كلما اقتحمني النحس..

تابعنا على:   10:59 2021-03-01

عطا الله شاهين

أمد/ في تخيلي عادة وقت للتفكير العقلاني

في المكان، الذي تخيلته في عقلي، ورغبت في الوصول إليه بعد رحلة تعب

فعند وصولي للمكان المتخيل في عقلي لم أجد شيئا مفرحا فيه سوى نار جحيم سرمدي..

مكان توقفي عن التفكير يتعبر نقطة اللاعودة للحياة في حيز انطلقت منه، لكي أكتشف نهاية بحثي عن مكان تخيلته....

كنت أعي بأن موت جسدي هناك سيكون في النهايات بنار سرمدية..

لكنني في النهايات، وفي مكان تخيلته في عقلي شيء وحيد تعلمته لحظة التفكير العقلاني ألا وهو أن البداية لها نهاية حتمية

لا هروب اكتشفت من النهايات، حتى لو فكرت بعقلي الدائم التفكير عن مكان لا يشبهني..

في الطريق إلى النهايات استوحش هناك العتمة والصمت..

فكلما اقتحمني النحس أراني في ذات المكان، ولم أبرح مكاني..

أراني خائبا في ايجاد الفرحة في المكان، الذي تخيلته بأنه سيكون مختلفا

في الطريق إلى قاع العتمة

ثمة أصوات كانت تصرخ في أذني عد إلى مكانك فلماذا أنت ذاهب إلى الجحيم .. 

لم أر مصدر أصواتهم، وكأن تلك الأصوات كانت تنفذ من العتمة

كنت أسمعهم يقولون لا شيء هناك سوى النار المشتعلة في واد سحيق منذ سرمد..

كنت أعي في الطريق إلى قاع العتمة بأن نهايتي ستكون هناك في مكان تخيلت فيه بأنني أتطهر بنار سرمدية

لكن النحس اقتحمني مرة أخرى

فصراخ الناس الذين تواروا في العتمة أعادني إلى ذاك المكان، الذي بدأت أفكر فيه عن النهايات لكل شيء  

لم أصل في النهاية إلى الجحيم

توقفت في مكان معتم..

 فقلت في ذاتي: لماذا خرجت هذه الأصوات من العتمة المهيفة لتقول لي: لا تذهب إلى المكان المتخيل في عقلي!

هناك وقفت لبرهة من الزمن في مكان تعقلت فيه..

لكنني قلت: بدايتي لها نهاية لربما هنا أو هناك في مكاني المنحوس

فهل سأعود إلى ذاك المكان مرة أخرى،

أم أنني سأموت هنا من برد المكان المعتم قبل أن أكتشف المكان المتخيل عن نهايتي؟ ..

فكلما اقتحمني النحس

أجدني في ذات المكان، الذي لم أبرحه..

كلمات دلالية

اخر الأخبار