انبذوا العار من بينكم

تابعنا على:   23:47 2021-04-21

عمر حلمي الغول

أمد/ للاسف الشديد بعض القيادات العربية المطبعة مع دولة الإستعمار الصهيونية ذهبت بعيدا في غيها وإنحدارها السياسي والأخلاقي، لم تترك للرذيلة السياسية صفة إلآ وتماهت معها، وغرقت حتى النخاع في مستنقع العار والهزيمة، وبيع الذات والنظام السياسي والشعب وتاريخه وتاريخ رموزه بابخس الأثمان لإسترضاء الحركة الصهيونية ودولتها المارقة وإدارة ترامب غير المأسوف على رحيلها.

قيادة دولة الإمارات العربية المتنفذة والمأجورة تجاوزت في غيها وإمتهانها للكرامة الإماراتية والعربية والإنسانية كل الحدود، وازالت كل البراقع والمساحيق، وخلعت عباءات الشرف والنخوة العربية، ونخوة المغفور له الشيخ زايد المؤسس، ولم تترك للحياء مكان، وداست على الحقوق والمصالح الوطنية والقومية في الإمارات وفلسطين المحتلة وفي كل دنيا العرب، ولم تتوقف عند حدود التطبيع المجاني والإستسلامي المذل، بل قامت بأدوار تآمرية على الشعوب والأنظمة العربية الأخرى في اليمن و سوريا والسودان والأردن وتونس ودول الخليج المختلفة وحتى مصر المحروسة، التي تدعي الحرص عليها، وحيثما طلب منها دس السم في الرغيف العربي، دسته لتسميم وتشويه الوعي العربي.

وآخر ما تفتقت عنه عملية التطبيع المتهافتة والوقحة، ان تلك الزمرة المتنفذة من القيادة، ولا اقول الشعب الإماراتي الشقيق، ولا نخبه السياسية والثقافية والإعلامية والعديد من رجالات الدولة الشرفاء تخلت وسحقت كل المحاذيروالمعايير الوطنية والقومية، عندما قامت بالإحتفاء بقيام دولة المشروع الصهيوني السبوع المنصرم، ونشر العلم الإسرائيلي على برج خليفة في إمارة دبي، والطلب من أدواتها الإماراتيين الصغار والمأجورين بتقديم التهاني ب"إستقلال إسرائيل"؟؟!!!، ليس ذلك فحسب، بل قامت ببناء كنيس يهودي للصهاينة القتلة، وليس لإتباع الديانة اليهودية، كما قامت بما هو اكثر دونية وحقارة، حيث اشادت "حائط مبكى" لهم في الإمارة ذاتها، وفتحت المطاعم واقامت المدارس والمعاهد لتعليم اللغة العبرية ...إلخ من الإنتهاكات للقيم والأعراف العربية، وإستباحة للثوابت السياسية العربية، وتخلت عن كل معلم من معالم العربية والقومية لقاء رضا ومباركة العدو الصهيو أميركي.

وهنا تطفح على السطح أسئلة موجهة لتلك الزمرة المنفلتة من عقال الرذيلة والمجون السياسي والقيمي في القيادة الإماراتية، عن اية إستقلال تتحدثوا للدولة الصهيونية المارقة والخارجة على القانون؟ هل إستقلت في "كفاحها" عن الدولة والشعب العربي الفلسطيني مثلا؟ أم إستقلت عن التاج البريطاني، الذي أصدر وزير خارجيتها بلفور وعده المشؤوم باقامة الوطن الصهيوني على حساب الشعب الشقيق، والذي قدمت دولته كل روافع ومتطلبات إقامة الدولة الإستعمارية من هجرة للمضللين اليهود الخزر من دول العالم قاطبة، وأسست القاعدة المادية للاقتصاد الإسرائيلي، وأقامت نواة الجيش الإستعماري من المنظمات الصهيونية الإجرامية كالهاجاناة وايتسل والأرغون، التي إرتكبت ابشع الجرائم والمجازر ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني؟ وعلى حساب من اقامت دولتها الكولونيالية؟ ووفق اية معايير أقامت دولتها الإجرامية؟ ومن الذي دعم، ويدعم ركائز دولتها؟ وما هو الثمن لكل هذا التماهي مع جريمة العصر الصهيونية؟ ومن كان سبب نكبة الشعب العربي الفلسطيني؟ ومن الذي طردهم وشردهم من بلدهم ووطنهم الأم؟ ومن الذي مازال يبطش وينتهك ابسط حقوقهم السياسية والقانونية والثقافية؟ أليست اسرائيل يا شعبنا الشقيق في الإمارات؟ ولماذا يا شعب الإمارات العربي الأصيل، يا احفاد زايد الخير والشهامة وكل القوميين العرب تقبلوا هذا العار يظلل سماءكم وارضكم وعلى حساب اشقاءكم في فلسطين العربية والذبيحة؟

ايها الإماراتيون العرب الأشاوس هناك دول عربية وقعت إتفاقات سلام مع دولة المشروع الصهيوني لإعتبارات مختلفة، ولكن الشعوب العربية بقيت بعيدة كل البعد عن الإنحدار في متاهة التطبيع مع الدولة الإستعمارية الإسرائيلية، وهذة مصر والأردن نموذجين واضحين، وهذا الشعب العربي الفلسطيني الواقع تحت نير الإستعمار الصهيوني ذاته منذ العام 1948 و1967 مستباحا سياسيا وعسكريا  وأمنيا وفي كل مجال من مجالات الحياة الإقتصادية والزراعية والاجتماعية والثقافية، ويخضع للإستعمار الصهيوني المباشر، لكنه لم يطبع، رغم توقيع إتفاقيات اوسلو وغيرها، ومازال يقاوم ويقارع الإستعمار المجرم. كيف لكم ان تقبلوا اغتصاب ارادتكم من قبل مجموعة مارقة وفاجرة وعميلة لل CIA والموساد، وتشوه صورتكم، وتمتهن كرامتكم؟ ألم يحن الوقت لإن تنهضوا وتبصقوا في وجوه العملاء المأجورين؟ الم يحن الوقت لإن تنبذوهم، وتطهروا بلادكم من لعناتهم، وتعيدوا الإعتبار لإمارات الخير والسلام والمجد كقلعة عربية في وجه الطغاة الصهيو اميركيين ومن لف لفهم، وتساوق معهم؟ آن الآوان لإن تحرروا انفسكم وإماراتكم من لوثة أهل الفسق والعار الصهاينة العرب. كونوا كما كنتم عنوانا للعروبة، ونصيرا متميزا لفلسطين وشعبها وقضيتها، ولكل شعوب الأمة من المحيط إلى الخليج، وليس كما يريد العملاء الصغار المتنفذين ومن والاهم.

كلمات دلالية

اخر الأخبار