جرائم بلا عقاب

تابعنا على:   12:02 2021-04-11

نبيل عبد الرازق

أمد/ يعيش المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل علي وقع جرائم يومية تعصف به بلا هواده وتضرب في كل الاتجاهات...،،

وبلا شك فان هذا الموت المجاني يستهدف بالاساس وجوده استكمالا لمشاريع سابقة من قبل المؤسسة الحاكمة ..،،

وبالنظر الي عدد ضحايا هذه الجرائم منذ العام (2000) والي الان هناك اكثر من (1300) ضحية من ابناء مجتمعنا الفلسطيني كان أخرها وليس نهايتها قبل يومين مقتل ثلاث شبان في دير الاسد وإبطن اثنين منهم أشقاء..،،

واذا ما اردنا معرفة أسباب هذه الآفة التي تفتك بمجتمعنا العربي هناك وتشكل خطرا وجوديا عليهم فهناك أسباب اجتماعية واقتصادية متأزمة خلقتها دولة الابرتهايد العنصري ضد هذا الوجود العربي الفلسطيني هناك ..،،علي اعتبار أن هؤلاء اقلية قومية ينظر اليهم علي أنهم عدو وإبقائهم علي هامش الدولة وخارج اهتماماتها من حيث تقليص الموازانات المالية لدعم التعليم والسلطات المحلية من بلديات ومجالس قروية ..، وخارج خطط التطوير..،،

ان إبقاء الوجود العربي خارج مفهوم المواطنة وما يترتب عليه من حقوق و حالة الفراغ الامني المقصوده سمحت بإيجاد بيئة خصبة لتنامي هذه الظاهرة القاتلة وسمحت بوجود مجموعات وأشخاص فرضوا أنفسهم بالعنف من خلال الاتجار بالسلاح والمخدرات ومحاوله الهيمنة وفرض سطوتهم علي المجتمع والبلديات للابتزاز والتكسب غير المشروع استغلوا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون نتيجه سياسة الافقار المتعمد للمجتمع العربي..،، وايضا عدم وجود مشروع جامع لحماية الناس ،،وحالة الاحباط والاستقطاب الداخلي الذي كان ابرز تجلياتها عزوف الجماهير عن المشاركة بالانتخابات وتصويت جزء منهم للاحزاب الصهيونية رغبة في تحقيق بعض الوعود وحالة الانقسام التي حدثت للقائمة المشتركة مما أدي لتراجع فقدانهم معظم مقاعدهم في الكنيست الاسرائيلي
وذلك لأسباب لسنا الان في وارد ذكرها..،،
ان إبقاء الشعب العربي الفلسطيني خارج مفهموم الدولة ومؤسساتها من خلال التشريع الذي تم بالكنسيت والذي يقر بيهودية الدولة!!! والعمل علي تقزيم هذا الوجود من خلال نشر الجريمة والفقر والمخدرات وتشويه صورتهم تارة بوصفهم ارهابيين اثناء هبتهم بانتفاضته العام(2000) ,,,,وتارة بتغول الشرطة وممارسة العنف والقتل ضدهم واستشهاد ثلاثة عشر شابا بالمظاهرات والاحتجاجات التي صاحبت هبة القدس..,,
إنه في الوقت الذي يقتل فيه يهودي واحد لا يمر اكثر من أربع وعشرون ساعه حتي يتم القاء القبض علي الفاعل ،،

وفي نفس الوقت الذي يقتل فية اكثر من الف وثلاثمائة مواطن عربي من شباب ونساء وحتي أطفال لا يزال المجرمون طلقاء بلا حساب ولا يتم التعامل مع هذه الجرائم بجدية من قبل الشرطة ويترك الناس فريسة لهولاء المجرمين ..،

إن سياسة المؤسسة الاسرائيلية كانت دائما ضد هذا الوجود العربي الفلسطيني من خلال السماح لانتشار السلاح وما يصاحبه من فوضي لهذا السلاح واستخدامه لارتكاب الجرائم بسهولة
وعدم محاسبة مرتكبيها ومعاملة العرب علي أنهم من الدرجه الثانية ،،،وعدم إعطائهم الحقوق السياسية والمدنية كاملة وابقائهم دائما محل الشك والتخوين،،، كان له الاثر البالغ علي حالة الشعور بالاغتراب وما يرافقها من تقوقع وسلوك سلبي لمحاولة الحماية من خلال لجوء البعض الي الاحتماء وراء القبلية والعشائرية وحتي العصابات الاجرامية وتنامي هذه النزعات مما يقوض فرص التعايش السلمي المشترك باي مجتمع..،،
ولا يمكن لهذا التراجع والتيه في الداخل المحتل ان يتم فصله عن السياق العام للحالة الفلسطينية العامة التي عانت الانقسامات العميقة والصراعات والفساد والاحباط والتقهقر وفقدان الثقة علي اعتبار ان الجسد الفلسطيني واحد..،،علي اختلاف اماكن تواجده،،..
وبلا شك كان هناك مبادرات عديده من خلال لجنه المتابعه العليا للجماهير العربية والتي يتراسها السيد محمد بركة وهي التي تمثل الكل العربي الفلسطيني في الداخل الاخضر وايضا للقائمة المشتركة وعلي رأسها السيد ايمن عوده ورفاقه من كل الحركات..،
تظاهروا ...، اغلقوا الطرقات ...، اعتصموا ..، بالالاف من رجال ونساء ضد هذا الاجرام المفتعل والجريمة بكل اشكالها والذي يهدد النسيج المجتمعي باكمله ولكن باعتقادي ان هذا لن يكفي...،،

طالما اننا علي قناعة وادراك ان ما يحدث من جرائم قتل وترويع وهدم وتخريب وحرق منازل بايدي مجرمين من بين ظهرانينا يتم بتواطئ كامل من قبل المؤسسة الصهيونية ممثلة بالاجهزه الامنية والقضاء لتدمير هذا الوجود والقضاء عليه بدوافع عنصرية..،،

إن هذا الاجرام لا ينهزم الا أمام مجتمع قوي متماسك...
ومن هنا لابد من تصاعد هذه الاحتجاجات لتصل الي حالة العصيان المدني الكامل...،،،

والتمسك بالارث النضالي لتوفيق زياد واميل حبيبي وسميح القاسم والشيخ رائد صلاح وكل من ساهم وحافظ علي هذا الوجود من الاندثار والذوبان،،،

يا شعبنا في الجليل والمثلث والساحل والنقب..،،
لنصرخ جميعا صرخة واحده ... ضد العنصرية .. والقتل الممنهج.. والجرائم اليومية .. وهدم المنازل والقري ..ومصادره الاراضي .. والتهميش
وفوضي السلاح ونشر المخدرات والزعران...

باقون ...متجذرون...ما بقي الزعتر والزيتون...

اخر الأخبار