آخر هديتين أمريكيتين لإسرائيل!

تابعنا على:   23:32 2021-01-20

توفيق أبو شومر

أمد/ هديتان أمريكيتان قدمتهما إدارة، ترامب إلى ملكة جمال العالم (إسرائيل) قبل أن تُغادر هذه الإدارةُ البيتَ الأبيض بساعات قليلة!

للأسف لم تتوقف وسائل الإعلام كثيرا عند الهديتين، ولم تُبرزا في وسائل الإعلام كخبرٍ رئيس، لكثرة الهدايا والرشاوى المقدَّمة لإسرائيل، يبدو أن عدم إلقاء الضوء الإعلامي الساطع عليهما لم يكن بمحض الصدفة، بل كان مقصودا حتى لا تُتهم إسرائيل بأنها كانت هي المعشوقة الوحيدة لإدارة ترامب!

الهدية الأولى، قدمها قائد الجيش الأمريكي، رئيس البنتاغون، فرانك ماكنزي بالنيابة عن، ترامب، وهي تبدو وكأنها ليست هدية، وإنما هي (إعادة تقييم) لمسؤولية ومهام وزارة الجيش الأمريكي؛ نصَّت الهديةُ على (تغيير مركز إسرائيل الحربي عند البنتاغون) فبعد أن كانت إسرائيل مُغفلة (إعلاميا) من الحلف الأمريكي في الشرق الأوسط الذي يضم دولا عربية وأسيوية وإسلامية، بحجة أن وجود إسرائيل في الحلف الأمريكي الشرق أوسطي كان سيُثير العرب والمسلمين المنضوين تحت لواء البنتاعون! فقد أصدر البنتاجون قرارا في آخر الساعات المتبقية لحكم، ترامب، بمُقتضَى ُهذا القرار فإن إسرائيلَ تصبح عضوا رئيسا في هذا الحلف، والحُجة هي أن إسرائيل أزالت العداوة بينها وبين حلفاء أمريكا بعد توقيع اتفاقية، أبراهام! حينما تُصبح إسرائيل عضوا في الحلف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، فإن هذا سيُتيح لها تلقي المساعدات العسكرية والمالية، وتنفيذ التدريبات المشتركة، ويسمح لها عقد اتفاقات عسكرية مع دول الحلف! أما عرَّاب هذه الهدية هو رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، مايكل ماكوفسكي!

أما الهدية الثانية، فقد حدثت في القدس في مقر السفارة الأمريكية، يوم الاثنين، 18-1-2021م، وكان عرَّاب هذه الهدية، هو سفير الاستيطان، ديفيد فردمان، هذه الهدية هي ترسيخ لاعتراف أمريكا بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة إليها، أما موضوع الهدية فهو الحفريات الأثرية، في، غفعاتي باركنغ، في القدس، حيثُ اكتُشف موقع أثري يرجع إلى القرن الثالث الميلادي، في مساحة دونمين ونصف، في عصر الملكة، هيلانة، والدة الملك قسطنطين، حيث جرى اكتشاف موقع مدينة داود، كما يزعمون، واكتشفوا عملات معدنية وذهبية، ووحدات للوزن، اكتشفوا أيضا آثارا إسلامية في المكان نفسه!

نظم فردمان احتفالا في مقر السفارة، ليس لوداعه كسفير للاستيطان فوق العادة، وإنما لتقديم آخر هدية لإسرائيل، وهي: دمج، (مدينة داود) ضمن التراث اليهودي المسيحي الأميركي وترسيخها في (لجنة حفظ التراث الأمريكي خارج أمريكا) والتي يرأسها، باول باكر. لخدمة التيار المسيحاني الصهيوني!

باول باكر، عينه، ترامب كرئيس للجنة التراث خارج أمريكا، يوم 30-10-2017م وادَّخره ليقدم الهدية الأخيرة في مقر السفارة الأمريكية الجديد في القدس، حيث حلَّ ضيفا على نظيره، فردمان لكي يمنح (مدينة داود) القدس شهادةً تُثبت أنها موقعٌ أثريٌ أمريكي إسرائيلي مشترك، يُعزز الروابط بين البلدين، مما يزيد عدد السائحين إليها باعتبارها موقعا مقدسا، ليس لليهود فقط، بل لمسيحيي أمريكا أيضا! قال فردمان في هذا الاحتفال:

"كنتُ دائما أتساءل؛ ما الآثار المُلهمة لآبائنا الأمريكيين والتي تقع خارج أمريكا؟، إن إلهام آبائنا الأمريكيين المؤسسين لأمريكا جاء من هنا، من مدينة داود"

أما، باول باكر، قال: "ها نحن نمنح هذا الاعتراف لمدينة داود، ضمن مسؤولياتنا التراثية الأمريكية، لكي يتذكر كلُّ مَن يقرأ هذه الشهادة قيمَ اليهود المسيحيين، فعلى هديها أسس الآباء الأمريكيون وطننا، هذه هي الوصية الحية الباقية للأجيال القادمة"!

أخيرا، سنظل نغفو على وقع القول المأثور: " أعطى مَن لا يملك وعدا لمن لا يستحق"!

اخر الأخبار