ في التبلّور, وإن كان لم يستقِر بعد لكنه قطعَ شوطاً لا بأس به, وخصوصاً لدى كرد العراق الذين استفادوا كثيراً وعميقاً من دُروس وعِبَر تجربة/مُغامرة... إستفتاء 25 أيلول2017.

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار