لآلئ في العقد الرمضاني

تابعنا على:   16:06 2021-04-23

نادره هاشم حامده

أمد/ يقول الله سبحانه وتعالى : "وسارعو إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"   آل عمران ١٣٣

موعدنا مع لؤلؤةمن أروع لآلئ العقد الرمضاني،إنها الجائزة الكبرى لنتائج الامتحان،إنها الْحُسْنُ و الجمال، إنها الختام الذي نرجوه في الاخرة من راحة البال،إنها أعظم اللؤلؤات التي نجمع جماناتها بكل الأنفاس، ونرجوها من ربنا،أن تكون ثمرةالحياة، ألا إنها الجنة،إنها جنة الرحمن

إن أردنا النجاح في أي عمل يلزمنا استعداد له جاد، نحدد  فيه الهدف،نرسم  له الخطط،نضع الاستراتيجيات، نتعرف الكيفية والأدوات، نحدد المدة للقياس، ثم نتوكل على الله ونشرع فيه،ولكن انتظر!حتى تحقق نجاحا يتناسب مع طموحك العالي وجهدك الخاص، لابد أن تكون عينك على النهاية المرجوة من عملك ، متصورا لها، تتراءى لك هذه النهايةنصب عينيك، لتستفز منك دوما الإرادة القوية، والتحدي والعمل الدؤوب، وتبعث فيك باستمرار الأمل، والصبر على مقاومةالمعوقات، هذه النهاية المرسومة في خيالك مؤكد ستكون  في اجمل حلة بهية ترجوهاوأحسن نتاج، فتصنع لديك قانون جذب كَوْنِي عام يسخر لك طاقاته، هذا إذا ما كنت مع الله ولله وبالله وإلى الله في كل الأحوال، فعندها ستكون في معية الإله.

يكفيك إعلان منه سبحانه وتعالى  في السماء باسمك(أن الله يحبك)ثم  يلي هذا الإعلان أمر إلهي لجبريل و الملائكة بحبك،ثم يتبع استحقاقات  لهذا الحب، فتجدأبوابا قد فتحت لك، ما ظننتها يوما أن تفتح، ففتحت بمعية الله لك.

وأي نهاية غير الجنة هي رجاؤنا انا وأنت، فإنا نعيش العمر من أجلها إلى أن تنقضي بنا هذه الحياة،إنها جنة عرضها السموات والأرض،وها هي في الشهر الفضيل من الصائمين قد دنت، فإياك والعياذ بالله أن لا يكون لك فيها موضع قدم، لقد استبشرت هذه الجنة بقدوم رمضان، وبأمر ربها أبوابها للصائمين و القائمين قد تفتحت، ليستشعروا جمالها وطيب ريحها، فيجودوا بصالح العمل، و قد غلقت ابواب جهنم أيضا إكراما للشهر،وسلسلت مردة الشياطين من اجل استزياد صلاح البشر.

إنها الجنة يدنيها منك الرحمن، في شهر رمضان،فاستبشر واشتري التذاكر لتدخل من  باب الريان، وتفوز بالرحمةوالعفو والغفران.

إنها الجنة احبتي : وما أدراك ما الجنان ،ارضها الزعفران، وسقفها عرش الرحمن ،المسك بلاطها والجوهر الحصباء،أبنيتها من ذهب وفضة. اللبنات،وكذلك قواريرها من الذهب والفضة الآنيات، حَدِثْ ما شئت عن جمالها ولا حرج، فلن تستطيع وصف غيبيات، وهل سميت جنة إلا لأنه خُفِيَّ ما فيها من  أوصاف، فقد اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم عنها: "أن فيها ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على بال بشر".

ولكن لتتعرف حجم ما ينتظرك فيها بإذن الله،انتبه  لحديث نبينا  الذي رواه وفيه ضحك، حكاية عن ضحك ربه جل جلاله إذ أنه سبحانه وتعالى من كلام آخر رجل خرج من النار قد ضحك، فقد ظل هذا الرجل  يسال ربه النعيم ثم يعاهد بعدها أن لا يسأل، فيرجع بعد عهد ينقض ويسأل ومن نعيم الجنة يطمع ويستزد، حتى أعطاه ربك مثل ما اؤتي اغنى ملوك الدنيا وضعفه وضعفه وضعفه وضعفه..حتى ظن الرجل ان ربه منه يهزأ..فعندها ضحك ربك ذو الجود والإحسان والكرم.

فإذا كان هذا عطاؤه لِخَرْجِ النار، فكيف عطاؤه لأهل الإيمان، جعلنا الله وإياكم  منهم، فها نحن في هذا الشهر الفضيل، نمشي في درب الجنان، و من ابوابها بهدي الله   نقترب ،لعلنا نكون من السبعين ألفا الذين يدخلونها دون حساب، ولا نقف و ننتظر.

وأخيرا : ها هي الجنة مفتحة الابواب طوال الشهر ، تنادي : ايها المشمرون إليها ، هيا اعملوا أقبلوا،إن رمضان ايام  معدودات ، فهيا أيها القارئ، اغتنم الفرصة فيه، ولا تسترح.

وإلى اللقاء مع

لؤلؤة أخرى من لآلئ العقد الرمضاني

اخر الأخبار