الصياد

تابعنا على:   08:33 2021-04-01

نبيل عبد الرازق

أمد/ يمتد شاطئ البحر من رفح جنوبا الي بيت لاهيا شمالا بطول( 40) كم ويعتبر بمثابة المتنفس الوحيد لاهل قطاع غزة..،،
وهذا ما أوجد فرصة لبعض العائلات التي تقطن الشاطئ لممارسة مهنة الصيد.،،

هي مهنة الامل وخيبة الامل..،،
التي يعيشها الصياد علي مدار حياته، فما ان يكون الجو ملائم لممارسة الصيد حتي ينطلق الصيادون بقواربهم المتواضعة بحثا عن قوت يومهم ،،ليتمكنوا من إعالة إسرهم
عبر صيد الاسماك والتي هي بالمناسبة موسمية في بحر غزة ،هذا لان الاسماك تكون عابره له وليست مقيمة بحثا عن طعامها ..،

ويزداد وضع الصيادين هشاشة نظرا لمساحة الصيد التي لا تتجاوز (15) ميلا
والتي يتحكم بها الاحتلال بشكل كامل
ويستخدمها كوسيلة للعقاب الجماعي لسكان غزة في حال حدوث اي توتر معه..،،

ويكون الوضع اكثر قتامة حين يتعرض الصيادون لاطلاق النار من قبل قوات البحرية الاسرائيلية بإتجاههم تحت أي حجه وغالبا ما تكون واهيه لتنغيص حياتهم والضغط عليهم وما يرافقه من قلق وخوف لدي عائلاتهم عليهم وكل هذا الارهاب
لاجبارهم علي مغادره البحر .،،

وفي كثير من الاحيان تقوم السفن الحربية للاحتلال باتلاف شباك الصيادين وتمزيقها مما يزيد الوضع سوءا لدي هذه الشريحة الفقيرة التي تكابد الحياة للاستمرار في العمل والحصول علي قوت يومها،،..

إن فئة الصيادين من اكثر شرائح المجتمع الفلسطيني التي تتعرض للانتهاك بشكل شبه يومي عوضا عن المخاطر التي يواجهونها أثناء تقلب الأحوال الجوية ويكونوا عرضه فيها للغرق..،،

ويوجد لدي مراكز وجمعيات حقوق الانسان في قطاع غزة احصائيات وأرقام حول ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية علي الصيادين ومراكبهم وشباكهم ..، لمن اراد الاطلاع عليها وهناك توثيق بشكل يومي لهذه الانتهاكات بحق الصياديين..،

ما يتعرض له الصيادون في قطاع غزة هو جزء من الحرب المستمره علي الشعب الفلسطيني بطرق ووسائل مختلفة.،،

فمنهم الشهداء والجرحى ومنهم من خسروا شباكهم ومراكبهم نتيجه اغراقها .،،
من قبل زوارق الاحتلال بشكل متعمد .،،. وتعتبر هذه الوسائل والممتلكات التي يستخدمونها في مهنتهم مصدر دخلهم الوحيد ... وبعض منها تم مصادرتها واقتيادها للداخل المحتل،، هذا عدا ما يتعرض له الصيادون من اعتقال لهم واقتيادهم الي التحقيق لفترات زمنية متفاوته..،،

إن مهنة الصيد هنا ليست بنزهة أو رحلة طبيعية،، كما هو الحال علي الشواطئ ،،

إنها البحث عن فرص للحياه وسط الموت،،

تارة ما يعود الصيادون بصيد وافر يستطيعون بيعه لتسديد ما عليهم من التزامات مادية ثمنا لوقود مراكبهم واحتياجات أسرهم...،

وتارة ما يعودون بخيبة الامل ،، ولكنهم لا يعرفون معني لليأس..

هم يجسدون حياه الشعب الفلسطيني بشكل مختزل من خلال مهنتهم في البحث الدائم للبقاء علي قيد الحياة
ومواجه الفقر والاحتلال وضنك العيش..،!!

وبالرغم من كل المخاطر والفرص الضئيلة والصعوبات .... لا ينهزم الصياد

كلمات دلالية

اخر الأخبار