كيف سأربي ابنى في هذا الوقت العصيب

تابعنا على:   21:49 2021-03-26

د.حكمت المصري

أمد/ في هذا الوقت الصعب الذي نعيشه يتسأل الكثير من الأباء والأمهات عن افضل وسيلة للتعامل مع أبنائهم خصوصا أن هذا الجيل تربى وترعرع في ظل الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي بسلبياتها وايجاباتها .

بالتأكيد لا توجد اجابه واضحه يمكن اتباعها للحصول على تربية افضل للاولاد تحديدا في ظل اختلافاتهم السيكولوجية والنفسية ، فلكل طفل خصائصه وصفاته التى كثيرا ما يلاحظ اختلافها حتى بين أبناء الأسرة الواحدة ، لذلك فاننى من وجهة نظرى أرى ضرورة أن يتم التخطيط لاتباع الوسائل التربوية مع الأطفال منذ وولادتهم ووضع استراتيجيات مختلفه ، فكلما كان هناك تخطيط تربوي جيد كلما كانت التربية سليمه وكلما ازدات عنايتنا بأولادنا وعلاقتنا معهم؛ حصلنا على نتائج أفضل النتائج التربويه.

لذلك فإننى انصح بإتباع أسلوب سفيان الثورى في هذا المقام والذي يقول فيه (لاعب ولدك سبعاً، وأدِّبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه)

-المرحلة الأولى : ( لاعب ولدك سبعاً ) يعني أول سبع سنوات هى سنوات الحب واللعب والقرب من الطفل لفهم طباعه وأسلوبه فلا يصحُّ في هذه المرحلة أن تؤدبه إطلاقاً، لكن للآسف هناك آباء يضربون أبناءهم في هذه المرحلة حتى لو صدر عنهم البكاء والمعروف انه لا يصدر إلا بسبب وجود حاجه فسيولوجية للطفل تتعلق بالأكل والشرب والشعور بالأمن والحنان، فأول مرحلة لا يجدي فيها إلا الإكرام والملاطفه فقط.

- المرحلة الثانية : ( أدِّبه سبعاً ) وهى المرحلة التى تمتد من سن سبعة إلى أربعة عشر وهذه المرحلة تحتاج إلى عنايه فائقة في التعليم والتأديب والإرشاد والتوجيه والتوعيه في كافة المجالات المختلفة التربوية والاجتماعية والثقافية والعلمية والنفسية والروحانيه.

فبعد الوعي وترسيخ القيم يجدي التأديب اذا لزم الأمر ولكنه بأساليب مختلفه دون المبالغة في التأديب خصوصا التأديب الجسدي .

في هذه المرحلة يكون جزء كبير من التربية من خلال استغلال المواقف التي تحدث للطفل أو المراهق وتوجيهه من خلالهاK كلما ازدات عنايتنا بأولادنا وعلاقتنا معهم؛ حصلنا على نتائج أفضل.

-المرحلة الثالثة : ( راقبه سبعاً ) يعني من سن أربعة عشر إلى واحد وعشرين ( سن المراهقة ) مرحلة حساسة جدا ينبغي أن ندرك فيها أننا كلما ركزنا على النتائج التي نريدها من أبنائنا وأهملنا العلاقة معهم وحاولنا فهمهم والتقرب منهم ؛ كلما قلّت النتائج المرجوة . ويجب العلم انه كلما تعاملنا مع المراحل السابقه بوعي كلما كان هذه المرحلة سهله.هنا بعد أن بلغ الاولاد سن الرابعة عشرة، فان كل واحد منهم يشعر بكيانه، فلا هو راشد فيرضيك، ولا هو صغير تعلّمه، هناك حساسية كبيرة جداً في هذا السِنّ ، لذلك درج في الحياه مثل يقول "إن كبر ابنك خاويه"فهذا السِنّ يُحير الآباء والأمهات، إن عاملته كراشد يُخيب ظنّك، وإن عاملته كطفل لا يحتمل ويرفض ذلك !! لذلك هنا جاء التوجيه ( وراقبه سبعاً ) .

- المرحلة الرابعة والأخيرة : (إترك حبله على غاربه) يعني بعد سِنّ الواحد وعشرين كُن صديقاً له . فإن نجحت في المراحل الثلاث الأولى، يغلب على الظن أنك تنجح في المرحلة الأخيرة ويكن ولداً صالحاً إن شاء الله .
من هنا نرى أن التربية متصلة بالحياة وليست منفصلة عنها.

كلمات دلالية

اخر الأخبار