المركز الفلسطيني يرصد حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية الكبيرة في القدس

تابعنا على:   17:34 2021-04-24

أمد/ غزة: أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يوم السبت، بيانًا له يرصد، حصيلة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس.

وذكر المركز، أنه سجل 105 إصابات و50 معتقلا منهم 4 أطفال في أوسع قمع إسرائيلي في مدينة القدس الشرقية.

وأشار إلى أنّه شهدت مدينة القدس الشرقية مساء الجمعة، اعتداءات واسعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين، وسط اندلاع مواجهات وكر وفر تركزت في منطقة باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، وامتدت لعدة شوارع وأحياء واستمرت 9 ساعات.

وأسفرت هذه الاعتداءات عن إصابة 105 مواطنين بجروح مختلفة، واعتقال 50 آخرين منهم 4 أطفال على الأقل. وجاءت هذه التطورات في أعقاب تجمعات للمواطنين بعد مسيرة للمستوطنين، دعت إليها منظمة ليهافا اليمينية المتطرفة، لاقتحام منطقة باب العامود، وتنفيذ اعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين هناك.

واعتبر المركز، أنّ عملية القمع الإسرائيلي الأوسع في الأشهر الأخيرة، والتي تصاعدت منذ بداية شهر رمضان بعد قرار الاحتلال إغلاق محيط منطقة باب العمود، ومنع التجمهر في ساحته وعلى مدرجاته، حتى بلغت ذروتها الليلة الماضية.

ووفق تحقيقات المركز، فمنذ ساعات صباح يوم الخميس الموافق 22\4\2021، دفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بالمئات من عناصرها، وعناصر حرس الحدود، في محيط البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، استباقًا لدعوات مكثفة لمنظمة ليهافا اليمينية المتطرفة، لتنظيم مسيرة حاشدة من المستوطنين، تحت عنوان "الدفاع عن الشرف اليهودي"، تنطلق من شارع يافا في مدينة القدس الغربية باتجاه منطقة باب العمود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، عند حوالي الساعة 10 مساء، ولتنفيذ اعتداءات على المواطنين الفلسطينيين هناك. 

وعقب أذان صلاة المغرب، وتوافد المصلين إلى المسجد الأقصى عبر بوابات سور مدينة القدس، ضاعفت الشرطة الإسرائيلية من أعداد عناصرها، وشددت إجراءاتها، وعزلت منطقة باب العمود بحواجز، وفصلتها عن محيطها.

وعند حوالي الساعة 9:00 مساء، احتشد العشرات من الشبان والفتية الفلسطينيين، قرب منطقة باب العامود، في محاولة منهم لمنع اقتحام المستوطنين لها، وعلى الفور هاجمتهم قوات الاحتلال، وفتحت المياه العادمة، وأطلقت القنابل الصوتية بكثافة تجاههم، في محاولة لتفريقهم.

أدى ذلك إلى اندلاع مواجهات امتدت إلى الشوارع والأحياء القريبة، واشتدت حدة المواجهات مع وصول مسيرة المستوطنين إلى منطقة باب العامود، حيث حاول المستوطنون بشراسة اجتياز الحواجز الحديدية، والاصطدام مع الشبان الفلسطينيين. استمرت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال حتى الساعة 5:30 فجرًا يوم الجمعة الموافق 23/4/2021، وأسفرت عن عشرات الإصابات غالبيتها بالأعيرة المعدنية وقنابل الصوت والاستنشاق، نقل منها 21 إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وخلال الأحداث، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، وتعرض غالبية المعتقلين الذين بلغ عددهم وفق إعلان الشرطة الإسرائيلية 50 شخصا منهم 4 أطفال، للضرب والتنكيل.

وفي ساعات مساء اليوم المذكور، اندلعت عدة مواجهات بين مواطنين فلسطينيين من جهة، والمستوطنين وجنود الاحتلال من جهة أخرى، في مناطق مختلفة من مدينة القدس، إثر اعتداء المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين.

ففي البلدة القديمة، اعتلى المستوطنون أسطح بؤرهم الاستيطانية، وهاجموا منازل المواطنين الفلسطينيين أثناء تناولهم طعام الإفطار، ورشقوا الحجارة وألقوا مواد البناء باتجاه ساحاتهم ومداخل منازلهم.

وفي حي الشيخ جراح، رشقت مجموعة من المستوطنين، المركبات المارة في شارع رقم 1، بالحجارة، واعتدت على سائقيها، ما أدى إلى تحطيم زجاج عدد من السيارات، وإصابة مسنة فلسطينية، إثر تحطم زجاج الحافلة التي كانت تستقلها، وإصابة المواطن عمر طه، 18 عاماً، بجروح في وجهه بعد أن اعتدى عليه المستوطنون بالضرب وحطموا زجاج مركبته عليه.

كما أطلق مستوطن إسرائيلي النار من مسدسه اثناء تواجده بالقرب من شارع صلاح الدين، وسط المدينة المحتلة، باتجاه المواطنين المتواجدين في المكان، ثم فر هاربا بمركبته.

كما وأصيب عدد من العمال الفلسطينيين اثناء تواجدهم في شارع يافا بعد هجوم عشرات المستوطنين عليهم بالضرب بالعصب والأدوات الحادة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن حصيلة المصابين جراء اعتداءات قوات الاحتلال خلال المواجهات التي دارت في محيط البلدة القديمة من مدينة القدس، بلغت 105 إصابات نقل منها 21 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج، فيما عولج البقية ميدانياً. وتنوعت الإصابات بين الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية، والضرب، والقنابل الغازية، وكانت إحدى الإصابات في الرأس وحالتها متوسطة.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 50 شابا، وأنها ستعرضهم على محكمة الصلح، وأن 20 شرطياً إسرائيلياً أصيبوا خلال المواجهات في منطقة باب العمود.

وأفاد المحامي فراس الجبريني، لباحثة المركز أن معظم المعتقلين تعرضوا للضرب وظهرت عليهم علامات الاعتداء والرضوض، لافتا ان الضرب وجه للمعتقلين في منطقة الرأس والوجه بشكل خاص. وأضاف الجبريني أن من بين المعتقلين شاب ضرير، وفتى يعاني من أمراض في القلب.

وأدان المركز، القمع الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، وكذلك سماحها وحمايتها للمستوطنين خلال اقتحام المنطقة وفي أرجاء مختلفة من المدينة.

واستنكر محاولة الاحتلال فرض إجراءات أمر واقع جديدة تقيد حركة وتجمع الفلسطينيين في مناطق محددة بالقدس ومنها منطقة باب العامود، وهو الإجراء الذي بدأ بشكل واضح من بداية شهر رمضان.

ورأى أن هذه الإجراءات الاحتلال غير قانونية وتندرج ضمن سياسة أصيلة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة ومؤسساتها منذ احتلالها في حزيران 1967، لتغيير معالمها لصالح المزيد من الاستيطان، وإضفاء الطابع اليهودي عليها لفرض حقائق على الأرض تلغي الحق الفلسطيني فيها.

وأكد على أن القدس الشرقية مدينة محتلة، ولا تغير كافة الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967، من وضعها القانوني كمنطقة محتلة.

وطالب المركز، الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزامها بموجب المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف بضمان احترام الاتفاقية في كافة الظروف.

ورأى بأن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيها إجراءات تهويد القدس الشرقية المحتلة.

اخر الأخبار