لا وألف لا للإرهاب الفكري …!

تابعنا على:   11:37 2021-06-19

د. عبد الرحيم جاموس

أمد/ باتت وسائل الإعلام الحديثة الإليكترونية، ومنها الفيس بوك والتويتر واتك توك وغيرها …. ساحات للإرهاب الفكري، وساحات للردح والقدح والذم والمدح، من كثير من المستخدمين الذين باتوا يفتون في كل شيء، يحللون ويحرمون ويبجلون أو يبخسون كما يحلو لهم، ويشتمون ويأمنون ويخونون ويكفرون كيفما يشاؤون، تلك هي المصيبة والطامة الثقافية والفكرية الكبرى على المجتمع، فلا مجال فيه لأدب الحوار والرقي وتبادل الأفكار والتقدم واختيار الأفضل ..!
إن الإرهاب الفكري أخطر بكثير على المجتمع من الإرهاب الحسي والجسدي، إن سوء استخدام مساحة الحرية المباحة أو المتاحة في التعبير، التي تتيحها وسائل الإعلام الحديثة اليكترونية، قد اتاحت المجال لهذا النمط من الإرهاب والرِّهاب أن ينمو ويستشري دون رقيب أو حسيب.
إن الإختلاف في الرأي حق مشروع بين الناس، لكن الشتم والقدح والتطاول على من يختلف معك في الرأي يعد جريمة بحد ذاتها، واعتداء على احترام مبدأ الحوار والرأي والرأي الآخر، ويعدُ سمة من سمات تدني الثقافة والوعي، لا يمكن للثقافة والوعي السليم من الإنتشار في ظل هذا الجهل والإرهاب الذي بات يشهر سيفه في وجه كل مخالف أو مختلف عنه في الرأي أو التقدير ..!
إن احترام حرية الرأي وحرية التعبير، يعتبران من المفاعيل الاساسية لتطور الرؤى والأفكار، وشيوع الثقافة البناءة والسليمة بين جيل الشباب خاصة والمجتمع عامة، التي يتطلبها أي مجتمع يسعى للتطور والتقدم والتحرر، خاصة في مثل الأوضاع الخاصة التي يرزح تحت نيرها وثقل بطشها الشعب الفلسطيني في ظل الإحتلال الصهيوني العنصري الإحلالي.
لابُدَ أن تسود لغة الحوار الراقي المجدي والمفضي دائما إلى نقاط الإلتقاء في الحفاظ:
أولا: على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في الوطن أو في المنافي والشتات، رغم تباين الظروف التي تمايز بين مجموعة وأخرى وبين منطقة وأخرى.
ثانيا: أن تبقي كافة الجهود والإجتهادات والنضالات الفكرية والعملية الفلسطينية، موجة نحو التناقض الرئيسي مع العدو المحتل، وأن لا تنحرف بوصلة الفعل عن اتجاهها الصحيح، لتتحول إلى التناحر الذاتي بين مكونات المجتمع، أو بين قواه وأحزابه وفصائله، مهما كانت الأفكار متباينة ومتعددة، لأن في ذلك تكمن أهداف وغايات ومصالح الأعداء.
لذا لابد أن نسجل إدانتنا لكل أشكال الرِّهاب والإرهاب الفكري بكل صوره ووسائله وتجسيداته، ونقول لا للإرهاب الفكري، ولا لإستخدام مختلف وسائل الإعلام بكل أشكالها ووسائلها، لممارسة الإرهاب الفكري من تسخيف وتسفيه للرأي الآخر، إلى تكفير أو تخوين المختلف في الرأي والموقف، الإختلاف في الرأي لا يجوز أن يقود إلى الفسق والفجور ولا إلى الكراهية المؤدية للخصام والبغضاء ..
إن الإختلاف في الرأي حق مشروع، ولا يجوز أن يفسدَ العلاقات الإنسانية، وبالتالي النضالية والكفاحية بين أبناء الشعب الواحد، لأن التعدد والتنوع، على قاعدة من الود والمحبة والوحدة، يمثل أرقى صورة حضارية .. ويمثل عنصر قوة للمجتمع لا عنصر ضعف وتفكك.
لذا نقول ونؤكد بأعلى الصوت لا للإرهاب الفكري من أي كان، فردا أو جماعة حزبا أو سلطة، ولابد من توظيف مختلف وسائل الإعلام للحوار الراقي والمشروع والبناء المفضي دائما إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتوحيد كافة الطاقات والجهود والنضالات نحو مواجهة العدو الرئيس وهو الإحتلال وإفرازاته المختلفة ..
وللحديث بقية …!

كلمات دلالية

اخر الأخبار