الدوّامة

تابعنا على:   12:18 2021-02-24

د. ناصر اللحام

أمد/ والدوّامة تسحب الجميع الى تحت.

كما في الطبيعة، كما في البحر. فان وجود تيارات مياه مختلفة الاتجاهات ووجود صخور في طريق الماء يؤدي الى نشوء دوامات تلف فيها المياه حول نفسها وتسحب الاقل كثافة الى القاع .
في المجتمع أيضا. ان وجود تيارات سياسية مختلفة وقوية تسير بعكس اتجاهاتها يخلق دوامات اجتماعية وسيكولوجية تسحب الجميع الى تحت.

الدوّامة ظهرت على سطح المجتمع الفلسطيني منذ خمسة عشر عاما. دوّامة قوية وكبيرة ومسلحة ومعها مال وعتاد ورجال واعلام ودول وقوى. وقد سحبت كل من واجهها وأضعف منها الى تحت. سحبت الاعلام والقضاء والاقتصاد والامن والجامعات والنقابات والافراد والعشائر والمنظمات وحتى التحالفات، سحبتها الى القاع.

الدعوة للانتخابات المزمعة. تبدو مثل دعوة لسحب نفس عميق والغوص مع الدوّامة الى تحت من اجل الخروج منها ومن اجل الهروب عنها.

لا يبدو هناك خيارات سهلة. ولكن هناك اسئلة قهرية: هل نستطيع الغوص مع الدوّامة لأجل الخروج منها؟ وهل نريد الخروج منها اصلا؟

بات كل شي يلف حول نفسه، وبات الجميع يلف حول الدوّامة وبداخلها.
يلف المجتمع الفلسطيني ويصرخ راغبا في الخروج من الدوّامة. ولكن كل شي يتحرك وبسرعة. وكل شيء بات داخل هذا القمع السخيف.
الرغبة لوحدها لن تكفي. المعرفة هي التي ستقرر.

كلمات دلالية

اخر الأخبار