"الأول من آيار" عيد العمال الأحرار

تابعنا على:   09:14 2021-04-30

محمد سعدي حلس

أمد/ يمر علينا وعلى العالم باسرة الاول من ايار يوم العمال العالمي هذا العام في ظل انتشار جائحة كورونا التي تخطف أرواح المئات والآلاف بل مئات الالاف على مستوى العالم وأكثر الوفيات من شريحة العمال وها كذا أيضا في فلسطين تنتشر الجائحة وبتوغل في صفوف عمالنا وأبنائهم وأسرهم ورغم كل الإرشادات والمكافحة لهذا الوباء الا انه يتحول وينتشر مرة أخرى بشكل جديد ولم تستطع كل اللقاحات حتى هذه اللحظة القضاء على هذا الفايروس الفتاك والقاتل وحتى الآن لم تستطع السلطة بامكانياتها الضعيفة توفير الحد الأدنى لعمالنا من مقومات الحياة الكريمة في حالات الحجر الجماعي وذلك لأن السلطة لم تحصل على استقطاعات عمالنا التي تقتطعها سلطات الاحتلال الصهيوني من رسوم التامينات الصحية وصندوق الضمان الاجتماعي وغيرها من الاستقطاعات الذي يقدر بمليارات الدولارات في الخزائن الإسرائيلية التي تضمن للعمال حياة كريمة في كل الأوقات وخاصة في فترات الأوبئة والأمراض المزمنة
وعلى صعيد اخر مازالوا عمالنا يعانون ويلات الانقسام وحتى هذا اليوم لم تنطوى هذه الصفحة السوداء في تاريخ شعبنا المناضل الذي سطر بصموده أسما ايات النضال الوطني وأخرها على أبواب الانتخابات ومحاولة الاحتلال سلخ مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية عن محيطها الفلسطيني والعربي برفضه للانتخابات في القدس وكان الرد البليغ على الاحتلال بانتفاضة جماهيرية رافضة لقرارات الاحتلال وكذلك للقرار الأمريكي الظالم بالاعتراف بالقدس عاصمة الدولة الكيان الصهيوني ومشروع الضم وايضا مشاريع التطبيع والخيانة وما زالت مستمرة تؤكد على فلسطينيتها وعلى عروبتها وعلى انها قلب فلسطين النابض وعاصمتها الأبدية رغم كل المشاريع التصفوية وبهذه الانتفاضة الباسلة والتي أكدت على وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الوطنية تنطلق الدعوة
ليكن الاول من ايار يوم العمال العالمي محطة جديدة لتوحيد كلمة العمال الفلسطينيين وذلك من خلال توحيد الاتحادات العمالية الفلسطينية بنائا على ما تم الاتفاق عليه بين الامناء العامون او من اناب عنهم واستكمال هذه الوحدة وتطبيقها على أرض الواقع ودعوة الاتحادات الأخرى للالتحاق بهذه الوحدة والتي يجب أن تتم على أسس قانونية وتضبطها لوائح متفق عليها مسبقا ويكن الضامن لذلك اولا الدساتير واللوائح وكذلك الأطر السياسية المشاركة واستكمال لذلك اقترح تشكيل مجلس وطني عمالي يكن قوامه رؤساء النقابات او من ينوب عنهم وممثلي جميع الكتل العمالية الفلسطينية وممثلين عن الاتحادات العمالية وشخصيات عمالية مستقلة وخبراء في الشؤون العمالية يكن مهمته رسم السياسات العمالية على مستوى الوطن والشتات وهذا الاقتراح قابل للتطوير والنقاش حتى تكتمل الفكرة
وليكن الاول من ايار انطلاقة جديدة من اجل الوحدة الوطنية الفلسطينية المبنية على الشراكة واحترام حرية الرأي والرأي الآخر وتوحيد كل الجهود من أجل خدمة الوطن والشعب الفلسطيني بشكل عام وخدمة عمالنا البواسل بشكل خاص وتوحيد شطري الوطن والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك بها الكل الوطني لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم في إدارة الصراع المفتوح مع الاحتلال وأخرها الاشتباك في قضية القدس وتهويدها ومحاولة ضمها وتحمل مسؤولياتهم امام انتشار جائحة كورونا وسبل مكافحتها والوقف من انتشارها وتحمل مسؤولياتهم أمام انتشار ظاهرة البطالة بين صفوف عمالها ووضع إستراتيجيات للحد من انتشار البطالة ووضع سياسات تشغيلية لتشغيل ايدي عاملة فلسطينية ومحاولة فتح أسواق عمل جديدة للتخفيف من حدة البطالة واستيعاب أكبر عدد ممكن من العمال العاطلين عن العمل وتعمل أيضا على حل كل الملفات العالقة منذ الانقسام الاسود التي تناقلتها الحكومات المتعاقبة ولم تستطيع حلها مثل موظفي ٢٠٠٥ وملف البطالة الدائمة وملف التقاعد المالي وملف العقود والخصومات على موظفي غزة وغيرها من الملفات التي لم تحل بعد
وفي الاول من ايار عيد العمال الاحرار ندعوا الى التحرر من اتفاقيات اوسلو الذي أطلق عليها الاحتلال الرصاصة الأخيرة بقراره الذي يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات التي وقع عليها بشأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية وذلك جاء تتويجا لكل جرائمه في إنهاء حل الدولتين التي تم الاتفاق عليها في اتفاق أوسلو مثل الغول الاستيطاني الذي ابتلع مئات الآلاف من المدونات من الأراضي الفلسطينية وكذلك الطرق الالتفافية والجدار العنصري الفاصل الذي ابتلع العديد من القرى الفلسطينية والمحميات الطبيعية ومشروع ضم الاغوار وغيره من الأراضي الفلسطيني وهنأ ندعوا الى وقف التنسيق الأمني بكل أشكاله ووقف كل الاتصالات بالعدو الصهيوني ورفع محاكم ضده في محكمة جرائم الحرب في لاهاي
كما ندعوا في الاول من ايار الى الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة وذلك بتشكيل مجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية ومخاطبة العالم باسم الدولة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال ومطالبة المحفل الدولي الوقوف أمام مسؤلياته اتجاة دولة تحتل دولة أخرى والعمل على تحرير هذه الدولة الواقعة تحت احتلال
وفي هذا اليوم المجيد يوم العمال البواسل لا يسعني إلا أن أحيي وانحني إجلال واكبار لشهداء الطبقة العاملة الفلسطينية وشهداء شعبنا والى صمود وتضحيات ونضال عمالنا البواسل الذين مازالوا يعانون من ويلات الحصار الصهيوني الظالم والخانق على شعبنا الفلسطيني بشكل عام وعلى الطبقة العمالية الفلسطينية بشكل خاص والذين قدموا الغالي والنفيس في جميع محطات النضال الوطني الفلسطيني المشرف وكانوا على الدوام الأكثر تضحية من باقي الشرائح الاجتماعية الوطنية في المجتمع الفلسطيني المناضل وكما أحيي في هذا اليوم الاغر كل الاخوة والاخوات والرفاق والرفيقات في الحركة النقابية الفلسطينية الذين ناضلوا وافنوا سنوات عمرهم لخدمة الحركة العمالية الفلسطينية وأحيي كل القوة السياسية والعمالية التي تدعم العمال وتضعهم على سلم أولوياتها وكما اوهني عمال العالم في عيدهم عيد العمال العالمي واجدد الدعوة لجميع عمال العالم ( يا عمال العالم اتحدوا )

اخر الأخبار