قوائم اللحظة الأخيرة!

تابعنا على:   17:21 2021-03-30

بكر أبوبكر

أمد/ معظم قوائم الفصائل الفلسطينية انتظرت طويلًا لتقدم قوائمها قبل بضعة أيام، أو في اليوم الاخير المحدد من لجنة الانتخابات المركزية، ولم يشذ عن هذه القاعدة العوجاء لا حركة "فتح" ولا "حماس" ولا القوائم الفصائلية الأخرى، بل وغير الفصائلية، باستثناء الجبهة الديمقراطية التي كانت السباقة في حسم حوارها وصراعها الداخلي وتقديم الأسماء.

لعله من عجائب السياسة الفلسطينية لدى كافة الفصائل الانتظار حتى اللحظة الاخيرة، وهي سياسة تدلل على كثير من التخبط أو العشوائية -مقابل الرحابة المطلوبة في إطار فسحة الوقت فيما سبق التي كان يجب استغلالها- ولربما تدلل على عميق التجاذبات والصراعات التي قد تكون صحية أو غير صحية ولكنها في جميع الأحوال لا تقيم للوقت وزنًا! وهنا الطامة الكبرى لدى مثل هكذا عقلية إدارية أو قيادية.

كنت قد قدمت في شهر 8 وشهر 9 من العام 2020 نظامًا ولائحة مقترحة لآليات الاختيارالداخلي بالحركة (من15 صفحة بالتعديل الرابع) وناضلت مطولًا أنا وعدد من الأخوة الكرام في المجلس الاستشاري ومثلهم في الثوري لغرض تثبيتها أو على الأقل لتثبيت مفهوم أو عقلية اللائحة والنظام والبرنامج الذي بإقراره عبر الاطر استنادا لمواد نظامية ثم تطبيقه يكرس مفهوم المشاركة القبلية (قبل الحدث) ويكرس مفهوم احترام الكوادر فلا تقع عليهم القرارات وكأنها وحي من السماء عليهم تقبله! أوكأنها فعل لا يستطيع أحد رفضه تحت حجج كثيرة، وابرزها ما لا يمكن رده وهو الوقت؟

كان من المعوّل أنه لو أقرت أي لائحة وبرنامج هو أن يختلف الناس استنادًا للبرنامج وللائحة منظمة أوآليات مقررة وليس للنزعات الشخصية أوالمناطقية أوالافتراضية للصواب هنا اوهناك بمرجعية ورقية نظامية.

فكرة احتقار الوقت أو استغلاله ليكون سيفًا بيد الأقلية المتحكمة في كل الفصائل كما هو واضح تدلل على عميق الأزمات في الطبقة السياسية كلها، أولنقل معظمها، التي مازالت تسير على أساليب القيادة والإدارة العشوائية أو الارتجالية أو تلك المرتبطة بالطموحات الشخصية والتحشيد، وبالتالي الاسترضاءات هنا وهناك مقابل اهمال أي نظام أو لائحة جامعة ضابطة لأي عمل.

عموما ما يمكن أن نشير له بوضوح في ظل تأخر تقديم القوائم لجميع الفصائل تقريبا الى أن المفقود عنا بوضوح هو القيادة والإدارة الابداعية الادارة القادرة على استخدام الفكرة والبرنامج واللائحة كمدخل للضبط وليس الاسترضاءات على مساحات الأرض أو هوى أبعاض الشخوص، وفي الثاني من الامور يتضح ان هذه الطبقة من محترفي السياسة تستخدم سيفًا ذا نصلين الاول هو الوقت والثاني هو الالتزام! وماكان الوقت الا منحة ربانية وجب احترامها فتحترمنا، وما كان الالتزام الا للمباديء ثم النظام وآليات المشاركة المقررة بالتخطيط التشاركي ثم للقرار الموحد.

كلمات دلالية

اخر الأخبار