واشنطن بوست: ويلات بايدن في الشرق الأوسط تتراكم

تابعنا على:   20:09 2021-02-17

أمد/ واشنطن - وكالات: يبدو أن الحمولة الداخلية الثقيلة التي تشغل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الرئيس جو بايدن، جعلت منطقة الشرق الأوسط تفلت منه وتستبق المهلة التي كان منحها لنفسه ليصوغ استراتيجية جديدة.

بهذا المنظور عرضت صحيفة واشنطن بوست، يوم الأربعاء، مشهد الشرق الأوسط من واشنطن، كما تعاملت معه الإدارة الأمريكية الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية، تعاملا وصفه محررها للشرق الأوسط، إحسان تحرور، بأنه خرج عن السياق المرسوم واستعجل إعادة تدوير المستهلكات الموروثة من عهد أوباما.

مشاكل بايدن في الشرق الأوسط تتزايد

وتحت عنوان ”ويلات بايدن في الشرق الأوسط تتراكم بالفعل“، قال التقرير إن المشاكل الداخلية لإدارة بايدن تملأ يديها، فهي تكافح جائحة الكورونا، وتحاول تمرير فاتورة تحفيز كبيرة وتتحسب لأحدث موجة من تغير المناخ، حيث تسبب الطقس البارد القارس في تكساس بتعطيل شبكة الكهرباء في الولاية وترك الملايين بدون كهرباء.

لكن المشاكل تتصاعد في أماكن أخرى، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث يسعى الرئيس بايدن إلى إعادة ضبط السياسة الأمريكية، فخلال حملته الانتخابية، شجب بايدن وحلفاؤه حملة ”الضغط الأقصى“ التي شنها سلفه ترامب في المنطقة، لكن تنفيذ الوعود الانتخابية معروف أنه يكون صعبًا عندما تصل السلطة، وقد أظهرت الأحداث في الأيام الأخيرة أن فترة السماح التي كان البيت الأبيض يأمل بها في الشرق الأوسط، للخروج من إرث ترامب، انتهت بالفعل.

نماذج من نهج بايدن في المنطقة

وأعطى التقرير أمثلة من العراق وإيران واليمن والخليج ومصر، تُبيّن خروج الأمور من يد إدارة بايدن وانكشاف ارتباك سياساته أو عدم اتساقها.

مساء الإثنين الماضي سقط وابل من الصواريخ بالقرب من منشأة أمريكية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، وأسفر الهجوم، الذي تبنته ميليشيا شيعية عراقية مرتبطة بإيران، عن مقتل مقاول واحد على الأقل غير أمريكي وإصابة خمسة متعاقدين أمريكيين، ونأت طهران بنفسها عن الضربة، بينما قال مسؤولون من بايدن الثلاثاء إنهم ما زالوا يعملون مع زملائهم العراقيين لتحديد أصول الهجوم، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جين بساكي، إن الرئيس يحتفظ بالحق في الرد في الوقت والطريقة التي نختارها.

وأضاف التقرير أن الميليشيات الشيعية العراقية، التي يُنظر إليها على أنها وكلاء لإيران، لديها سجل طويل ومروع من العنف داخل بلادهم، حيث يُزعم أنها تستهدف السياسيين والنشطاء المعارضين، لقد عملوا أيضًا كرافعة في لعبة الظل للجمهورية الإسلامية ضد الخصوم الإقليميين. تصرفاتهم الآن تجعل جهود بايدن الدبلوماسية الصعبة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران أكثر صعوبة.

وبنفس الوقت، يبدو أن الوقت ينفد أمام إدارة بايدن؛ فقد أبلغ الإيرانيون وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها ستقيد وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع النووية الإيرانية بحلول الأسبوع المقبل إذا لم يتم رفع العقوبات الأمريكية الكبرى.

سياسات الضعف والاسترضاء

وتنقل الواشنطن بوست عن منتقدي بايدن المتشددين في واشنطن قناعتهم أن ما تفعله الإدارة الجديدة، عمليًا، هو ”إعادة تدوير مخلفات عهد أوباما من تفلّتات الاسترضاء والضعف“، فقد ألغت إدارة بايدن تصنيف إدارة ترامب للمتمردين الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية، على أساس أن القائمة جعلت الجهود الإنسانية في البلاد أكثر صعوبة، كما أعلن بايدن انتهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب ضد الحوثيين.

وفي المقابل رد الحوثيون الأسبوع الماضي بضربة صاروخية على الأراضي السعودية أدت إلى اشتعال النيران في طائرة ركاب مدنية، بحسب التلفزيون السعودي، وحذر مسؤولو الأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن هجوم الحوثيين المستمر على منطقة مأرب الغنية بالغاز يهدد بنزوح ما يصل إلى مليوني شخص.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن ”هجوم الحوثيين على مأرب عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام أو بإنهاء الحرب التي ابتلي بها الشعب اليمني“، في نفس الإحاطة، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، للصحفيين إن الولايات المتحدة ”لديها طرق لتوصيل الرسائل إلى الحوثيين، ونحن نستخدم هذه القنوات بقوة“.

وعرضت الواشنطن بوست نموذجا آخر من ضعف إدارة بايدن بالذي تصنعه من تحديات جديدة عند التعامل مع الحلفاء التقليديين في المنطقة، مثل السعودية وإسرائيل ومصر، بذريعة “ إعادة ضبط العلاقات“.

ونقلت الصحيفة قناعات معارضي بايدن في واشنطن بأن ما يفعله الآن في الشرق الأوسط، هو إعادة تدوير مستهلكات “ الضعف والاسترضاء“ التي حملها من عهد باراك أوباما.. مع فارق ضعف أمريكي يتمثل بهجمات إيرانية تربكه في مختلف الساحات، فيما هو (بايدن) يستعدي الأصدقاء والحلفاء بدعاوى حقوق الإنسان.

اخر الأخبار