كل رمضان وأنتم قادرون

تابعنا على:   14:30 2021-04-13

د. فايز أبو شمالة

أمد/ يهنئ الناس بعضهم بعضاً بحلول شهر رمضان، يستقبلون الشهر بالفرح والتبريكات، فرمضان يحمل معه الجديد، ويخرج الناس من روتين الحياة اليومية والرتابة إلى أجواء التراحم والتفاعل وترقب الحدث، وكأن شهر رمضان لا يدق طبول السحور بمقدار ما يدق على أوتار القلوب الغافلة إلى حقيقة العالم الآخر، عالم الخلود، واليوم الموعود.

وكل رمضان والمسلمون قادرون على الصوم، وبصحة وعافية وأمن يمكنهم من تأدية الفريضة بلا وجل، وكل رمضان والمسلمون واثقون بقدراتهم، ومؤمنون بأن الغد سيكون أجمل، طالما تعزز لدى هذه الأمة قاسمها المشترك، الذي يدعوها لطاعة الله، فتلبي نداءه، ويدعوهم إلى الصيام، فيستجيب له الماليزي والتركي والإيراني والعربي والنيجري، وتستجيب السماء لدعاء المسلمين بأن يوحد الله شمل هذه الأمة، وان يخرجها من ظلمات التمزق والفرقة والاختلافات إلى نور القرار الموحد،

والرؤية الصائبة التي تلتقي عليها أمة لا إله إلا الله، فطالما تجتمع هذه الأمة على صيام شهر رمضان، وتجتمع على تأدية فريضة الصلاة، وطالما يشهد جميعهم بأن لا إله إلا الله، ويحرص قادرهم على أداء فريضة الحج، فمعنى ذلك أن القواسم المشتركة للمة أكثر من عوامل التفرقة، ومعنى ذلك أن اللقاء الروحي يفرش الأرض للقاءات مادية واقتصادية وسياسية وحياتية، تفرض منطق الجسد الواحد الذي يشقيه توجع أصغر أطرافه.

وكل رمضان وشعبنا الفلسطيني واثق بقدرته على الصمود، وواثق بقدرته على تغيير هذه المعادلة البائسة القائمة على الهدوء مع عدوهم الإسرائيلي، ولا يتحقق ذلك دون وحدة وطنية، ودون قيادة جماعية، ودون تحمل المسؤولية بشكل مشترك، بعيداً عن التفرد، وبعيداً عن الاستقواء بالغرباء، فهذا الشعب الذي ينتظر موعد الإفطار ليؤدي الفرض، ويقيم اعوجاج سلوكه، هو اشد ما يكون إلى قيادة تقدف أمام أخطائها، وتقيم الاعوجاج،

وتنحو بالقضية في اتجاهات تعزز الشراكة، ولاسيما والشعب الفلسطيني ينتظر الانتخابات، والتي ستتزامن مع موعد عيد الفطر، ليكون العيد عيدين، والفرحة فرحتين، فرحة عيد الفطر وفرحة الانتخابات، وفي الحالتين تجري المحاسبة، محاسبة النفس في رمضان، ومحاسبة القرار السياسي داخل صندوق الاقتراع، والأمل بأن تشرق الشمس على غد أفضل، ولن يضيع أجر الصائمين.

وكل رمضان وأنتم قادرون، وبصحة وعافية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار