الانتخابات الصهيونية مرة أخرى ... لماذا ؟

تابعنا على:   08:25 2021-03-02

ياسر الشرافي

أمد/ في الأسابيع القادمة يشهد الكيان الصهيوني انتخابات الكنيسيت للمرة الرابعة على التوالي في غضون عامين ، و هذا مؤشر غير صحي لهذا الكيان و يقود بلا ريبة إلى مزيد من التفكك لهذه الدولة ، حيث هذا يعكس الإنقسام و الشرخ الذي يعانيه المجتمع الصهيوني على أرض فلسطين لعدم تجانس مكوناته التي جُمعت مثل القمامة من كل مكب من بقاع المعمورة ، رغم أن عمر هذا الكيان قارب السبعون عام و لم يجد طريق واحد لصهر أفراده في بوتقة واحدة ، حيث ترى المجتمع الصهيوني مقسم داخل المدينة الواحدة أو الحي الواحد على خلفية قومية المنشأ لهؤلاء الناس.

 هنا ليست للحصر ترى من هم ذات أصول روسية يقطنون مع بعضهم في نفس الحي ، و يتكلمون على مدار الساعة اللغة الروسية و ليست العبرية ، حيث اللغة العبرية تستخدم في الدوائر الرسمية فقط ، حيث المأكل و المشرب أيضا له علاقة بثقافة المنشأ ، و قس على ذلك جميع المِلل الأخرى في هذا الكيان ، حيث يوجد هناك من هو صهيوني من جذور اوروبية متفرقة و جذور عربية متنوعة ، حيث الصهيونيين العرب أيضاً منقسمين على انفسهم.

 فترى اليهود من أصل مغربي يقطنون فقط مع من هم من يهود المغرب ، و يهود اليمن او العراق يتواصلون فقط مع من هم من يهود اليمن او العراق ، هذا الشي يدل أن هذا الكيان منذ نشأته بُني على أساس عنصري بامتياز ، يوجد فيه خدم و عبيد لهذا المشروع و هم اليهود الفلاشة ( ذات اصول أفريقية)، حيث وصل تحقير هؤلاء إلى حد منعهم بالتبرع بدمهم للمستشفيات الصهيونية ، هناك من هم أسياد هذا الكيان و هم الصهاينة من جذور أوروبية ، اما اليهود العرب يوضعون في المرتبة المتوسطة في التصنيف العنصري لهذا الكيان ، حيث الأحزاب الصهيونية انبثقت من هذا الانقسام و التصنيف العرقي العنصري ، هنا تري حزب اسرائيل بيتنا يمثل اليهود الروس ، و حزب شاس يمثل اليهود الشرقيين من أصول عربية او ايرانية ، و هذا ينعكس على حزب الليكود و احزاب أخرى تمثل اليهود من أصل أوروبي ، أما اليهود الفلاشة ( الافارقة) ترتيبهم بين و تحت أقدام تلك الاحزاب الصهيونية ، كل هذا يعمل على عدم استقرار أي حكومة صهيونية في المستقبل القريب ، رغم أن على مدار عشرات السنين كان هناك حكومات مستقرة و هذا صحيح ، و لكن سر كشف عورة الديمقراطية الصهيونية في السنوات الأخيرة هم الفلسطينيين العرب داخل فلسطين التاريخية ، حيث وعى اهلنا في ال٤٨ و تطورهم في الفكر السياسي و تشكيل احزاب فلسطينية تمثلهم داخل البرلمان الصهيوني لنزع حقوقهم المدنية و صمهودهم أمام هذا الكيان ، حيث توحد الاحزاب الفلسطينية الاربعة ذات الحضور الاكبر و الرئيسي بين أهلنا في ال ٤٨ و دخولهم بقائمة و احدة الى الكنيست ، أدى إلى رفع مقاعدهم قليلة العدد إلى خمسة عشرة مقعداً ، مما أدى هذا إلى كسر حالة التوافق الباطنية في توزيع مقاعد الكنيسيت بين الاحزاب الصهيونية لبناء حكومة صهيونية مستقرة ، حيث هذا الكيان منذ نشأته لم يشهد هذا المأزق في عرقلة أو استقرار لأي حكومة صهيونية قادمة على المدى القريب ، جميع المؤشرات تقود إلى إنتخابات خامسة على التوالي ، لهذا هناك محاولات حثيثة و مستميتة يقودها اليمين الصهيوني برئاسة نتانياهو لتفكيك القائمة المشتركة التي تمثل الفلسطينين بالكنيست ، حيث تفكيك القائمة العربية المشتركة أصبحت ضرورة صهيونية و يضع في سياق إستقرار النظام الديمقراطي لهذا الكيان ، فكان لهم هذا في كسر و تحييد إحدى الاضلاع الأربعة ذات المكون الرئيسي لتلك القائمة و هي الحركة الإسلامية ذات التوجه الاخواني !

اخر الأخبار