فلتكن القدس بؤرة إشعاعنا الديمقراطي وعامود خيمتنا الصامدة

تابعنا على:   23:14 2021-04-21

محمد عطا الله التميمي

أمد/ في العام 2017 جرى استفتاء استقلال إقليم كتالونيا عن الحكم الإسباني بالرغم من تحذيرات الحكومة المركزية باستخدام القوة لمنعه واعتقال القائمين عليه، وبالفعل تم عقد الاستفتاء في الأول من أكتوبر في ذلك العام من خلال الإجابة على السؤال «هل تريد أن تكون كتالونيا دولة مستقلة في شكل جمهورية؟» لتنفذ بدورها قوات الأمن والجيش والشرطة الاسبانية هجومها في ذلك اليوم على أماكن الاقتراع حيث صادرت وحطمت أعداد من الصناديق واعتقلت المئات من النشطاء وقادة العمل السياسي في الإقليم وجرحت نحو 844 شخصا وفقاً لإحصاءات رسمية.

وبالرغم من العدوان السافر، تمثل التحدي لدى الشعب الكتالوني وقيادته في إتمام الاستفتاء وفرز الصناديق التي تم حمايتها شعبيا لتسفر النتائج عن موافقة 91% من الكتالونيين على الانفصال بعد مشاركة نحو مليونين وربع المليون شخص في الاستفتاء، والأهم من ذلك أن هذا الشعب أعاد الحيوية لقضيته وكسب تعاطف الملايين من شتى أنحاء العالم وحقق وحدة أبنائه والتفافهم حول قضيتهم المركزية المتمثلة بتكريس "الاستقلال" من خلال ممارسة حقهم بتقرير المصير.

ولعلنا في فلسطين نقف أمام ذات التحدي، في مقاربة تتشابه فيها المعطيات، فلماذا لا تتشابه القرارات؟ هنا يتمثل التحدي الحقيقي لشعبنا في إجراء الانتخابات في العاصمة القدس بالرغم عن الاحتلال وإجراءاته وتهديداته التي لطالما شكلت أحد أهم الموانع لتكريس ديمقراطيتنا الوطنية، فلم لا نحول التحدي إلى فرصة تخنق المحتل وتفضح إرهابه وتكشف وجهه الحقيقي للعالم كعدو للديمقراطية، فلنجري استحقاقنا الديمقراطي في قدسنا رغم أنف الاحتلال وليشاهد العالم عنجهية المحتل وعدوانيته حين يحطم صندوق اقتراع أو يعتدي على مؤمن بالديمقراطية، وحين يمنع الجماهير من ممارسة حقها المكفول في مختلف الشرائع والقوانين الدولية، فلا عذر للتأجيل أو الرجوع إلى الخلف، فلنواصل المسير ولتكن القدس بؤرة إشعاعنا الديمقراطي وعامود خيمتنا الصامدة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار