أمد/ تل أبيب: قال جدعون ساعر المنشق عن حزب "الليكود" الإسرائيلي، إنه "في وضع أفضل من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو لإجراء حوار فعال وحقيقي مع الرئيس المنتخب جو بايدن وإدارته"، معتبرا أنه "يمتلك أدوات لتجنُّب ما يبدو مسارا تصادميًّا مع إدارة الرئيس الأميركي المقبل. كما أكّد موقفه الرافض لقيام دولة فلسطينيّة".

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ساعر، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، والتي وجّه خلالها انتقادات لاذعة لنتنياهو، متّهمًا إياه بتحويل حزب الليكود، إلى حزب "يدور في فلكه" بينما يواجه محاكمة فساد.

يعتبر ساعر من بين جحافل النقاد الذين يعتقدون أن إسرائيل تنجر إلى انتخاباتها الرابعة خلال عامين فقط بسبب مشاكل نتنياهو القانونية وشخصيته الخلافية. 

ويعد ساعر المنافس الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ويبدو أنه يعتمد على سمعته كباني جسور لتدارك الخلافات الحتمية التي قد تنشأ، سلوكه وأسلوبه مختلفان بشكل صارخ عن أسلوب نتنياهو. 

واتهم ساعر، نتنياهو بخلق "عبادة شخصية" - وهو مصطلح كرره يوم الخميس لوصف أولئك الذين يدعمون بشكل أعمى ادعاءات نتنياهو بأن محاكمته بتهمة الفساد هي مؤامرة. 

ورغم ترحيبه بذلك التقارب بين الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وإسرائيل، إلا أن ساعر أقرّ بأن علاقات نتنياهو الوثيقة مع ترامب، أدّت إلى نفور العديد من الديمقراطيين، وتعهد باستعادة الدعم التقليديّ من الحزبين الأميركيين لإسرائيل.

وأضاف: "أحترم مساهمات ترامب لإسرائيل، لكن لا يمكنني التماهي مع نزع شرعية عن العملية الانتخابية الديمقراطية ونتائجها".
 
وقال: "أعتقد أنني في وضع أفضل من رئيس الحكومة، لإجراء حوار فعاّل وحقيقيّ مع الرئيس المنتخب جو بايدن وإدارته".

وأوضح، إنه سيسعى إلى حوار قائم على الاحترام المتبادل لضمان عدم تطوير إيران مطلقًا لقنبلة نووية، مضيفا:"سيتعين علي التعامل مع الواقع السياسي لعام 2021"، مضيفا: "سأفعل ذلك أفضل بكثير من أي شخص آخر."

واعتبر أن الحوار بالغ الأهمية نظرًا للخلافات العميقة بين إسرائيل وبايدن، الذي يخطط للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتبني نهج أكثر توازناً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وساعر الذي يعتبر من أشد المناصرين لإقامة مستوطنات في الضفة الغربية ويرفض فكرة تجميد البناء ويفضل مخطط الضم ، أكد أنه لن يوافق أبدًا على قيام دولة فلسطينية مستقلة تشمل إزالة المستوطنات.

وقال: "أعارض قيام دولة فلسطينية في قلب وطننا... أعتقد أنها لن تجلب السلام وسيقوّض قيامها الاستقرار والأمن في المنطقة".

ومن شأن هذه المواقف، أن تدخل ساعر في خلاف مع بايدن، الذي يعارض بناء المستوطنات، ويفضّل حلّ الدولتين.

وأوضح ساعر، أنه يرحب بموافقة نتنياهو على تعليق خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة كجزء من اتفاق العام الماضي لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة.

وأشار إلى أنه سيحترم هذا التعهد إذا تم انتخابه- إذا تم انتخابه- فمن المرجح أن يكون أول اختبار كبير لساعر مع إدارة بايدن هو القضية النووية الإيرانية.

في حين أن نتنياهو هو خطيب مثير للجدل، فإن ساعر المحامي من خلال التدريب، يتحدث بشكل منهجي، وغالبًا ما يتوقف للعثور على الكلمة الصحيحة. حيث اكتسب نتنياهو شهرة في أسلوب الحياة المترفة.

ولكن كما هو الحال مع العديد من شخصيات الليكود الصاعدة بسرعة ، فقد اختلف في النهاية مع نتنياهو. 

يعتقد ساعر الذي وصف نفسه بأنه براغماتي، أنه يستطيع إيجاد أرضية مشتركة كافية لتشكيل ائتلاف بديل.  

جدعون ساعر 54 عاما، دخل السياسة الإسرائيلية عام 1999 كسكرتير للحكومة خلال ولاية نتنياهو الأولى.

وكان قد أخذ استراحة من السياسة في عام 2014 ليقضي بعض الوقت مع زوجته الجديدة ، المذيعة التلفزيونية جيولا إيفن ، وأطفالهما. 

وعاد ساعر في عام 2019  لكن لم يبدُ أنه يصلح علاقاته مع نتنياهو. في وقت لاحق من ذلك العام، هزمه نتنياهو في تصويت قيادة الحزب، وحصر ساعر في المقاعد الخلفية. منذ انشقاق حزب الليكود وإطلاق حزبه "الأمل الجديد" الشهر الماضي، ولم يخف ساعر أن معركتهما شخصية. 

وشغل مناصب وزارية رفيعة المستوى بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في عام 2009.