في بلادي.. متناقضات تخلق صراعات

تابعنا على:   20:30 2021-02-28

علاء مطر

أمد/ حين كبرنا عرفنا أن أحلامنا وخطط مستقبلنا مأخوذة بتصرّف من الكتب والروايات، حاولنا.. تعثرنا.. سقطنا.. ولم ينتهِ المطاف، نحاول تعبيد الطريق، نمشي على جمر الأيام، نتعلق بالهواء، نسافر بمخيلتنا، حلّقنا وجُبنا جميع الدول، ونحن في الحقيقة نقف حيث كتب لنا القدر "مكاننا"، لا شيء يتغير سوى أيامنا تمضي، روتين الحياة يقتل فينا يوما بعد يوم شغفنا ومحاولاتنا، التي تتوقف مرات ونعيدها أخرى.

في بلادي، لا شيء قابل للمنطق، تجد طالب يحمل شهادات عليا يبيع على عربة للمشروبات الساخنة، يسلمه موظف حكومي ربما يحمل الشهادة الثانوية فقط "وإن كان يحملها أصلا"، إخطار إزالة للحفاظ على المظهر العام، وفي الوجه الآخر تجد موظفا هو وزوجه يشكوان الفقر، في حين أن دخله لا يتعدى الدولار يوميا فيحمد الله ويقول مستورة، ولو بحثنا في التفاصيل ستجد جميع المتناقضات تتجمع في بلادي.

في بلادي، مؤتمرات يحرصون فيها على عدد سكان القطاع، يظهرون حجم الخطر الذي يحدق بالمجتمع، يستعطفون العالم الخارجي لكسب الدعم، ويبقى المواطن ينتظر فرصة في العيش، كان حاضرا في تعدد السكان، وغائبا في توزيع الفرص، كان السؤال منذ سنوات محيرا، حتى اتضحت سبل الرؤية، وأيقن المواطن أنه مجرد سلعة يتاجر بمعاناته تجار الوطن.

في بلادي، لم يكن يوما مشاهد الطفولة هي التي تقف عليها محطات ذاكرتنا، ولكنها الأهم، نحاول اجتيازها قليلا، ووضعها جانبا، نفتش في تفاصيل السنوات الأخيرة، نختار صورة أو مشهدًا، جميعها توقظنا من غفلتنا وتصدمنا، نلعن الواقع، ونضرب كل قواعد علم نفس النمو، التي تشعرنا بأن كل ما جرى لنا في سنواتنا الماضية قابل للنسيان والشطب.

في بلادي، تجد المسجون الأمني (على حد قول داخلية غزة) خارج السجن، لتهيئة الظروف للانتخابات، في حين يبقى المعتقل على خلفية الرأي والتعبير خلف قضبان السجن والظلم؟!

في بلادي الكثير الكثير، ويبقى العدل يصرخ بصوت المظلومين.. ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا!

كلمات دلالية

اخر الأخبار