"لوبوان": مقتل الرئيس التشادي "أربك" خطط ماكرون في الساحل والصحراء

تابعنا على:   17:30 2021-04-23

أمد/ فرنسا: اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية، يوم الجمعة، أن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي ”أربك“ المخططات الفرنسية لمحاربة التطرف في منطقة الساحل والصحراء وعقّد مهمة باريس، التي فقدت أحد أبرز حلفائها ولم تعدّ خطة بديلة.

وقال التقرير، إن "الموت الوحشي للرئيس إدريس ديبي في سياق الإرهاب المتفاقم في منطقة الساحل، والتوترات الداخلية الشديدة في تشاد يعقد مهمة الرئيس ماكرون".

ونقل التقرير تصريحا سابقا للرئيس التشادي الراحل قال فيه: "تشاد أرض المحاربين.. هناك قوانين غير مكتوبة هنا تتطلب من كل رجل أن يقتل خصمه أو يموت عند التحدي.. الشرف في هذا البلد هو أن النساء فقط يبقين في المنزل عندما يحين وقت القتال، ولهذا السبب أكون على رأس قواتي كلما تعرضت للهجوم، هذه هي فلسفتنا في الحرب".

واعتبر التقرير أن مثل ذلك التصريح يمثّل تفسيرا لأولئك الذين لا يفهمون أن رئيس الدولة يقود بنفسه القوات في ساحة المعركة.

وتحدث المحلل الخبير في الشأن الأفريقي أنطوان جلاسر في التقرير عن تداعيات مقتل رئيس تشاد، الحليف البارز لعملية ”برخان“ (التي تقودها فرنسا) والعمود الفقري لمجموعة الساحل الخمس على السياسة الفرنسية.

واعتبر المحلل جلاسر أن ”اختفاء إدريس ديبي كان له تأثير مذهل في قصر الإليزيه كما هو الحال في جميع الإدارات التي تتابع الحالات الأفريقية لأن فرنسا ليس لديها خطة بديلة“.

وبين أنه ”في القمة الأخيرة لمجموعة دول الساحل الخمس المنعقدة في نجامينا في الـ16 من شهر فبراير/شباط الماضي، تحدث الرئيس ماكرون شخصيًا إلى الرئيس ديبي، الذي تولى لتوه رئاسة هذه المنظمة، ووجه إليه تحية بعد تعهد تشاد بإرسال كتيبة في منطقة الحدود الثلاثة (مالي وبوركينا فاسو والنيجر) واعتبر أنه قرار قوي وشجاع“.

وأوضح التقرير الأثر الاستراتيجي لهذا الوضع الجديد في تشاد على الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل بعد مرحلة ديبي، معتبرا أن ”كل شيء سيعتمد على التزام البلدان الساحلية في المنطقة (كوت ديفوار والسنغال وتوغو) في دعم مجموعة الساحل الخمس إذا انسحبت تشاد أو غرقت في شكل من أشكال الحرب الأهلية“.

وأضاف التقرير أن ”الاتجاه العام هو أن كل دولة مع الحفاظ على مشاركتها في مجموعة الساحل الخمس تتفاوض بشكل متزايد مع جهاديي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لكن غالبًا ما نتجاهل تأثير الجارين الكبيرين في الشمال، المغرب والجزائر اللذين لا يزالان في صراع كامن حول الصحراء الغربية“.

وذكر أنه إذا كانت الجزائر تشرح دائمًا أن دستورها يحظر عليها أي عمل مسلح خارج حدودها، فإنها تعتبر مالي ”عمقها الاستراتيجي“ وتحافظ على نشاط اقتصادي حيوي لشمال مالي إضافة إلى أنها الضامن لاتفاق الجزائر بين الجماعات المسلحة والدولة المالية.

وأكد التقرير أن باريس ستضطر إلى تغيير استراتيجيتها في منطقة الساحل بعد فقدان ”الصديق الشجاع“ لفرنسا على حد تعبير ”الإليزيه“، الذي قاد واحدة من أكثر القوات فاعلية في محاربة الجهاديين في منطقة الساحل.

ولفت التقرير إلى أن فرنسا، بحسب ما أكد رئيسها ماكرون في عدة مناسبات، ”لم تعد ترغب في أن تكون في خط المواجهة وليست لديها رغبة للبقاء عسكريًا في المنطقة، ومن الواضح أن اختفاء إدريس ديبي لن يسهل على المدى القصير تقليص قوة عملية برخان“، وهو التوجه الذي تذهب إليه فرنسا لا سيما بعد تفاقم خسائرها في مالي.

وأضاف أنه في الأشهر الأخيرة كانت الاستراتيجية الفرنسية هي تشجيع صعود فرقة العمل الأوروبية المشتركة، لكن الدول الأوروبية لا تتحمس كثيرًا للدفع بقواتها الخاصة إلى هناك حيث استجابت السويد وتشيكوسلوفاكيا وإستونيا فقط للمبادرة، وعلاوة على ذلك فإن التدخلات الفرنسية في المعارك ضد الجهاديين ”جوية“ بشكل متزايد (طائرات بدون طيار وطائرات) لتجنب خسائر جنود برخان.

اخر الأخبار